حذّرت أجهزة الشرطة في الدولة من إهمال الاشتراطات الوقائية عند السباحة، ما يعرض الأبناء لحوادث غرق. فيما حذر مختص في مجال الأرصاد الجوية من خطر «السايورة»، التي تسبب في غرق سباحين، موضحاً أنها ظاهرة طبيعية، تحدث خلال شهري يونيو وسبتمبر، نتيجة اندفاع تيارات الماء القوية بالقرب من الشاطئ، ثم تتدفق نحو عمق البحر، وتشكل خطراً على السباحين. وشهدت شواطئ الدولة خلال الفترة الماضية حوادث غرق عدة، راح ضحيتها عدد من الأشخاص، بينهم أطفال، بسبب تجاهل العلامات التحذيرية، وعدم اتخاذ التدابير الوقائية للسلامة، والسباحة في الأماكن غير المصرح بها. وتفصيلاً، قال الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، إبراهيم الجروان، لـ«الإمارات اليوم»، إن «السايورة» عبارة عن تيارات ساحبة قوية تتشكل قرب الشواطئ، تنشط في فترات دخول موسم الحر وخروجه في شهري يونيو وسبتمبر، نتيجة التقاء التيارات البحرية على الشاطئ أو طبيعة تضاريس الساحل، وقد يتغير موقعها من وقت إلى آخر. ونبه إلى أهمية عدم التهاون في أخذ الحيطة والحذر عند السباحة خلال هذه الفترة من السنة، ولو كان الشخص يجيد السباحة، إذ يجب عليه الانتباه إلى تحذيرات الجهات المختصة من السباحة في الأماكن الممنوعة، وتقدير عمق المياه قبل السباحة، والابتعاد عن السباحة عند الصخور الشاطئية، والرمال الهشة. وأوضح أن الفروقات في درجات الحرارة تعمل على نشاط قوة التيارات البحرية، مشيراً إلى أن هناك أماكن بحسب التضاريس الساحلية أكثر عرضة واستجابة لحدوث هذه الظواهر، لكنها لا تلتزم بمكان محدد ولا بفترة محددة، فقد تحدث مؤقتاً في منطقة ثم تتلاشى لتظهر في منطقة أخرى أو مناطق أخرى. ولفت إلى أن مخاطر الشاطئ والسباحة في البحر تتشكل في مظاهر عدة، أهمها اضطرابات البحر، حيث يكون ذلك بفعل الرياح، فترفع الرياح المستديمة أمواج البحر بصورة غير متوقعة، وقد ترتفع عند الرياح المستديمة في مدة لا تقل عن ساعتين إلى أربع أقدام عند رياح سرعتها 12 عقدة، وإلى سبع أقدام عند رياح سرعتها 20 عقدة، و15 قدماً عند رياح سرعتها 30 عقدة. وحذر الجروان من خطورة السباحة قرب الصخور الشاطئية، حيث شهدت حوادث انحشار أقدام الأشخاص بين الصخور، وعدم استطاعتهم الانفلات منها، وكذلك هناك مناطق معروفة بهشاشة التربة لعوامل طبيعية، مثل انجراف الطبقات التحتية أو بقربها من مناطق الإنشاءات والأعمال، وعدم دكها جيداً بعد الدفان، ما يسبب في غوص قدم الشخص في هذه الرمال وتعلقه فيها. ولفت إلى أن خطر الدوامات البحرية وحركة حلزونية أو لولبية لمياه البحر يكون اتجاه الدوران أو التيار المائي نحو الأعماق، الأمر الذي يشكل خطورة على السابحين والزوارق الصغيرة، وتحدث نتيجة التقاء التيارات البحرية مختلفة الاتجاه، وقد يتغير موقعها من وقت لآخر، موضحاً أن الظواهر البحرية ليست مستديمة الظهور، فقد تحدث من وقت لآخر، ومن مكان لآخر، وتختلف شدتها من حالة لأخرى. وأطلقت وزارة الداخلية مبادرات عدة للتوعية بمخاطر إهمال الاشتراطات الوقائية الضرورية لحماية الأبناء من التعرض لحوادث الغرق، منها مبادرة السلامة في فترة الصيف. ونصحت الأفراد بضرورة التأكد من حالة الطقس من الجهات المعتمدة، للتعرف إلى حالة البدر والتيارات المائية المحتملة، وتوفير معدات الأمن والسلامة أثناء السباحة، حرصاً على سلامة الأفراد وأبنائهم، وكذا التصرف السليم عند مواجهة جرف التيار المائي، وعدم مقاومته، بل السباحة عبره حتى يتلاشى، ثم السباحة عودة إلى الشاطئ. وحثت الأهالي على عدم ترك الأطفال الرضع في المنازل وحدهم في حوض السباحة، أو بجانب بركة الماء، لأن من السهل تعرضهم للغرق، ومراقبة الأبناء عند دخولهم أحواض السباحة، وإن كانوا يجيدون التعامل معها، وعدم تركهم وحدهم، وضرورة أن يرتدي الطفل سترة السباحة الواقية من الغرق عند اللعب بالماء، وقفل الأبواب المؤدية إلى أحواض السباحة في المنزل. من جهتها، حذرت أجهزة الشرطة من اللامبالاة وتجاهل تعليمات السلامة في هذا الشأن لحماية الأطفال من وقوع حوادث الغرق، مشيرة إلى أنه خلال دقائق قليلة قد تحصل حادثة الغرق في حال عدم الالتزام بشروط وإجراءات السلامة. ودعت مرتادي البحر إلى أخذ الحيطة والحذر، وعدم دخول البحر عند ارتفاع الموج بصورة خطرة، وضرورة ارتداء الأدوات الواقية من الغرق عند السباحة. وعلى الآباء الانتباه لأبنائهم، وعدم تركهم دون مراقبة في جميع الأوقات عند ذهابهم للشواطئ للممارسة السباحة. وأكدت شرطة أبوظبي أن الوعي والمسؤولية المجتمعية يعدان الخط الأول للتصدي لحوادث الغرق، باتباع التعليمات وإرشادات السلامة، والتقيد بالنصائح التي تحث على السلوكيات والتصرفات الإيجابية من أجل سلامة الجميع. وطالبت الأسر بوضع سياج آمن حول أحواض السباحة بالمنازل، حتى لا يتمكن الأطفال من الدخول إليها بمفردهم، وأن تكون الأرضية مانعة للانزلاق، تفادياً لحوادث الغرق. ونصحت بارتداء معدات السباحة، وتزويد الأطفال بأطواق وأدوات النجاة، وقفل الأبواب المؤدية إلى أحواض السباحة التي يجب أن تكون مزودة بسلالم ثابتة ومقابض معدنية موزعة على محيطها. تحديد أماكن السباحة تشير إحصاءات محلية إلى أن الغرق يصدر الحوادث البحرية، كما يتم تحديد أماكن للسباحة على الشواطئ المختلفة، بعد دراسات متأنية لحالة المكان، سواء في ما يتعلق بالتيارات البحرية أو أرض البحر، ولا تتم بشكل عشوائي، كما يتم وضع لافتات واضحة بلغات مختلفة، توضح بلوحات إرشادية وتحذيرية. فيما أكدت أجهزة شرطية أن من أهم مسببات غرق الأطفال استخدام أحواض السباحة بمفردهم، وإهمال الأسرة في مراقبتهم، وعمق الماء وعدم الإلمام بالسباحة، والتعرض للانزلاق من الأرضية المحيطة بحوض السباحة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :