أسهم مستثمرون دوليون أثرياء هربوا من إجراءات الإغلاق المرتبطة بفيروس «كورونا» في بلادهم في ازدهار سوق العقارات في دبي عبر عمليات شراء بمبالغ ضخمة لوحدات سكنية فارهة. وتُعتبر الفلل الفاخرة من أكثر الوحدات استقطاباً للزبائن في السوق العقاري مؤخراً في دبي، حيث يبحث المشترون الأوروبيون بشكل خاص عن وحدات سكنية في جزيرة نخلة جميرا الاصطناعية، فضلاً عن العقارات الواقعة في ملاعب الغولف. ويقول المدير المسؤول في شركة «بروبرتي مونيتور» الاستشارية زان زوتشينكي، إن سوق العقارات في دبي تراجع مع انتشار فيروس «كورونا» العام الماضي، لكن بعد ذلك مباشرة، بعد فترة الإغلاق، بدأنا نشهد زيادة في حجم المعاملات ولم تتوقف منذ ذلك الحين. وتابع: «نحن نشهد الآن مكاسب قياسية على أساس شهري وعلى أساس حجم المعاملات». وأصبحت دبي واحدة من أبرز الوجهات العالمية التي أُعيد فتحها للزوار في يوليو العام الماضي، بعدما نجحت في المزج بين سياسة الباب المفتوح والقواعد الصارمة المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، قبل انطلاق برنامج للتطعيم من بين الأسرع في العالم. وقال زوتشينكي: «الهاربون من الإغلاقات في دول أخرى، أعتقد أننا نرى الكثير منهم هنا»، مشيراً إلى محفزات أخرى مثل قرار السماح بتملك الأجانب الشركات بشكل كامل دون الحاجة إلى شريك محلي. وأعاد تدفّق الزوار إحياء السياحة التي كانت لفترة طويلة الدعامة الأساسية لاقتصاد دبي غير المعتمد على النفط، فساعد على التعافي والعودة إلى مستويات ما قبل (كوفيد 19) في أبريل الماضي، وفقاً لمجموعة «آي إتش إس ماركيت» الاستشارية. وقال الخبير الاقتصادي في المجموعة ديفيد أوين: «سجّلت شركات السفر والسياحة أكبر انتعاش ملحوظ في الأداء وسط آمال متزايدة بارتفاع النشاط السياحي في وقت لاحق من العام الحالي، مدعوماً بالتوزيع السريع للقاح». وتبرز مؤخراً الزيادة الملحوظة في بيع وشراء العقارات الفاخرة التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين درهم (2,7 مليون دولار)، مع توقيع 90 صفقة في أبريل مقارنة بحوالي 350-400 على أساس سنوي، وفقاً لشركة «بروبرتي مونيتور».وتم بيع قصر في النخلة مقابل 111,25 مليون درهم، وهو أعلى سعر تم التوصل إليه منذ سنوات في المنطقة التي تضم 16 «سعفة» تصطف على جانبيها البيوت والسيارات الفارهة. والعقار الأعلى سعراً حالياً في السوق هو عبارة عن فيلا حديثة مستوحاة من الطراز الإيطالي تقع في نهاية إحدى السعف يحيط بها شاطئ خاص، وقد جرى عرضها مقابل 100 مليون درهم. وبعد التراجع في السوق العقاري خلال ذروة انتشار الوباء، يأمل المطوّرون بأن يشعر أحد الأثرياء بالإغراء لشراء الوحدة التي تضم مسبحاً وسينما. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك بريك» العقارية ماثيو بات: «أعتقد أن الناس بدأوا يدركون أن دبي لم تعد مجرد موقع بناء، ربما كان ذلك قبل 10 سنوات عندما كان لدينا أكبر عدد من الرافعات في العالم». وأضاف: «ينظر الناس الآن إلى دبي ويقولون: سأنقل مقري إلى هنا. يمكنني العمل من دبي وفي نفس الوقت أدير الأعمال في أوروبا أو أمريكا الشمالية أو آسيا»، مضيفاً: «أعتقد أن ما فعله (كوفيد 19) في النهاية هو أنه فتح أبوابنا أمام بقية العالم». وازدادت مبيعات العقارات التي تجاوزت 10 ملايين درهم بنسبة 6,7% في أبريل مقارنة بالشهر السابق، وتم بيع 81 فيلا في النخلة في أبريل وحده مقارنة بـ54 في 2020 بأكمله، وفقاً لشركة «بروبرتي مونيتور». وقالت شركة الخدمات المالية «مورغان ستانلي» في تقرير حديث، إنه من غير المرجّح أن يتوقف هذا الارتفاع قريباً. وقالت: «الطلب القوي وبلوغ نمو المعروض ذروته، يمكن أن يؤديا إلى سوق أكثر صلابة على مدى السنوات العديدة المقبلة». وأرجعت الفضل إلى «موجة الإصلاحات الحكومية على مدى الـ 12 شهراً الماضية، ومعدلات الرهن العقاري الجذابة، والتحول في أنماط الطلب بسبب (كوفيد 19)». تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز كلمات دالة: أثرياء العالم، الوجهات العالمية، دبي، مستثمرون طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :