أرجع استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا؛ تصدُّر موضوع الخلايا الجذعية من قِبل بعض المراكز الوهمية في معظم دول العالم التي تدّعي علاج مرضى السكري نهائياً، إلى 5 أسباب. وأضاف الأغا؛ أن الأسباب الخمسة تتمثل في تزايد أعداد المصابين بداء السكري في جميع دول العالم ومنها السعودية، وأن الخلايا الجذعية موضوع جديد في الساحة الطبية، ويجهل عنه الكثير من مرضى السكري والجدل القائم حوله، فعند الترويج عنه كعلاج نهائي سيدفع المرضى إلى الخضوع له، ناهيك عن إدراك المراكز المزعومة للخلايا الجذعية، بأن مريض السكري مرتبط بأي علاج ينهيه من معاناة حقن الأنسولين نهائياً، وثقتهم الكبيرة بأن مريض السكري لن يتردّد في علاج الخلايا الجذعية لتجنب المضاعفات الخطرة المترتبة على داء السكري، فمعروف طبياً أن مضاعفات السكري لا تتوقف على المرض نفسه؛ بل تمتد إلى معظم الأعضاء الحيوية الأخرى، مع استغلال ضعف الوعي الصحي من أجل الكسب والتربح المادي من مرضى السكري، رغم إدراكهم أن موضوع الخلايا الجذعية ما زال رهن الأبحاث والدراسات. مجرد تجارب طبية وقال الأغا: "على الرغم من وجود مراكز بحث متخصّص في الخلايا الجذعية موزّعة بين جميع دول العالم ومنها الأوروبية والآسيوية تزعم قدرتها على تقديم العلاجات لمرضى السكري بمبالغ تقدر بنحو 35 – 45 ألف دولار أميركي، إلا أنه في الواقع ليست إلا تجارب طبية على البشر". رسائل لاصطياد المرضى وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تتداول حاليا رسائل تدعو مرضى السكري لإجراء زراعة الخلايا الجذعية لإنهاء معاناة حقن الأنسولين، إذ تقوم المراكز الوهمية على نشر صور مرضى تزعم تحررهم من مرض السكري بعد إجراء الجراحة، مع أن منظمة السكر العالمية تعد ممارسات تلك المراكز مجرد تجارب طبية على البشر وتتنافى مع مبادئ العلم وأخلاقياته وتربح من أوجاع المرضى. وقال الأغا؛ الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية لعلاج السكري تعطي آمالاً كبيرة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الجهد الذي يجب بذله قبل تحقيقها، فهناك تحديات تقنية لابد من التغلب عليها أولاً قبل البدء بتطبيق هذه الاكتشافات في العيادات الطبية، ومع أن هذه التحديات كبيرة وصعبة إلا أنها ليست مستحيلة، فخبراء البحث الطبي يعتقدون أن الخلايا الجذعية قادرة على تغيير تاريخ الأمراض البشرية عن طريق استخدامها لإصلاح نسيج متخصص أو عن طريق دفعها للنمو بشكل عضو حيوي معين، وعلى الرغم من هذا، فإن هذه الأبحاث تثير عديداً من المخاوف الأخلاقية والإنسانية؛ ما اضطر العديد من الدول إلى وضع تشريعات تحدّد هذه الأبحاث. استنزاف أهالي المرضى وأضاف "منذ 60 عاماً قام البروفيسور جيمس طومسون؛ بتنمية الخطوط الأولية من الخلايا الجذعية لأول مرة، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن ما زالت هناك بعض التحديات والصعوبات التي تواجه العلماء في نجاح زراعة هذه الخلايا داخل الجسم البشري، وهي قدرة هذه الخلايا كذلك على تكوين خلايا سرطانية وأيضاً رفض الجهاز المناعي لها، ومع ذلك من المحتمل أن يتغلب العلماء على هذه المعضلات، إذ إنه بالنسبة لمريض السكري يتم حقن الخلايا الجذعية بوساطة الشريان المغذي للبنكرياس". لا علاج نهائي وبيّن البروفيسور الأغا؛ أنه يجب على مرضى السكري وغيرهم عدم الانصياع لأي رسائل مغلوطة تتعلق بالشأن الصحي، والرجوع إلى الطبيب المعالج أو الجهات الصحية الرسمية، فأكثر الرسائل الوهمية هدفها استنزاف جيوب المرضى، مع التأكيد على أن جميع مرضى السكري الذين خضعوا لزراعة الخلايا الجذعية وتجارب الأعشاب وغيرها عادوا للعلاج المعتمد على الأنسولين، فإلى الآن لا يوجد أي علاج نهائي ينهي معاناة مرضى السكري.
مشاركة :