دبي في 31 مايو / وام/ أوصى المشاركون في المؤتمر العالمي الخامس لبرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد الذي عقد مؤخرا تحت شعار" المشغل الاقتصادي المعتمد 2.0:نحو آفاق جديدة لتجارة مستدامة وآمنة" بتعزيز التعاون بين الإدارات الجمركية و الهيئات الحكومية الأخرى والقطاع الخاص وتبادل البيانات الآمنة بين منظمة الجمارك العالمية وإدارات الجمارك الأعضاء لزيادة حجم التجارة و المحافظة على مرونة سلاسل الإمداد بعد انحسار جائحة كورونا "كوفيد -19".. مشيرين إلى أهمية استقطاب برنامج المشغل الاقتصادي المزيد من الأطراف المعنية في التجارة الإلكترونية ليشمل الشركات المتناهية الصغر والصغيرة و المتوسطة. وناقشت جلسات المؤتمر في نسخته الخامسة التي نظمتها جمارك دبي افتراضياً بالتنسيق مع منظمة الجمارك العالمية والهيئة الاتحادية للجمارك و استمرت على مدار 3 أيام بمشاركة ما يقارب 100 متحدثاً وحضرها أكثر من 12 ألف متخصص من 160 دولة التحديات و أفضل ممارسات تبادل البيانات في إطار تنفيذ اتفاقيات الاعتراف المتبادل في برنامج المشغل الاقتصادي وهو ما يدعم مبادرة جمارك دبي بتأسيس منصة عالمية منصة عالمية تضم أفضل الممارسات واتفاقيات الاعتراف المتبادل لأعضاء البرنامج بما يُسهم في التحسين المستمر للمشغل الاقتصادي على مستوى العالم من خلال الابتكار المدعم بالبيانات. وشهدت فعاليات المؤتمر توقيع اتفاقية اعتراف متبادل بين جمهورية الصين وأوغندا كما تم الإعلان عن المؤتمر العالمي السادس للبرنامج حيث تم اختيار شعار النسخة المقبلة من المؤتمر "دور الجمارك في تعافي وتجديد وتعزيز الاقتصاد العالمي من أجل سلاسل إمداد أكثر استدامة" /جمهورية الصين الشعبية/ وذلك أخذاً بالاعتبار المستجدات العالمية التي تركت أثراً كبيراً في كافة المجالات. وحقق برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد نجاحاً كبيراً منذ تأسسه عام 2012 حيث ازداد عدد برامج المشغّل الاقتصادي المعتمد حول العالم من 45 عام2012 إلى 97 في 2020 مع 20 برنامجاً آخر قيد التطوير والتنفيذ وهو ما يمثل زيادة قدرها 115 بالمائة وعلى الصعيد نفسه ارتفع عدد اتفاقيات الاعتراف المتبادل بين الدول والمناطق المختلفة ليبلغ 87 اتفاقية ثنائية و4 اتفاقيات إقليمية متعددة الأطراف مع 78اتفاقية أخرى قيد التفاوض. وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص على مواكبة وتطبيق أفضل الممارسات والبرامج العالمية لتطوير التعاون التجاري والجمركي على المستوى الدولي والإقليمي ودعم أداء عملائها من الشركات حيث بادرت الإمارات بتكثيف جهودها في تطبيق برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد للاستفادة منه في تأسيس شراكات استراتيجية تضمن حماية وتيسير التجارة الدولية. وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عن سموه سعادة سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة رئيس غرفة تجارة دبي العالمية ان دولة الإمارات تتقدم بثبات في تعزيز قطاعاتها الاقتصادية نحو تحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وتشمل رؤية متكاملة لتكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة. وقالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقت يراجع فيه العالم حساباته ومنجزاته وكيفية تطوير قدراته وبالرغم من تراجع التجارة العالمية بنسبة 5.3 بالمائة في 2020 لكننا ماضون في التعافي ..معتبرة ان التغير الذي طرأ على أنماط التجارة قد فتح آفاقاً ونوافذ جديدة وهذا تؤكده اتفاقيات الاعتراف المتبادل. و أضافت ان الاستثمارات الأجنبية المباشرة حققت نمواً بنسبة 44 بالمائة لتصل إلى حوالي 20 مليار دولار في عام 2020 على الرغم من الاضطراب الاقتصادي الناتج عن الوباء وهذا يؤكد ثقة الدول بنظم الإمارات وبنيتها التحتية المتطورة وبيئتها الجاذبة وكفاءة حكومتها ومرونتها وسرعة استجابتها للمتغيرات وهذا يدفعنا إلى العمل سوياً في مرحلة التعافي ويجمعنا ضمن إطار تفاهم موحد وهذا ما تعززه استضافة الإمارات لإكسبو 2020 من أجل تبادل الخبرات والأفكار هذا الحدث العالمي يهدف في الأساس إلى التعاون من أجل إيجاد حلول بعيدة المدى لمواجهة التحديات العالمية وفي يناير 2022 سننظم أسبوع السفر والاتصال ضمن فعاليات اكسبو للتأكيد على أهمية تطوير التقنيات التي تشمل البلوك تشين والأمن الالكتروني واللوجستيات الخضراء وحماية البيئة والتي باتت أولوية ملحة في زمننا هذا. ومن جانبه قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية أن المؤتمر العالمي الخامس للمشغل الاقتصادي المعتمد يمثل فرصة ذهبية لتعزيز التعاون والتنسيق بـين الهيئات والإدارات الجمركية عبر العالم في هذه المرحلة الحيوية التي يواجه العالم فيها تحديات عودة التعافي للاقتصاد الدولي وللتجارة العالمية لقد أظهر اقتصاد دولة الإمارات مرونة وكفاءة عالية في مواجهة تحديات جائحة كورونا وحجز موقعاً ضمن الاقتصادات الكبرى و الأسرع تعافياً من الآثار المترتبة على تداعيات الأزمة حيث استجابت الإمارات بشكل سريع وأدخلت تدابير رائدة في السيطرة على الوباء وهو ما عزز قدرة الدولة على تحويل تحديات الازمة إلى إنجازات تمثلت في الانتعاش الملحوظ للاقتصاد الوطني وفي عودة قطاع التجارة الخارجية إلى استعادة زخمه ونشاطه بسرعة مستبقاً تعافي التجارة العالمية لنقدم للعالم من جديد نموذجاً رائدا في القدرة على استعادة التعافي بتجارتنا الخارجية. وقال معالي الدكتور كونيو ميكوريا الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية انه خلال 16 عاماً منذ اعتماد إطار معايير "SAFE" لأول مرة تضاعف عدد اتفاقيات الاعتراف المتبادل بنحو خمسة أضعاف من 17 إلى 91 اتفاقية كما ارتفع عدد أعضاء منظمة الجمارك العالمية المعتمدين لبرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد بشكل كبير من 45 إلى 97 .. مشيراً إلى أن جلسات ونقاشات المؤتمر وفرت للمشاركين فرصة لتبادل الأفكار والرؤى الرائدة ومناقشة فرص التحسين المحتملة فضلاً عن استكشاف المعايير الأساسية والخطوات اللازمة لضمان دعم برنامج الشراكة بين الجمارك والشركات بشكل أكثر فاعلية واستدامة بما يضمن تعافي وأمن سلاسل الإمداد العالمية في بيئة ما بعد جائحة كوفيد 19. ومن جانبه أكد سعادة أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي أن إسناد شرف تنظيم المؤتمر لإمارة دبي العاصمة الاقتصادية لدولة الإمارات يعكس السمعة الكبيرة والثقة التي تحظى بها دبي كمدينة للمال والأعمال ومحور رئيسي في التجارة العالمية كما يؤشر على العلاقة الوطيدة التي تربط جمارك دبي مع منظمة الجمارك العالمية ودورها في تيسير سلاسل الإمداد والتوريد العالمية وكذلك جهودها في دعم برامج المشغل الاقتصادي المعتمد. وقال إن التحديات التي تواجه حركة التجارة العالمية نتيجة لجائحة كوفيد 19 أظهرت مدى أهمية الرقمنة والخدمات الذكية والبرامج والأنظمة التجارية في تسيير العمليات التجارية ودعم سلاسل الامداد والتوريد العالمية لضمان الانسيابية في تدفق الشحنات التجارية عبر العالم، ولذلك يكتسب برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد أهمية أكبر في ظل الظروف الحالية. و أكد حرص جمارك دبي على أن تقدم للعالم تجربتها في تطوير العمل الجمركي بالاعتماد على التقنيات المتطورة والتي تنطلق من أسس راسخة مستمدة من أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة في دولة الامارات حيث بلغ نسبة سعادة المتعاملين عن خدماتها الذكية 98 بالمائة . وأشار الى أن تطوير الدائرة للتقنيات المستخدمة في تقديم الخدمات الجمركية أثمرت عن تحقيق نمو قياسي في المعاملات الجمركية التي أنجزتها جمارك دبي خلال الفترة 2015– 2020 بنسبة تبلغ نحو 80 بالمائة ليصل عدد المعاملات الجمركية المنجزة في العام 2020 إلى 16 مليون معاملة مقارنة مع 8.9 مليون معاملة في العام 2015 وتضاعفت تجارة دبي الخارجية غير النفطية أكثر من سبع مرات خلال الفترة 2000 – 2020 لتصل قيمتها في العام 2020 الى نحو 1.182 تريليون درهم مقارنة مع 143 مليار درهم في العام 2000 ومع استمرار الدائرة بتحقيق الإنجازات تتطلع إلى تعزيز مساهمة المشغل الاقتصادي المعتمد و انتقاله إلى المستوى الثاني في تطوير تسهيلاتها وزيادة التبادل التجاري مع شركائها. بدوره أكد سعادة أحمد عبد الله بن لاحج الفلاسي المدير العام للهيئة الاتحادية للجمارك أن استضافة المؤتمر العالمي الخامس للمشغل الاقتصادي المعتمد بالتزامن مع الحدث العالمي "إكسبو2020 دبي" يعزز ريادة دولة الإمارات ويؤكد أنها منصة عالمية لإطلاق المبادرات التجارية والجمركية ووجهة مفضلة لبحث وتداول القضايا المطروحة على أجندة التطوير الجمركي العالمي..موجهاً الشكر إلى منظمة الجمارك العالمية ومؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة وجمارك دبي وفريق العمل على الجهود المثمرة وتعاونهما في استضافة هذا الحدث العالمي. وقال إن تطوير برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد واتفاقات الاعتراف المتبادل يعد أحد المحاور الرئيسية المهمة لتحقيق أمن التجارة الدولية وتشجيع التجارة عبر تخفيض التكاليف على الشركات ووكالات الشحن وتقديم المزيد من الحوافز الإجرائية للمصدرين والمستورين وفقاً لمبدأ "الحوافز مقابل الامتثال"..مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة أدركت مبكراً أهمية برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد حيث سبقت العديد من دول المنطقة في تطبيق البرنامج ليربط الدولة تجارياً وجمركياً مع دول العالم.
مشاركة :