أكد السفير الصيني في مصر لياو لي تشيانغ، أن الصين ومصر دعمتا بعضهما البعض على مدار الـ 65 عامًا الماضية، وكتبتا فصلًا من الصداقة في العصر الجديد في ظل اجتياح جائحة كورونا العالم. وقال لياو في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا)) في القاهرة مؤخرًا، "لقد حاربت الدولتان مرض (كوفيد-19) جنبًا إلى جنب، وقدمتا تفسيرًا حيويًا للمجتمع الصحي الصيني-المصري، وأرستا أساسًا متينًا لبناء مجتمع صيني-مصري ذي مستقبل مشترك"، مشيرًا إلى أن مصر عبرت دائمًا عن موقفها الداعم المخلص للصين بشتى السبل ومن خلال الإجراءات العملية. ويصادف يوم 30 مايو الذكرى السنوية الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر. وغادرت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد القاهرة في أول مارس 2020، متوجهة إلى العاصمة الصينية بكين، للتعبير عن تضامن مصر مع الصين في مكافحة مرض (كوفيد-19). وأعلنت زايد في 9 مايو أن مصر ستبدأ في إنتاج لقاح (سينوفاك) الصيني محليا في يونيو على أن يتم إنتاج أول مليوني جرعة في مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا). وقال لياو: انه "في غضون ذلك، كانت الصين من أوائل وأكبر الجهات المانحة لمصر خلال الجائحة" ، موضحًا أن الصين زودت مصر بأربع دفعات من إمدادات مكافحة المرض وأجرت العديد من عمليات تبادل الآراء عبر الفيديو بين الخبراء الصينيين والمصريين. وأضاف لياو أن الصين أنشأت أيضًا آلية مستشفى تعاونية وساعدت مصر في إنشاء خط إنتاج لأقنعة الوجه الطبية. وفي 21 مايو، تسلمت مصر الدفعة الأولى من المواد الخام للقاح (سينوفاك) الصيني، مما يجعل مصر أول دولة في القارة الأفريقية تتعاون مع الصين في إنتاج لقاح (كوفيد-19). ولم يعرقل المرض التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين ومصر. وقال لياو إن استيراد وتصدير البضائع بين الصين ومصر بلغ 14.57 مليار دولار في عام 2020 ، مسجلا رقما قياسيا جديدا على الرغم من تأثير المرض. وأضاف لياو: "في الربع الأول من هذا العام، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين ومصر 4.18 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 32.1٪" ، مشيرًا إلى أن الصين أصبحت الدولة الأكثر نشاطًا في الاستثمار في مصر في السنوات الأخيرة. وبحسب السفارة، بلغ حجم الاستثمار المباشر الجديد للصين في مصر عام 2020 ، 190 مليون دولار، وتجاوز رصيدها الاستثماري في مصر 1.2 مليار دولار. وفي الربع الأول من العام الجاري، بلغت الاستثمارات الصينية الجديدة المباشرة في مصر 83 مليون دولار أمريكي، بزيادة حادة بلغت 134٪. ولم يعرقل المرض التبادلات الشعبية بين البلدين. وأشار لياو إلى أنه من "الحفلة السيمفونية الصينية المصرية على الإنترنت" إلى التقدم المحرز في المشروع الأثري المشترك في معبد مونتو في الأقصر، فإن الصداقة بين الصين ومصر قد ترسخت بعمق في قلوب الناس حيث دخلت الحضارتان حقبة جديدة. ولفت لياو إلى أن "اللغة الصينية تم إدراجها رسميًا في نظام التعليم الابتدائي والثانوي في مصر"، معتبرا أن هذه الخطوة تعاون مهم في مجال التعليم بين البلدين. وشدد لياو على أن "الصين ومصر تتعاملان بإخلاص وتساعدان بعضهما البعض في رحلة التنمية الوطنية"، وعلى أن كلا من الصين ومصر هما دولتان ناميتان رئيسيتان وممثلتان للأسواق الناشئة، ومع التكامل العميق لمبادرة الحزام والطريق مع "رؤية مصر 2030"، حقق التعاون العملي بين الصين ومصر نتائج مثمرة. وعلى بعد حوالي 50 كيلومترًا شرق العاصمة المصرية القاهرة، تواصل الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) بناء منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر وسط تحديات القائمة بفعل انتشار مرض كورونا. وأشار لياو إلى أن "بلدينا يتشاركان أحلامًا وفلسفات ومهامًا متشابهة"، وأوضح أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 65 عامًا، صمدت العلاقات الثنائية أمام اختبار الوضع الدولي المتغير، وتزداد الثقة السياسية المتبادلة عمقًا يومًا بعد يوم. وأضاف لياو أن العلاقات بين الصين ومصر، والتي تشمل كافة الأبعاد وتغطي كافة المجالات، تعد مثالا جيدا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية. وأكد لياو أنه "في مواجهة الوضع الدولي الحالي غير المؤكد، فإن الصين مستعدة للعمل مع مصر في جميع المجالات لضخ المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية في العالم".
مشاركة :