تصدى مواطنون سعوديون أمس، لشخص يُشتبه في انتمائه إلى تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن جادل خطيب مسجد الجمعة، وامتدح التنظيم الإرهابي، وبرر سياسته الدامية أمام المصلين في أحد الجوامع شرق مدينة الرياض. وتزامن ذلك مع تنفيذ القوات الأمنية عمليات متكررة خلال اليومين الماضيين، شملت ثلاثة أحياء شرق الرياض: السلي، والجزيرة، والفيحاء، بمشاركة طيران الأمن. وعلمت «الحياة» أنه تم القبض حتى الآن على 19 شخصاً، بينهم خمسة يمنيون، وشخص يحمل الجنسية السورية، يُشتبه في انتمائهم إلى خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، تم كشفها أخيراً. وفوجئ المصلون بعد انقضاء صلاة الجمعة أمس في جامع حمزة بن عبدالمطلب في حي إشبيليا، بوقوف شخص أمامهم، وكان يمتدح تنظيم داعش، وأثنى على أفكار التنظيم الراديكالية، واصفاً «داعش» بأنه «خلافة على منهاج النبوة»، وأشار إلى محاولات لتشويه سمعة التنظيم ممن وصفهم بـ«شيوخ الضلال» بحسب تعبيره. قبل أن يقاطعه المصلون الذين احتجوا عليه، وأنكروا ما قاله. وقال شاهد عيان لـ«الحياة» أمس: «بعد انقضاء صلاة الجمعة وقف شخص يبلغ نحو 15 عاماً، ودخل في جدال حاد مع إمام الجامع حول منهج تنظيم داعش الإرهابي، إذ اعتبر الشاب التنظيم على حق، فيما كان الإمام يحاول أن يقنعه بأدلة دينية ساقها، إلا أنه كان مصراً على رأيه، قبل أن يرتفع صوته موجهاً حديثه إلى المصلين». وأضاف الشاهد: «أثناء ذلك قاطعه عدد من المصلين، وقام رجل أمن كان يرتدي زياً مدنياً، وتمكن من القبض عليه والخروج به إلى خارج الجامع، إلا أنه تمكن من الإفلات، وأطلق ساقيه إلى الريح، لينطلق خلفه جيش من المواطنين، اللذين حاصروه داخل الحي، وتمكنوا من القبض عليه وتسليمه إلى رجال الأمن». وأوضح شاهد عيان آخر لـ«الحياة» أن «خطيب الجامع تطرق في خطبته إلى الفكر الضال، والتنظيمات الإرهابية، وهو ما دعا الشاب إلى مهاجمة الخطيب، متهماً إياه بأنه يلعن تنظيم داعش، إذ قام بعدها رجل أمن كان يجلس في الجامع، واقتاد «الداعشي» من يده. إلا أنه أفلت منه، وهرب إلى خارج المسجد. وطارده المصلون حتى قبضوا عليه»، لافتاً إلى أنه «شاب صغير في السن، وكان يحمل في يده عصاً». وأضاف الشاهد: «إن الشاب ليس من المعروفين بارتياد الجامع، ولم يكن معروفاً لدى أهالي الحي، وكان يتوسل المواطنين أن يطلقوا سراحه، إلا أنهم رفضوا مطالبه، وتم تسليمه إلى الدوريات الأمنية التي حضرت إلى الموقع».
مشاركة :