قبيل المواجهة القوية والمرتقبة التي تجمع ريال مدريد وجاره اللدود أتلتيكو مدريد في قمة منافسات الجولة السابعة من الليغا اليوم على ملعب فيسنتي كالديرون، يعرف متابعو الليغا أن اللقاء يحمل في طياته مواجهة فردية ثأرية بين المدير الفني للريال، رافائيل بنيتز ومدرب أتلتيكو، دييغو سيميوني. فقد جمعت بينهما ثلاث مباريات، عقد سيميوني اللاعب الأمور في أولاها على بنيتز، الذي تمكن من الثأر في اللقاءين التاليين الذي تواجها فيه. وبالتأكيد يأمل عشاق الروخيبلانكوس في أن يستمر الانطباع الأول، خصوصاً بعد الخسارتين المتتاليتين اللتين مني بهما الفريق أخيراً أمام فياريال في الليغا بهدف نظيف، وأمام بنفيكا البرتغالي في ثاني جولات دور المجموعات ببطولة دوري الأبطال الأوروبي بهدفين لواحد. ولكن في المقابل، يعول مشجعو الريال على المواجهتين الأخيرتين اللتين جمعتا بين الخبير بنيتز والمقاتل سيميوني، معتمدين على قوة الفريق الذي يدربه بنيتز حالياً، والخبرة الكبيرة التي بات يتمتع بها رافا مقارنة بالمواجهة الأولى. مواجهة أولى فقد كان بنيتيز، مدرباً لا يمتلك قدراً كبيراً من الخبرة على رأس القيادة الفنية لبلد الوليد، حين التقى للمرة الأولى في 21 أكتوبر عام 1995، سيميوني، لاعب أتلتيكو مدريد آنذاك ومدربه حالياً. كان ذلك اللقاء حين كان بنيتيز يدرب نادي بلد الوليد، الذي كان يفترض هبوطه إلى الدرجة الثانية الإسباني نهاية الموسم السابق (1994/1995)، لكنه ظل وسط فرق الصفوة بشكل غير متوقع بعد هبوط سلتا فيجو وإشبيلية بقرارات إدارية. لم يتواجه بنيتيز وسيميوني مطلقاً كمدربين حتى الآن، لكن هذا الأمر سيتغير عندما يلتقي فريقاهما اليوم في أول ديربي لموسم الليغا الجاري. وعلى الرغم من ذلك، التقيا من قبل في الملاعب ثلاث مرات، وكانت الأولى تجربة سيئة بالنسبة لبنيتيز الذي مني فريقه بهزيمة من أتلتيكو مدريد الذي كان سيميوني وقتها واحداً من أبرز لاعبيه. ولم يكن نادي بلد الوليد في ذلك الموسم مستعداً لمواجهة تحديات دوري الدرجة الأولى حيث تحولت الفرصة الذهبية التي سنحت لبنيتيز في أول موسم له بالدرجة الأولى، إلى أول إخفاق في مشواره كمدير فني. قرار منطقي وكان قرار بنيتيز بتولي القيادة الفنية لفريق يلعب في دوري الدرجة الثانية بعد أن كان مدربا لفريق الناشئين لريال مدريد، قراراً منطقياً، حيث إنه كان معتاداً على تدريب فرق أدنى ومن هذا المنطلق أراد أن يحظى بفرصة أكبر لتحقيق نتائج جيدة مع بلد الوليد الذي كان على وشك الهبوط. لكن مفاجأة هبوط سيلتا وإشبيليه بقرارات إدارية وبقاء بلد الوليد في دوري الدرجة الأولى في موسم خاضه 22 فريقاً، أفسد خطط المدرب الإسباني الذي أقيل من النادي في الجولة الـ23 من موسم (1995/1996) بعد أن خسر فريقه أمام فالنسيا (2-5). وكانت نتائج بلد الوليد في ذلك الموسم سيئة للغاية، حيث لم يتمكن من الفوز سوى بمباراتين فقط، بينما سقط في فخ التعادل في ثمانية لقاءات وخسر 13. ضربة قوية وكان خروج بنيتيز بهذا الشكل ضربة قوية له أسهم فيها سيميوني الذي كان وقتها واحداً من أبرز لاعبي أتلتيكو مدريد المتوج في ذلك الموسم بالدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا، حيث أحرز الأرجنتيني هدف فوز فريقه في مباراة بلد الوليد وأتلتيكو مدريد في 21 أكتوبر في الشوط الثاني من المباراة وبالتحديد في (ق60). وبذلك كان نجاح سيميوني إخفاق لبنيتيز، فهدف الأرجنتيني كان يمثل خطوة غاية في الأهمية لفريقه من أجل تتويج أتلتيكو مدريد بطلاً لليغا، لكنه ساعد أيضاً على تعميق جراح المدرب الإسباني الذي كان يترنح على رأس القيادة الفنية لبلد الوليد. ولابد أن الأمور ازدادت سوءًا بالنسبة لبنيتيز بعد أن تمكن خليفته فيسينتي كانتاتوري من إنقاذ بلد الوليد الذي تأهل في الجولة التالية إلى كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي). وأنقذ القدر فريق بلد الوليد بعد أن كان على وشك الهبوط، وبنيتيز رحل بينما استمتع سيميوني بطعم الفوز، فالهدف الذي سجله عمق جراح مدرب ريال مدريد، لكن بعد مرور نحو عقد من الزمن سنحت الفرصة للمدرب الإسباني للانتقام حين تعرض أتلتيكو مدريد للهزيمة على يد فالنسيا الذي كان يتولى بنيتيز تدريبه وقتها. انتقام ورغم ذلك، فإن الفرصة سنحت أمام المدرب الإسباني للانتقام من (التشولو) لاعبا هذه المرة كان بنيتز مدرباً لفالنسيا في موسم 2003-2004، ولم يهدرها رافا. فعلى أرضية ملعب فيسنتي كالديرون، معقل الروخيبلانكوس، تمكن (الخفافيش) من الفوز على أتلتيكو بثلاثية نظيفة في مباراة لم يلفت فيها سيميوني الأنظار. وبعد أشهر، وعلى ملعب الميستايا، حل الروخيبلانكوس ضيفاً على فالنسيا ويسعى في قرارة نفسه للانتقام من الهزيمة التي مني بها في الدور الأول. ولم تختلف الأمور كثيراً عن مباراة الدور الأول، حيث حسم فالنسيا بقيادة بنيتز اللقاء لصالحه بثلاثة أهداف نظيفة. وبعد ثماني سنوات، يتواجه بنيتز وسيميوني وجهاً لوجه من جديد، وكل منهما في مقعد المدير الفني، و(التشولو) جريح بعد هزيمتين متتاليتين أمام فياريال وبنفيكا، لكنه يأمل في أن يتكرر اليوم الذي نغص فيه حياة بنيتز.
مشاركة :