5 صناديق متداولة ETF تحظى باهتمام المستثمرين

  • 5/31/2021
  • 23:36
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الصناديق المتداولة تعد من أفضل الطرق للمستثمرين الذين يرغبون الاستثمار في قطاعات محددة أو في السوق عموما، أو حسب عوامل مالية أو فنية معينة، ويريدون تحقيق ذلك من خلال إدارة احترافية وبتكاليف إدارية قليلة نسبيا، ومن خلال وسائل تتمتع بسيولة عالية، بحيث يمكن الدخول والخروج من هذه الوسائل بسرعة ومرونة وبتكلفة تداول متدنية. في هذا التقرير نلقي الضوء على خمسة صناديق متداول متاحة في الأسواق الأمريكية ولها شعبية عالية، وتناسب فئات متعددة من المستثمرين. في أربعة من هذه الصناديق يتحقق الربح من ارتفاع الأسهم أو من توزيعات الأرباح، وفي الصندوق الخامس يتحقق الربح فقط في حال هبوط الأسهم. أكبر مؤسستين ماليتين لإدارة الصناديق المتداولة في العالم عدد الصناديق المتداولة في الولايات المتحدة نحو 2200 صندوق، وأول صندوق متداول صندوق SPY، أطلق في عام 1993 بهدف مطابقة أداء مؤشر "أس آند بي 500". وهو لا يزال موجودا، ويعد أكبر صندوق متداول في العالم من حيث صافي الأصول. أما أكبر شركة تدير صناديق متداولة، إلى جانب أصول أخرى، فهي مجموعة BlackRock، التي تدير أصولا بنحو 8.7 تريليون دولار، أي أكبر من القيمة السوقية لسوق الأسهم السعودية - مع أرامكو - بنحو ثلاث مرات ونصف، ولديها نحو 389 صندوقا متداولا، تصل قيمة صافي أصول تلك الصناديق إلى نحو 2.2 تريليون دولار. ثاني أكبر شركة لإدارة الأصول مما تدير كذلك صناديق متداولة هي مجموعة Vanguard بصافي أصول تبلغ نحو 7.1 تريليون دولار، منها نحو 1.8 تريليون فقط للصناديق المتداولة، التي يبلغ عددها نحو 82 صندوقا. صناديق تتعامل بأسلوب الانتقاء الذكي Smart Beta منذ إطلاق صندوق SPY الذي يتتبع حركة مؤشر "أس آند بي 500"، والطريقة السائدة في بناء الصناديق المتداولة هي السعي لمطابقة أداء أحد المؤشرات السوقية الشاملة، من خلال اختيار عدد معين من الأسهم وجعل وزن كل شركة في الصندوق مساويا لوزن الشركة في المؤشر، أو قريبا جدا منه. فمثلا لو أنه في أحد المؤشرات كانت القيمة السوقية لشركة "س" تعادل 5 في المائة من القيمة السوقية للمؤشر، فيجب أن يكون وزن أسهم هذه الشركة في الصندوق 5 في المائة، وهكذا. والسبب في ذلك هو لضمان أن يكون أداء الصندوق مطابقا قدر الإمكان لأداء المؤشر، وأي اختلاف في الأداء يسجل وينشر باستمرار ويسمى خطأ التتبع. بعد ذلك بدأت تظهر صناديق متداولة تقدم نكهات متنوعة، تختلف عن مجرد الأخذ بجميع الشركات الداخلة في المؤشرات الرئيسة، وذلك لتلبية ميول المستثمرين ورغباتهم في التركيز على قطاعات معينة واختيار الأسهم حسب عوامل أخرى متنوعة. فمثلا مؤشر "أس آند بي 500" يحتوي على 500 شركة من أكبر الشركات الأمريكية في 11 قطاعا، صناعيا وماليا ورعاية صحية وعقاريا وتكنولوجيا، وغيرها. لكن ماذا لو كان شخص مهتم أكثر بمجال الرعاية الصحية ويراهن على نموه في الأعوام القادمة، بل ويركز أكثر على مجال التكنولوجيا الحيوية من ضمن الرعاية الصحية؟ كذلك هناك من يرى أنه حتى داخل القطاع المعين من الأفضل انتقاء الأسهم بطرق غير الطريقة الشاملة، بحيث يتم التركيز على عوامل أساسية معينة، مثل الربحية وحجم الأصول وتقلبات الأسعار، وهكذا. لذا كان لا بد من إيجاد صناديق متخصصة أكثر من السابق، وهنا ظهر أسلوب "بيتا" الذكي، الذي ينتقي الأسهم الداخلة في المؤشر بالاعتماد على عوامل أخرى، مثل العائد على الأرباح الموزعة أو سعر السهم الدفتري أو نمو صافي الأرباح أو غيرها، والهدف من ذلك هو الابتعاد عن ملاحقة أداء المؤشرات العامة. من المهم هنا الإشارة إلى أن صناديق "بيتا" الذكية ليست صناديق نشطة، بمعنى أنها ليست مثل معظم صناديق الاستثمار التقليدية التي يقوم فيها مدير الصندوق باختيار الأسهم وتعديل المحفظة بين الحين والآخر بحرية تامة، وبتكلفة أعلى على المستثمر. صناديق "بيتا" الذكية لا تزال صناديق غير نشطة لأنها تقوم بتتبع أحد المؤشرات ذات الصفات المرغوبة، تماما مثلما يتم في صندوق SPY أو غيره، لكن مكونات هذا المؤشر الذي يتبعه الصندوق قد تتغير بشكل أكبر من المؤشرات الخاملة التقليدية. فمثلا هناك مؤشرات تقدم من قبل مؤسسات المؤشرات الكبرى، مثل "أس آند بي" و"مورجان ستانلي" و"فوتسي" وغيرها، لكنها مؤشرات مصممة لأهداف معينة وبصفات محددة تتغير مكوناتها بتكرار أكثر من المؤشرات الشاملة. الخلاصة هي أن المؤشرات عبارة عن محافظ وهمية، بينما الصناديق المتداولة هي محافظ حقيقية، مهمتها تحقيق الأداء ذاته لهذه المؤشرات. للتعرف إلى أكبر الصناديق المتداول انظر الجدول الخاص بذلك، وستجد أن أكبر صندوق هو صندوق SPY الشهير الذي هو كذلك أول صندوق متداول في العالم، حيث تبلغ قيمة صافي أصوله 357 مليار دولار، وبقية الصناديق بحسب صافي الأصول تظهر كذلك في القائمة مع وصف بسيط لها. صندوق مناسب لمن يراهن على مستقبل شركات تقنية المعلومات محاولة اختيار أفضل شركات تقنية المعلومات ليست بالأمر الهين ولا حتى للمختصين في هذا المجال، بسبب كثرة هذه الشركات وتنوع نشاطاتها وصعوبة التنبؤ بمستقبلها، وذلك بسبب الإيقاع السريع لهذا المجال وما يتم فيه من تغيرات جذرية أحيانا. لذا هناك صندوق متداول، رمزه VGT، يحتوي حاليا على نحو 328 شركة متخصصة في تقنية المعلومات، ويركز الصندوق في انتقائه فقط على شركات البرامج والأجهزة والاستشارات، أي أنه لا يستثمر في شركات أشباه الموصلات والشرائح والألواح الإلكترونية. قيمة أصول الصندوق نحو 50 مليار دولار ويستثمر بشكل كبير في شركات أبل ومايكروسوفت وأدوبي وإنتل وسيسكو وsalesforce، إلى جانب بعض الشركات المالية الرائدة في تقنية المعلومات مثل فيزا وماستركارد وبي بال. معظم الشركات في هذا الصندوق أمريكية، وتداوله اليومي معقول عند متوسط نحو 385 ألف سهم يوميا، وعامل السيولة هذا مهم في جميع الصناديق، كون المستثمرين يفضلون الصناديق ذات السيولة العالية. نسبة التكاليف لهذا الصندوق 0.10 في المائة، أي عشرة دولارات سنويا مقابل كل عشرة آلاف دولار استثمار، وهي تعد تكلفة متدنية جداً. وأداء الصندوق لمدة عام بلغ 46 في المائة، وبلغ 111 في المائة للأعوام الثلاثة الماضية، وأداؤه للأعوام الخمسة الماضية بلغ 259 في المائة. الصندوق المناسب لمن تهمه توزيعات الأرباح الدورية صندوق شركات توزيعات الأرباح العالية HDV، يتتبع أداء مؤشر مقدم من شركة Morningstar ويحتوي على شركات كبرى لديها توزيعات نقدية كبيرة، وفي الوقت نفسه هذه الشركات غالبا ليس لديها نمو كبير من حيث الانتشار ورفع حصصها السوقية، لكنها تعد شركات آمنة ومستقرة، أكثرها في الرعاية الصحية والخدمات والمنتجات الاستهلاكية وبعض شركات النفط الكبرى. الصندوق ليس كبير الحجم، حيث يبلغ صافي أصوله نحو سبعة مليارات دولار، وعدد الشركات فيه نحو 75 شركة، ومتوسط تداوله اليومي نحو 350 ألف سهم. وأداء الصندوق لمدة عام بلغ 22 في المائة، وبلغ 30 في المائة للأعوام الثلاثة الماضية، وأداؤه للأعوام الخمسة الماضية بلغ 47 في المائة. لاحظ أن نمو سعر الصندوق ليس كبيرا، ليس مثل صندوق تقنية المعلومات سابق الذكر، والسبب بالطبع يعود إلى طبيعة شركات الصندوق التي توزع نسبة كبيرة من أرباحها بدلا من استثمارها في النمو، وكما هو معروف توزيع الأرباح يؤدي إلى خفض سعر السهم تلقائيا وبالقدر نفسه لمبلغ الربح الموزع. هل ترغب الاستثمار في شركات دولية كبرى غير أمريكية؟ أحيانا يفكر المستثمر في الاستثمار في شركات دولية كبرى في الدول النامية وكذلك الدول الناشئة، ويكون من الصعب القيام بذلك بسهولة من خلال انتقاء شركات محددة، وأحيانا قد لا يجد الشخص الصندوق الاستثماري التقليدي المناسب، لذا فإن هذا الصندوق المتداول ذا الرمز VEU قد يكون من أفضل الخيارات المتاحة. صندوق VEU كبير وله شعبية عالية وسيولة يومية جيدة، تبلغ نحو 2.8 مليون سهم يوميا، وتكلفته قليلة، فقط 0.08 في المائة سنويا. أداء هذا الصندوق يتتبع حركة مؤشر "فوتسي" المختص بالأسهم الدولية غير الأمريكية، ومن أبرز الشركات فيه شركتا علي بابا و"تنسينت" الصينيتان، إلى جانب شركة "نستله" المعروفة وسامسونج وتويوتا وشركات أدوية مثل "روش" و"أسترازينيكا" و"نوفارتس". وأداء الصندوق لمدة عام بلغ 43 في المائة، وبلغ 29 في المائة للأعوام الثلاثة الماضية، وأداؤه للأعوام الخمسة الماضية بلغ 69 في المائة. لمن يرغب الاستثمار في الأسهم الدولية لكن فقط في الدول الناشئة هذا الصندوق VWO كذلك من "فانقارد" ومختص بالشركات الدولية الكبرى، لكنه يستثني شركات الدول المتقدمة في أوروبا واليابان، والهدف من ذلك أنه يناسب استراتيجيات بعض المستثمرين ممن يحتاج إلى تنويع استثماراته بحيث يحقق عوائد الأسواق الناشئة دون سواها. هذا الصندوق يعد كبير الحجم بصافي أصول 80 مليار دولار وتداول يومي كبير جدا عند عشرة ملايين سهم، وبتكلفة متدنية تبلغ فقط 0.10 في المائة، ومعظم شركاته صينية وكورية وهندية وبعضها شركات معروفة مثل علي بابا و"تنسينت" الصينيتين. وأداء الصندوق لمدة عام بلغ 48 في المائة، وبلغ 29 في المائة للأعوام الثلاثة الماضية، وأداؤه للأعوام الخمسة الماضية بلغ 81 في المائة. ماذا عمن يراهن على انخفاض الأسهم؟ هناك صناديق مختصة بالهبوط، ويستفاد منها بطرقتين: الطريقة الأولى أنها وسيلة مؤقتة للاستفادة من هبوط الأسعار في قطاع معين أو في السوق عموما، والطريقة الثانية أنها تستخدم كوسيلة مضاربة لمن لديه تشاؤم حول مسار الأسعار في الفترات المقبلة. أحد أهم الصناديق التي تسعى لتحقيق أداء معاكس لمسار الأسهم الأمريكية بشكل عام، ممثلة في أهم 500 شركة أمريكية التي يرصد أداءها مؤشر "أس آند بي 500"، هناك صندوق SH المتداول. لدى هذا الصندوق أصول بنحو 1.5 مليار دولار، لذا فهو يعد صندوقا صغيرا لكن له شعبية عالية، ويتضح ذلك من متوسط حجم التداول اليومي الذي يزيد على عشرة ملايين سهم يوميا. تكلفة الصندوق تعد عالية نسبيا حيث تبلغ 0.90 في المائة، وطريقة عمله لا تعتمد على البيع على المكشوف، الذي بالطبع يؤدي إلى نتائج إيجابية في حال هبوط الأسهم كما هو هدف هذا الصندوق، بل إن الصندوق يتعامل بأساليب مالية متعلقة بالعقود المستقبلية وعقود الخيارات وكذلك عقود المبادلة والسندات. الفائدة من هذا الصندوق مرة أخرى هي أنه يغني عن قيام المستثمر بالبيع على المكشوف لأي أسهم، ويستفاد منه في التحوط وفي المراهنة على انخفاض الأسهم، سواء لفترات مؤقتة أو على المديين المتوسط والطويل. وبدون الدخول في تفاصيل حسابية، يجب على المستثمر أن يعلم أن أداء هذا الصندوق وغيره من الصناديق العكسية لا يمكن أن يكون معاكسا بنسبة 100 في المائة للمؤشر الذي يقوم بمعاكسة أدائه. السبب باختصار يعود إلى حقيقة حسابية معروفة هي، على سبيل المثال، أن الشيء إذا نقص 50 في المائة ثم ارتفع بنسبة 50 في المائة فإنه لا يعود إلى سعره الأصلي. مثلا سهم انخفض 50 في المائة من مائة دولار فأصبح سعره 50 دولارا. الآن لو ارتفع سعره 50 في المائة يصبح 75 دولارا وليس مائة دولار، كما قد يظن البعض! كما يتضح من أداء الصندوق في الرسم البياني، تلقى هذا الصندوق خسائر كبيرة في الـ12 شهر الماضية، حيث النزول من نحو 23 دولارا إلى نحو 16 دولارا حاليا، والسبب بالطبع لأن السوق الأمريكية في حال ارتفاع قوي منذ عدة أعوام. وحتى على مدى ثلاثة أعوام كان الأداء سالب 45 في المائة ولخمسة أعوام كان الأداء سالب 59 في المائة. تذكر أن أداء الصندوق يكون إيجابيا إذا انخفضت أسعار الأسهم. خاتمة هذا استعراض سريع لبعض أهم الصناديق المتداولة في الولايات المتحدة، تطرقنا فيه إلى أكبر عشرة صناديق من حيث صافي الأصول، وذكرنا أكبر شركتين لإدارة الأصول في العالم، ومن ثم تحدثنا عن أربعة صناديق متنوعة في تركيزها وتناسب فئات كثيرة من المستثمرين، واختتمنا التقرير بصندوق يختص بالاتجاه العكسي للأسهم، ويفيد في التحوط المؤقت أو للمراهنة على التوجه السلبي للأسهم.

مشاركة :