العنجهية الإيرانية في الفعل ورد الفعل

  • 10/4/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في فعلها وردات فعلها محكومة إيران بمواريث عنجهية العرق الآري في غلواء عنصريته الاستعلائية التي تضاعفت درجاتها مع عنجهية وغلواء العمامة المفرطة في الغرور بلا حدود مع هالات التقديس وعبادة الفرد التي كرستها في وعي تابعيها البسطاء فخلطت في غرورها واستعلائها بين خطابها لتابعيها وخطابها الموجه للدول الأخرى والشعوب الأخرى التي لا تدين لها بولاء أو تبعية. ولعل احساسها بالسيادة على أربع عواصم عربية زاد من جرعة هذا الغرور والاستكبار فساورها شعور المهيمن القادر على اخضاع العالم لسطوته وسلطته وهو شعور كل ديكتاتوري حين يستغرق في ديكتاتوريته وهي هنا العمامة خرجت عن قواعد واصول وبروتوكولات الخطاب الدبلوماسي الموجه للدول وللمجتمع الدولي ومارست نزق العنجهية في مفرداتها ولغتها واسلوبها. وهذه العنجهية المفرطة هي التي استفزت شعب الخليج العربي استفزازاً كبيراً لم يستطع الصمت معه فضجت شبكات التواصل الاجتماعي الخليجي احتجاجاً وردت الصاع صاعين ردودها على هذه العنجهية الاستفزازية. ولم تستطع عمائم قم ان تُعيد النظر في لغتها ومفرداتها بحس ترمومتر ردات فعل شعب الخليج العربي عليها ولم يسمح لها غرورها بوقفة اعادة نظر في اسلوبها. وهذه هي مشكلة مشاكل العمائم المغرورة باستعلاء لحظتها حيث لا تسمع ولا ترى سوى انعكاس ظل عمامتها على الارض فتظن ان حجم الظل الكبير هو حجمها في الواقع فتمضي في ركوب غرورها كما ركبت العمائم هنا صهوة غرورها ورفضت كل مبادرة وصلت إليها حتى وجدت نفسها في آخر اشواط الغرور خارج الصورة وعلى هوامش المتن الوطني والسياسي والاجتماعي. واذا كان الغرور مقبرة الانسان أو الفرد المغرور فما بالنا بالسياسي الذي ترك جماح غروره تقوده وتقود تصريحاته وخطاباته وعلاقاته حتى صارت العنجهية الاستعلائية طابع كل موقف وكل خطاب له. ولان ثقافة الصوت والصدى ضاربة بجذورها في اعماق ثقافة العمائم فان العمائم في تراتبية درجاتها استحوذت عليها هي الأخرى عنجهية الغرور والاستكبار فأطلقت في ظاهرة التقليد سلسلة تصريحات وخطابات تشابه وتماثل اسلوب العمامة الكبيرة في استفزازها لمحيطها القريب بل وتزيدت العمائم الصغيرة في عنجيتها حتى بدا المعتدل روحاني مسكوناً بغرور وعنجهية استكبارية في تصريحاته الأخيرة لا سيما بشأن حادثة تدافع منى وما ترتب عليها من وفيات. فلم تحكم خامنئي ولا روحاني ولا خطيب جمعة طهران الاصول الدبلوماسية بل جمح بهم غرور عنجهياتهم خارج سياق كل ما يمكن احتماله وتحملّه. فهذه العنجهية في فعلها وردات فعلها صاعدت من توتير الوضع بعد ان استفزت ابناء الخليج العربي لعدم لياقتها وعدم لباقتها فبدت كلماتها ومفرداتها عدواناً على السيادة الوطنية الخليجية التي لا يمكن لابناء الخليج ان يفرطوا فيها أو ان يصمتوا تجاه من يتحداها أو يتدخل فيها. فهل عمامة قم تعبّر في انفعالات عنجهيتها وهي تخاطب الخليج العربي ودوله عن حجم شعورها بالخسارة الفادحة حين فقدت اليمن وضاع الحلم؟؟. ربما يكون في هذا التفسير نوع من التحليل السكيولوجي للفعل وردات الفعل الصادرة من عمامة قم التي تشعر برضة الهزيمة حسب تعبير جورج طرابيشي. وهي وبتعبير طرابيشي ايضاً جرح نرجسي نازف فما بالنا بجرح نرجسية العمامة وقد سقط مشروعها في جنوب الجزيرة العربية سقوطاً مروعاً ومخجلاً وجارحاً لغرورها وصلفها.. فكانت العنجهيات الأخيرة تعبيراً عن هذه الجراح وكان صراخها على قدر ألمها. لكنها في النهاية تظل عنجهيات مرفوضة في خليجنا العربي تؤسس لنهوض مضاد لها بشكل غير مسبوق.

مشاركة :