فوز الفيصلي أثبت أن الفكر أهم من أي أمر آخر في إدارة المنظومات الرياضية، فهذا الفريق كان حاضراً في المواسم السابقة، يحاول ولا ييأس حتى تحقق حلمه، وكلى ثقة بأنه لن يتوقف عند هذا، وحتماً ستكون هذه البداية فقط لبطولات قادمة طالما هناك عمل رائع يقدم من إدارته، وفعلاً يستاهل أبو عبدالمحسن وجميع أعضاء مجلس إدارته والأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين هذا الإنجاز. ولكن المؤلم في هذا الموسم- وأنا اكتب هذا المقال ” ولا أعلم ماذا حصل في آخر جولاته… من هبط ومن بقى- هو وجود ستة فرق تنافس على الهروب من الهبوط، أولهم فريق الوحدة ، الذي لا يليق به إطلاقاً التواجد في هذا الموقع عطفا على مستوياته، التي قدمها قبل موسمين، وهذا مؤشر على ضعف مردود العمل المقدم من الجميع، وإن كان هناك تباين في مستوياتهم خلال الموسم، ولكن العبرة في الخواتيم. لا ننكر أن هذه الفرق قدمت مستويات جيدة نسبياً خلال الدوري، ونالت الإعجاب في بعض جولاته وانتزعت الأفضلية في بعض لقاءاته، ولكن تظل الاستمرارية وعدم المكابرة على تصحيح الأخطاء هي نقطة الارتكاز التي من خلالها تتحقق التطلعات، وهذا ما فقدته تلك الأندية، مع الأسف. ولكن في مجمل القول فإن الوسط الرياضي بجميع أطيافه، لا يتمنى هبوط أحدهم؛ عطفاً على ما ذكر سابقاً، ولكن هذا قانون المسابقة إلا اذا ارتأى مسيرو رياضتنا أن إمكانية زيادة عدد الاندية وارد، فحتماً هذا سيكون طوق النجاة وفرحة كبيرة لأنصار هذه الفرق ” لعل وعسى”. أعتقد أن حصول الفيصلي” عنابي سدير” كما يحلو لعشاقه تسميته بهذا الاسم على أغلى الكؤوس ” كأس خادم الحرمين الشريفين ” جعل لمنافسة هذا الموسم بريقاً ولمعاناً وخصوصاً بعد ذهاب بطولة الدوري لمعقلها الأصلي المعتاد دون مفاجآت تذكر، ولم يصاحبها ضجيج ولا فرحة خارجة عن المألوف، فهذا المتعارف عليه في القاموس الهلالي؛ بطولة تأتي ويبدأ العمل لما يليه من إنجازات، فهذا ديدن المنظومة الهلالية. فانتزاع الفيصلي لهذه البطولة من وجهة نظري، قد أفرح جل الوسط الرياضي لقناعتهم التامة بالعمل المميز المقدم من الخبير فهد المدلج، وجميع شركائه في مجلس الإدارة الذي توج عمل السنين التراكمي بهذا الإنجاز الذي أفرح أهل حرمة بشكل خاص، ومحافظة المجمعة بشكل عام، ورفع سقف الطموح لدى محدودي التفكير ومختلقي الأعذار الذين دائماً ما يقدمون الحجج عند الإخفاقات.
مشاركة :