الشارقة في 30 مايو / وام / اختتمت مساء أمس فعاليات الدورة الـ 12 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي نظّمتها هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار " لخيالك" مستقطبة أكثر من 80 ألف زائر عاشوا لحظات استثنائية مزجت بين فعاليات الثقافةً والفنّ والعروض المسرحية حيث استمتع الجمهور بـ 537 فعالية قدّمها 32 ضيفاً من 15 دولة عربية وأجنبية أبدعوا في الطرح وأغنوا تجربة الأطفال بالكثير من الخبرات والتجارب العلمية والعملية. وعلى امتداد 11 يوماً تحوّل المهرجان إلى مكتبة ضخمة قدّمت لزوّارها إصدارات 172 دار نشر من 15 دولة عربية وأجنبية تصدّرت دولة الإمارات والمملكة المتحدة ولبنان قائمة المشاركين كما فتح أمام الزوّار مساحة فنية رحبة من خلال الدورة الـ9 من "معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل" الذي شارك فيه 395 مبدعاً من 50 دولة منهم 106 مبدعين من 15 دولة عربية و289 فناناً من 35 دولة أجنبية ليتعرفوا على أجمل اللوحات التي شكّلت لغة بصرية استثنائية تخاطب القرّاء الصغار. وتجاوز المهرجان دوره في دعم صناعة الكتاب وأدب الطفل حيث فتح أبواب المسرح أمام زوّاره ليقدّم لهم عروضاً متميزة نفذت جميع تذاكرها خلال الأيام الأولى من الإعلان عنها منها عرض "كتاب الأحلام" الذي يعدّ أول عمل مسرحي أشرفت على إنتاجه هيئة الشارقة للكتاب شارك به عدد من النجوم الخليجيين كما استضاف نخبة من الأعمال المسرحية أبدع فيها نخبة من النجوم إلى جانب مجموعة من الأعمال المسرحية التي حظيت باهتمام كبير من قبل الزوار. وللمرّة الأولى في تاريخه لم يكتفِ المهرجان بأن يقدّم فعالياته وأنشطته في مركز إكسبو الشارقة وحسب بل التقى أهل مدينة دبا الحصن وكلباء نخبة من الكتّاب والمبدعين فيما استضافت أبوظبي عدداً من الفعاليات الثقافية في ياس مول واستقبلت مكتبة الصفا في دبي جلسات ثقافية حشدت حولها فنانين ورسامين ونقاد ووصل فعاليات الحدث إلى كلّ من الفجيرة ورأس الخيمة التي فتحت أبواب مؤسساتها الثقافية أمام مبدعو الوطن العربي والعالم. و قال سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب شكّل الحدث وعلى امتداد 11 يوماً منصّة للمعرفة وبوابة للأطفال ليستكشفوا من خلالها مواهبهم وقدراتهم فهذا المهرجان يعد واحدا من الفعاليات التي تستكمل خارطة الأحداث الثقافية التي تقام على أرض الإمارة ويدعم مختلف الجهود التي تقدمها المؤسسات والجهات الحريصة على دعم ورعاية الطفل وتعزيز قدراته وخبراته كما أنه فرصة استثنائية خاصة في ظلّ هذه الظروف لالتقاء الأطفال بأقرانهم وإعادتهم إلى التفاعل مع الكتاب وصنّاعه عن قرب من خلال توفير فضاء للعب واكتساب الخبرات في مختلف المجالات. وأضاف يترجم تنظيم الحدث رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ويجسد توجيهات قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الاستثمار بالأجيال الجديدة والارتقاء بطاقاتها ومواهبها لتكون قادرة على مواكبة مسيرة النهضة المجتمعية، وتحقيق تطلعات بلادها. من جانبها قالت خولة المجيني منسق عام مهرجان الشارقة القرائي للطفل :" لمسنا نجاح المهرجان هذا العام في وجوه الأطفال وهم يتعلمون معارف وعلوم جديدة وكنا سعداء ونحن نرى فرحهم وهم يلعبون ويستكشفون مواهبهم الفنية والإبداعية وهذا في الجوهر ما يعبر عن رسالة المهرجان ويجسد أهدافه إذ كنا حريصين في كل فعالية وكل ضيف استضفناه أن نستهدف جانباً من شخصية ووعي وثقافة الأجيال الجديدة فحملت الدورة الـ 12 من المهرجان فعاليات في التكنولوجيا وصناعة الروبوتات وورش في الرسم والطهي والكتابة والمسرح وغيرها من الفعاليات ". وأضافت : " ننظر في ختام كل دورة إلى ما أضافته إلى مسيرة المهرجان ككل وهذا العام نستطيع القول إننا اختبرنا تجربة التوسع والذهاب بفعاليات المهرجان إلى الجمهور في مختلف مدن الإمارة وعدد من إمارات الدولة .. وتجاوزنا المتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا بالاستفادة من الخيارات التقنية المعاصرة والتواصل /عن بعد/ إلى جانب حزمة الإجراءات التي اتخذناها للوقاية من الفيروس وحماية الزوار ونتطلع لأن تكون هذه الدورة نموذجاً للدورات المقبلة نؤكد من خلالها أن الحراك الثقافي متواصل ورعاية مواهب الأجيال الجديدة ضرورية وممكنة في مختلف الظروف". وعلى امتداد الحدث تذوّق الزوّار أشهى الأطباق التي أبدع في تقديمها 4 من أشهر الطهاة العرب على امتداد 20 فعالية طبخ متخصصة كما أتاح الحدث فرصة لعشاق القصص المصورة /الكوميكس/ للاستفادة من 110 ورش قدّمها متخصصون وخبراء من مختلف دول العالم إلى جانب 22 عرضاً ترفيهياً فنياً شارك فيه مبدعون من إيطاليا وبولندا. وقدم المهرجان نموذجاً مميزاً في تنظيم فعاليات دولية وجماهيرية مع مراعاة كافة الاجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا حيث كانت تبدأ يومياً وطوال أيام المهرجان عمليات تعقيم تتولاها فرقٌ متخصصة تمتلك أحدث الأجهزة التي تعمل بتقنيات متطورة وباأاشعة فوق البنفسجية لتعقّم كافة أرجاء المهرجان ليكون الحدث بيئة ملائمة لزوّاره .. وفي الوقت ذاته تم توفير ماسحات حرارية ومعقمات إضافة إلى سياسات التشديد على ضرورة الالتزام بارتداء الأقنعة وتطبيق سياسات التباعد الجسدي. ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات والمنطقة وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.
مشاركة :