تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية تقريرا ينظر في الرسائل الخاصة بالسياسة الدولية والتي يتضمنها القرار بولندا شراء 24 طائرة هجومية بدون طيار من طراز Bayraktar من تركيا. ولفتت الصحيفة إلى أن بتوقيع الاتفاق مع تركيا، الذي تنص على تسليم أول 6 مسيرات لوارسو العام المقبل، ستصبح بولندا ثاني دولة في الاتحاد أوروبي، بعد فرنسا التي تستخدم طائرات مسيرة أمريكية الصنع، تمتلك أنظمة أسلحة كهذه. وحسب التقرير، فإن نتيجة ذلك ستزداد أهمية وارسو في السياسة الأمنية الأوروبية بشكل حاد، علما بأن بولندا تعتبر أصلا قوة عسكرية جادة تدعم الناتو فيما يسمى بـ"جناحها الشرقي". إضافة إلى ذلك، تعد بولندا واحدة من الدول القليلة التي تنفق بانتظام 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الاحتياجات العسكرية وبالتالي تلبي متطلبات الناتو، بل وتسعى الحكومة البولندية إلى رفع هذه النسبة لتصل إلى 2,5٪. وتشير الصحيفة الألمانية إلى أن أهمية الصفقة البولندية التركية تتجاوز حدود بولندا أو الاتحاد الأوروبي، كونها تمثل رسالة لروسيا والولايات المتحدة. ويذكّر التقرير بأن بولندا تعتبر من أهم مشتري أنظمة الأسلحة الأمريكية بعد السعودية. ومنذ العام 2015 عندما فاز حزب "القانون والعدالة" اليميني في الانتخابات البرلمانية في البلاد، كانت الحكومة البولندية تبرم اتفاقيات لتحديث قواتها المسلحة مع واشنطن بشكل شبه حصري. وقررت بولندا أيضا شراء 32 مقاتلة من طراز "إف-35" بقيمة 6,5 مليار دولار، كما كانت هناك مباحثات لشراء طائرات أمريكية بدون طيار، لكن الآن، على ما يبدو، "يمكنك نسيان ذلك"، حسب التقرير الألماني. وستستثمر وارسو حوالي 270 مليون دولار في التقنيات التركية، بما في ذلك الرادارات ومحطات التحكم واللوجستيات والصواريخ ونقل التكنولوجيا. بهذه الطريقة تظهر بولندا للولايات المتحدة أنها تريد تغيير شريكها في الشؤون الدفاعية، لأنها غير مرتاحة لقرارات معينة تتخذها واشنطن، لا سيما تراجع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن العقوبات ضد خط أنابيب "السيل الشمالي-2" الذي تعارضه وارسو، وهي خطوة هزت بشدة ثقة بولندا في أمريكا كشريك، حسب "دي فيلت". وترى الصحيفة أن شراء بولندا المسيرات القتالية من تركيا، تمثل أيضا رسالة لروسيا، لطالما كانت موسكو حجر الزاوية في السياسة الأمنية البولندية، لا أحد في الاتحاد الأوروبي يحذر بنفش الشدة من السياسة الخارجية "العدوانية" لروسيا كما تفعله بولندا، التي جعلت سياستهخا الدفاعية منصبة إلى احتواء روسيا. وذكر التقرير أن طائرات تركيا بدون طيار سبق أن اشترتها لأوكرانيا، والآن جاء دور بولندا، مما يرفع مكانة تركيا عالميا، إذ لا توجد هناك دول كثيرة تقوم بتصدير الطائرات المسيرة. المصدر: "دي فيلت" المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب تابعوا RT على
مشاركة :