عادات شائعة تضر بالأذن

  • 10/4/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتصف الأذن بقدرتها على التنظيف الذاتي، لذا يوصي الخبراء بعدم الإفراط في إزالة المادة الشمعية والابتعاد عن استخدام عيدان تنظيف الأذن القطنية، تزعج المادة الشمعية التي تفرزها الأذن الكثيرين، ما يدفعهم إلى استخدام عيدان تنظيف قطنية للتخلص منها والحفاظ على نظافة الأذن أو تجفيفها بعد الاستحمام، ولكن يؤكد الأطباء أن استعمال عيدان تنظيف الأذن يعرقل التنظيف الذاتي للأذن الخارجية ويعرّضها إلى مخاطر كثيرة. حذر الأطباء من استعمال أعواد القطن التي تتسبب بدفع المادة الشمعية لداخل قناة الأذن وتكدسها أو إخراج هذه المادة بطريقة خاطئة وحرمان الأذن من فوائد الشمع، وربما تسبب أعواد القطن جرحاً أو التهاباً في قناة الأذن الخارجية أو ثقب طبلة الأذن خاصة لدى الأطفال. يقول د. أحمد العمادي، استشاري ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى البراحة بدبي: تحتوى قناة الأذن الخارجية على عدد من الغدد الشمعية، والتي تفرز مادة الشمع الضرورية لترطيب جلد قناة الأذن الخارجية ومنع الإحساس بالحكة والجفاف والتسبب بالالتهابات، وكذلك فإن مادة الشمع ومن خلال خروجها من الأذن تطرد معها أية رواسب أو عوالق من الأذن الخارجية، كما أن الشمع خط الدفاع الأول لمنع التهابات الأذن الخارجية لاحتوائه على مواد قاتلة لبعض أنواع البكتيريا والفطريات. وأضاف: معدل إفراز مادة الشمع في الأذن يختلف من شخص لآخر كما هو الحال في معدل إفراز العرق من الغدد العرقية في الجلد، وهناك فرضيات تؤكد أن معدل الإفراز يزيد في حالات التوتر النفسي والخوف. وأوضح أن عملية خروج مادة الشمع من قناة الأذن الخارجية الطبيعية بعد أداء وظيفتها تلقائية لا تحتاج منا إلى أي تدخل أو تنظيف، ويساعد على ذلك حركة الفك ولكن وفي بعض الحالات تتكدس المادة في قناة الأذن، وهنا يتطلب الأمر استشارة طبيب الأذن والأنف والحنجرة لتنظيف الأذن، وهذه الحالات تشمل وجود ضيق في قناة الأذن الخارجية، أو زيادة نسبية في إفراز مادة الشمع أو بسبب الاستعمال المتكرر وغير الضروري لأعواد القطن لمحاولة إخراج مادة الشمع من الأذن، إن تراكم المادة الشمعية في قناة الأذن يتسبب بانسداد القناة ونقص في السمع والشعور بعدم الارتياح وأحياناً يؤدي إلى التهابات في قناة الأذن الخارجية. يقول د. أدهايا سنكران اختصاصي أنف وأذن وحنجرة، في مستشفى برجيل في أبوظبي: هناك بعض العادات الخاطئة التي نمارسها خلال حياتنا اليومية من دون معرفتنا بالأضرار التي تسببها لآذاننا، كما يعتبر العمر أيضاً أحد العوامل التي تزيد من احتمال خطر الإصابة بالتهابات الأذن الشائعة، وخاصة بالنسبة للأطفال، حيث يعد صغار السن أكثر عرضة للإصابة بأمراض الأذن مقارنة بالبالغين. وأضاف أن الإصابة بالجروح أو الخدوش يؤدي إلى تعرض الأذن الخارجية أوقناة الأذن إلى أي نوع من أنواع الإصابات وإلى الالتهاب وحدوث النزيف، والذي يؤثر بدوره في أجزاء أخرى، ومن هنا تبرز أهمية عدم إهمال هذه الجروح والخدوش في حال التعرض لها، وضرورة المبادرة إلى فحص الأذن وعلاجها على الفور. وأوضح أن إدخال جسم غريب في الأذن مثل عيدان التنظيف القطنية أو أظافر الأيدي أوقلم رصاص يمكن أن يؤدي إلى خدش قناة الأذن أوحدوث تمزق في طبلة الأذن أو ثقبها، كما يتسبب السقوط من مكان ما أو التعرض لحوادث السيارات أو الإصابات الرياضية أوالعراك إلى تمزق طبلة الأذن أو إلحاق ضرر بالغ بالأذن الداخلية، ويعد المصارعون والملاكمون وغيرهم من الرياضيين الذين يتعرضون لضربات قوية على منطقة الأذن الخارجية أكثر عرضة للإصابة بالكدمات الشديدة أوالجلطات الدموية التي تتسبب بمنع تدفق الدم إلى غضروف الأذن الخارجية وتلفه وتغير شكله وهيكله. وأكد أن التغير الكبير والمفاجئ في ضغط الهواء كانخفاض الضغط الجوي عند الطيران أو ممارسة الغوص تحت الماء كلما اتجهنا نحو الأعلى ويرتفع كلما اتجهنا نحو الأسفل وفي حال لم يتم تعادل الضغط، يتسبب الضغط المرتفع للهواء على أحد جانبي طبلة الأذن في بعض الحالات بالشعور بالألم وفقدان السمع بشكل مؤقت، كما تؤدي التغييرات الكبيرة في الضغط إلى ملء الأذن الوسطى بالسوائل أو الدم أو تتسبب بانفجار طبلة الأذن. يقول د. خيري الحاج أبو شرا استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيي زين والصباح في الكويت: الأذن واحدة من مداخل التعلم والإدراك والتوازن للكيان الإنساني، بل تكاد تكون أهم تلك المداخل على الإطلاق، وهي بهذا تعد جوهرة ثمينة تستوجب الحفظ والدأب على الرعاية لا يدرك البعض هذه الحقيقة، فينتهج سلوكاً يلحق بها الضرر أو الدمار لقدرتها السمعية، والوقاية هنا تكون دائماً خير وأبسط من العلاج، ومن أهم سبل الوقاية التثقيف الطبي المستمر ومعرفة هذه السلوكيات لتجنبها. وأضاف: من هذه السلوكيات استخدام أعواد القطن لتنظيف الشمع والحرص على إزالة الكميات الضئيلة من الشمع واعتبارها فضلات واجب التخلص منها، بينما وجودها مهم لمنع دخول الغبار والبكتيريا للأذن حيث تلتصق بها، كما أن لها رائحة طاردة للحشرات ولا تجب إزالة الشمع إلا إذا تجمع بصورة كبيرة تؤدي لنقص السمع. وأوضح د. خيري أن استخدام العيدان يؤدي لجرح الأذن الخارجية أولثقب طبلة الأذن، ويذكر حالة ترك فيها المريض العود بأذنه ثم التقط سماعة الهاتف بعد سماع الرنين ناسياً وجود العود ليدفعه ثاقباً لطبلة الأذن، كاسراً لعظمة الركاب دافعاً إياها إلى الأذن الداخلية ومدمراً للسمع، أما أخف أضرار هذه العيدان فهو خروجها من الأذن من دون الرأس القطنية ما يستلزم المراجعة الطبية لإزالتها، أما العبث بالأذن بالآلات الحادة كالمفاتيح وبنسةالشعر والأقلام فذلك سلوك سييء يؤدي لالتهابات الأذن الخارجية المحاطة بجلد رقيق يؤذيه هذا الاحتكاك و الجرح ويمتد الأمر لجرح طبلة الأذن بل أحيانا يمتد الالتهاب الناجم عن هذه الجروح لعظام الجمجمة في مرضى السكري في التهاب من نوع ميكروبي أو فطري خطير يحتاج لعلاج مكثف، وربما يعرض هذا الالتهاب الحياة للخطر. و أشار إلى العادات السيئة الأخرى كالثقب الجائر أو المتعدد لصيوان الأذن لتركيب قرط أو أكثر أو وضع أقراط ثقيلة و كل هذا يؤدي لتشوه صيوان الأذن وتمزيق الجلد أحياناً، و من العادات السيئة قرص الأطفال من صيوان الأذن وفركه ما يؤدي لتجمعات دموية بصيوان الأذن تستوجب التدخل الجراحي لمنع تحولها لخراج وما يستتبعه من تشوهات، كذلك ضرب الأطفال أو التلاميذ أو المرضى بمستشفيات الأمراض النفسية والعقلية ما يؤدي لثقب طبلة الأذن وما يستتبع من التهابات مزمنة محتملة بالأذن الوسطى والنتوء الحلمي. وأكد د. خيري أن عدم استخدام احتياطات الأمان الصناعي كما في ورش اللحام مثلاً يؤدي لإصابة العين والأذن ببعض الشظايا المتطايرة وكذلك عدم قياس نسب التلوث الصوتي والضوضاء في المصانع ومصافي التكرير والمطارات يؤدي لفقد تدريجي أو مفاجئ للسمع، ويجب في هذه الحالات استخدام الواقيات السمعية ووضع الحواجز العازلة للضوضاء وإلزام هذه الأماكن بذلك، ويجب أن تنطبق هذه الاحتياطات على استخدام مكبرات الصوت الضخمة في الأفراح والمناسبات لأن المبالغة في رفع الصوت تؤدي إلى إيذاء الحاضرين والجيران، وكم من حالة استقبلناها بفقد سمع بعد هذه المناسبات سواء فقد دائم أو مؤقت. وأشار إلى أن الضوضاء الملوثة لصفاء البيئة في الشوارع تستوجب استصدار تشريعات لمنع الاستخدام المجنون غير متحضر لأبواق السيارات، والتي تؤذي السمع وتؤدي للتوتر الدائم، ومن المعلوم أن بعض الحكومات في الماضي كانت تعذب المساجين بإحاطتهم بأصوات عالية مزعجة ما يؤدي لإصابتهم بتوتر دائم ويمنع عنهم النوم ويصيبهم بالصمم، وفي هذا الصدد تقوم معظم شركات الهواتف بإصدار إشارة تحذيرية مكتوبة عند رفع مستوى الصوت أكثر مما ينبغي مع استخدام السماعات لمنع فقد السمع عند التجاوز لهذا المستوى. ولفت د. خيري أبو شرا إلى أن استخدام أدوية ذات تركيزات عالية تؤدي للإصابة بأضرار والتهابات أو فقد سمع، أو استخدام أدوية تؤثر سلبا في السمع أو التوازن، و لذا يجب على المريض مراجعة طبيبه فوراً إذا استعمل دواء جديداً ولاحظ ظهور طنين أو دوار ما يستوجب وقف استخدام الدواء واستبداله، كما ينصح بعدم التعرض للرطوبة ودرجات الحرارة العالية التي تسبب بجملة أضرار منها الالتهابات البكتيرية والفطرية للأذن الخارجية، كذلك يجب تجنب حمامات السباحة غير المجهزة بالاحتياطات الصحية لذات الأسباب، كما يجب العلم أن معظم الدول الآن جعلت من الفحص السمعي عقب الولادة للأطفال واجباً بالقانون، وذلك لأن ضعف السمع يؤثر سلباً في الحصيلة اللغوية والعملية التعليمية واكتساب المهارات الحياتية. وحول السلوكيات الضارة بالأذن، والتي يقدم عليها الأطفال في حال عدم مراقبتهم يقول د. خيري أبو شرا: من الخطورة دس أجسام غريبة بالأذن أو ركوب سيارات الباجي على أرض غير ممهدة ومن دون ارتداء خوذة الرأس ما يؤدي لسقوطهم و ارتطامهم بالأرض وتعرضهم لكسور منها كسر العظمة الصدغية ما يؤدي لفقد سمع ربما يكون توصيلي أو عصبي أو مختلط وكذلك يؤدي لشلل بعصب الوجه ما يستلزم تدخلاً جراحياً. وأضاف: من العادات غير مستحبة أيضاً وضع مواد منزلية بالأذن مثل الخل والثوم والأعشاب ما قد يضر الحالة ويفاقمها أو يؤجل تشخيصها، فالأعراض تتشابه والأمراض تتباين كذلك قيام أشخاص غير مؤهلين بغسيل الأذنين يفضي لعواقب وخيمة.

مشاركة :