بروكسيل تستقبل أردوغان على خلفية أزمة اللاجئين السوريين

  • 10/3/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يرى محللون أن تركيا ربما ستقدم مساعدة حاسمة إلى الاتحاد الأوروبي لتسوية أزمة اللاجئين الذين يهربون بكثافة من النزاع السوري، لكن لا بد من بناء تعاون أفضل بين بروكسل وأنقرة اللتين تتسم العلاقة بينهما بالصعوبة. ويدفع تسارع الأزمة السورية على وقع الضربات الجوية التي تشنّها روسيا منذ الأربعاء الماضي، مزيداً من اللاجئين إلى الطرقات. وسط هذه التطوّرات، يستقبل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بروكسل الإثنين المقبل. وتلعب تركيا في هذا الإطار دوراً محورياً، إذ ينطلق من سواحلها كل يوم آلاف الأشخاص إلى الجزر اليونانية في بحر إيجه، متابعين طريقهم عبر البلقان إلى المجر أو كرواتيا، محاولين بعدها الوصول إلى شمال أوروبا وخصوصاً إلى ألمانيا، على أمل إيجاد ملجأ. وقال الباحث في معهد «كارنيغي أوروبا»، مارك بييريني، «تجد تركيا وإلى جانبها الاتحاد الأوروبي نفسيهما في مركب واحد في ظل الكارثة المتعلقة بالمهاجرين والنزوح الكثيف نتيجة الأزمة في سورية، وبسبب الوجود العسكري الروسي الذي يعطي انطباعاً بأن الوضع سيتفاقم. إنه أمر يزعزع الاستقرار بالنسبة إليهما». وعبرت تركيا الخميس الماضي عن قلقها الشديد بعد شن الضربات الروسية الأولى في سورية، فيما كرر أردوغان التأكيد على رغبته في دفع بلاده إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي تتعثر المفاوضات في شأنه منذ عام 2005، ويرى في ذلك استراتيجية تعود بالمكسب على الطرفين. وقال الموظف الكبير في المفوضية الأوروبية سيمون موردو الأسبوع الحالي إن «تركيا تشكل جزءاً من الحل، إذ أنها تستقبل حالياً أكثر من مليوني لاجىء سوري، من بينهم 260 ألفاً في مخيمات و1.75 مليون خارجها»، مضيفاً أن «تركيا وظفت أكثر من ثمانية بلايين دولار لإسكان اللاجئين». وتابع «ننظر إلى تركيا بصفتها شريكاً في الأزمة، إذ تواجه تحديات عدّه مماثلة لما نواجهه»، لكن هذه اليد الممدودة، تخفي ضيق الأوروبيين الذين توترت علاقاتهم مع أردوغان منذ بضع سنوات. وتبدأ لائحة الاعتراضات الطويلة التي وجهتها بروكسل إلى أنقرة في السنوات الأخيرة، بحقوق الإنسان وحرية التعبير واستقلالية القضاء، لكن حتى وإن أقر الأوروبيون بحق أنقرة في مكافحة الإرهاب، فهم يعبرون في مجالس خاصة عن قلقهم من الهجوم الذي شنته على متمردي "حزب العمال الكردستاني» أواخر تموز (يوليو)، ويأسفون لعدم مسارعتها في محاربة متطرفي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وانتقدت الحكومة التركية المحافظة وأردوغان في المقابل، بروكسل لتقاعسها أمام مشكلة اللاجئين السوريين، فيما تطالب أنقرة دائماً بإقامة منطقة آمنة على طول الحدود التركية - السورية، لكن الاتحاد الأوروبي لا ينظر إلى هذا الاقتراح بعين الرضى. ولفت بييريني السفير السابق للاتحاد الأوروبي في بروكسل إلى أن «زيارة أردوغان تأتي أيضاً في فترة من الاضطراب الشديد في تركيا - مع انتخابات برلمانية مرتقبة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)- على خلفية دوامة العنف وتدهور دولة القانون «بسبب الغارات والهجمات على أحزاب ووسائل إعلام مناصرة للأكراد». ويذهب التعاون الذي تنشده بروكسل أبعد من ذلك بكثير، إذ يتناول مكافحة المهربين على السواحل التركية، في حين يُتوقع أن تدر عمليات تهريب طالبي اللجوء إلى أوروبا من بليون إلى بليوني يورو على الأقل السنة الحالية، بالإضافة إلى تفكيك الشبكات المتعلقة بجوازات السفر المزورة. ويرغب الأوروبيون خصوصاً في أن توافق تركيا على فرض آلية إجراءات لتسجيل طالبي اللجوء الذين يمكن بعد ذلك استقبال قسم منهم في أوروبا، لتفادي مجازفتهم في رحلة محفوفة بالمخاطر بحراً، لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اعتبر الفكرة «غير مقبولة». ويقترح مدير «مركز المبادرة الأوروبية للاستقرار» للأبحاث جيرالد كنوس، «تدبيراً استثنائياً لتخفيف العبء الملقى على عاتق تركيا وتجفيف الطريق الدامية عبر بحر إيجة»، مضيفاً «يجب أن تتعهّد برلين بقبول 500 ألف لاجىء سوري مباشرة من تركيا خلال الأشهر الـ 12 المقبلة». ويشدّد على "ضرورة أن يُبعد الاتحاد الأوروبي المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى أوروبا، إلى تركيا، لثنيهم عن ذلك".

مشاركة :