مقالة خاصة: دار الأوبرا المصرية تبهر الجمهور بعرض أوبرا "عايدة" الشهير لـ "فيردي"

  • 5/31/2021
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 31 مايو 2021 (شينخوا) بدا مدخل دار الأوبرا المصرية وكأنه ممر لمعبد مصري قديم حيث تلألأت التماثيل والأعمدة والمسلات الفرعونية على جانبي الممر المؤدي إلى مسرح النافورة المكشوف الذي أقيم فيه عرضا لمقتطفات الأوبرا المصرية العالمية "عايدة" للمؤلف الموسيقى الإيطالي الشهير جوزيبي فيردي. ووسط حوالي 120 من المغنيين والممثلين الأوبراليين والكورس وأفراد فرقة الباليه الذين يرتدون الأزياء المصرية القديمة بألوانها الزاهية، تألف الديكور المسرحي من تمثالين للملك رمسيس الثاني على جانبي المسرح مع المسلات الذهبية ذات الرموز القديمة المضاءة باللون الأزرق، مما جعل المشهد كأنه لوحة فنية حية. وقال مخرج العمل هشام الطلي لوكالة أنباء ((شينخوا))، "قصدت وجود التماثيل والمسلات والأعمدة في المدخل حتى يدخل الجمهور في الأجواء الفرعونية من البداية ويشعر بعظمة الحضارة المصرية". وأضاف الطلي، "الديكور بالداخل يحتضن الجمهور بشكل ما"، مؤكدا أن "أوبرا عايدة من أكبر الأعمال التي تمثل مصر". واحتشد المسرح المكشوف بالجمهور، حيث تم تطبيق الإجراءات الاحترازية ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) خلال العرض، وتأكد المنظمون من التزام الجمهور بالتباعد الاجتماعي وارتداء أقنعة الوجه الطبية. وتقدمت الحضور وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، التي أكدت أن الوزارة تنفذ جميع برامجها واستراتيجياتها المخطط لها وسط تطبيق صارم للإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا. وقالت عبد الدايم لوكالة أنباء ((شينخوا)) أثناء الاستراحة، "في الحقيقة أوبرا عايدة لها شعبية غير عادية على مستوى العالم". وأضافت وزيرة الثقافة المصرية "أنا أشيد بدار الأوبرا المصرية لأنها على الرغم من الأحداث التي تواجه العالم نجحت في تقديم عروض عالمية ومحلية ممتازة جدا وكلها ناجحة". وقد كلف الخديوي إسماعيل الموسيقي الإيطالي جوزيبي فيردي بتأليف موسيقى أوبرا "عايدة" منذ حوالي 150 عاما، وتم تقديمها لأول مرة على خشبة المسرح في أواخر عام 1871 في دار الأوبرا الخديوية (الملكية) في القاهرة وحققت نجاحا كبيرا واكتسبت أوبرا "عايدة" شهرة عالمية ومنذ ذلك الحين يتم تقديم العمل في أشهر مسارح العالم كل عام تقريبا. وتتكون أوبرا عايدة من أربعة فصول وسبعة مشاهد وتروي قصة حب وخيانة أثناء أحد الحروب بين مصر وإثيوبيا في العصور القديمة. وتقع عايدة، وهي أميرة إثيوبية أسيرة في مصر، في حب قائد الجيش المصري راداميس الذي يبادلها الحب، بينما تحبه أيضا أمنيريس ابنة ملك مصر، ثم يقدم الملك هدية غير مرغوب فيها إلى راداميس المنتصر، حيث يعرض عليه الزواج من ابنته أمنيريس. وقالت المغنية الأوبرالية (متزو-سوبرانو) المصرية جولي فيظي، "إن دور أمنيريس الذي أقدمه هو دور مهم جدا بالنسبة لي لأنه يظهر كل إمكانياتي الفنية كمغنية ومؤدية أو ممثلة". وأضافت فيظي أنها تلعب هذا الدور منذ 18 عاما وقد أثر بشكل كبير على مسيرتها الفنية. أما دور القائد راداميس فقد قام به المغني الأوبرالي (التينور) الإيطالي داريو دي فيتري، الذي قال إنه لعب هذا الدور في مسارح عديدة حول العالم، ولكن الأمر فريدا في مصر لأنها أصل نشأة العمل. وقال التينور الإيطالي لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إن صعوبة هذا الدور هي أن الحالة النفسية المعقدة للشخصية تتغير كثيرا في كل فصل من فصول هذه الأوبرا". وأظهرت الهتافات والتصفيق الحماسي بعد كل مشهد من العرض مدى استمتاع الجمهور بالعرض، وعلى الرغم من أن معظم الجمهور كان من المصريين إلا أنه كان بينهم إيطاليون وفرنسيون وجنسيات أخرى. وقالت السيدة الفرنسية آن صوفي التي تعيش في مصر، "إنني آتي إلى هنا بانتظام لمشاهدة عروض الأوبرا في القاهرة وقد استمتعت حقا بهذه الأوبرا، ففريق العمل كان جيدا للغاية وأعجبني العمل جدا". وأضافت أن التواجد في مسرح مكشوف والمسافات الآمنة بين المقاعد وارتداء الحضور لأقنعة الوجه الطبية جعلها تشعر بالأمان وعدم القلق بشأن "كوفيد-19". من جانبه، قال المحاسب المصري محمد حمدي، 33 عاما، الذي جاء مع عائلته للاستمتاع بالعرض، إنه أعجب بشدة بأوبرا "عايدة" رغم أنه ليس من مرتادي دار الأوبرا. وأثنى حمدي كثيرا على أداء الممثلين واستطرد قائلا، "إنه عمل رائع حقا، فالعرض جميل للغاية وأتمنى أن يتمكن الجميع من الحضور إلى دار الأوبرا ومشاهدة مثل هذه العروض الرائعة".

مشاركة :