طغت التطورات الإقليمية على المشهد السياسي اللبناني الداخلي، في انتظار حلول لأزمات المنطقة، وهو ما لمسه رئيس الحكومة تمام سلام أثناء لقاءاته في نيويورك وفق ما أفادت به مصادر سياسية مطلعة، والتي أشارت إلى أن لقاءات سلام في الخارج كانت غير مطمئنة بشأن توفير الحلول للبنان، لأنه ليس أولوية في اهتمامات الكبار، إنما القاسم المشترك بين الجميع هو الحفاظ على الاستقرار في البلد، وبقائه واقفاً رغم الرياح العاصفة. وأفادت المصادر بأن سلام وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه الأجواء، مؤكدة أنه لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، لأنه كما هو مقرر يفترض أن يشهد لبنان ثلاث جلسات متتالية للحوار الوطني في 6 و7 و8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وفي شأن الحوار، أوضحت المصادر ألاّ شيء محسوم، ما إذا كان رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون سيحضر طاولة الحوار أم لا أو يرسل ممثلاً عنه. أما في شأن النفايات ومعالجة مشكلتها، قالت المصادر إن الحديث عن تنفيذ الخطة التي أقرها مجلس الوزراء عبر استخدام القوة الأمنية أمر غير مطروح، لكن استمرار العرقلة بعد توفير التوافق المطلوب على أوسع قاعدة شعبية في محيط المطامر المحددة، واقتصار محاولات العرقلة على بعض المجموعات الصغيرة، قد يصار إلى المعالجة، مشيرة إلى أن لقاء واسعاً سيعقد في البقاع برئاسة المفتي خليل الميس للبحث في وجود مطمر صحي بين الحدود اللبنانية-السورية، ولفتت إلى أن وزير الداخلية نهاد المشنوق اتصل بالمفتي الميس وأن وقائع الاتصال كانت إيجابية. وكذلك الحال بالنسبة لفعاليات عكار. وفي هذا الصدد، أفادت المعلومات بأن لقاء الفعاليات البقاعية برئاسة الشيخ الميس ومعهم خبراء بيئيون، مع خبراء من قبل وزير الزراعة ورئيس لجنة معالجة مشكلة النفايات أكرم شهيب، لم يتوصل إلى نتيجة حاسمة، في شأن نقل النفايات إلى مطمر في البقاع، وقدم اقتراح بأن يلتقي خبراء من قبل الفعاليات البقاعية مع خبراء اللجنة الوزارية في بيروت ويتدارسوا الأمر بعمق من كل جوانبه، وأنه وبشكل عام، فإذا سارت الأمور على ما يرام، ينتظر أن يبدأ العمل في معالجة مشكلة النفايات بدءاً من الأسبوع المقبل. من جهته، اعتبر رئيس الحكومة اللبناني السابق نجيب ميقاتي بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام أن الحوار اللبناني - اللبناني ضروري، ولا خيار سواه لأنه منطلق مهم جداً، وقال لا اعتقد أنه في ظل الظروف الراهنة ستفضي الأمور إلى ما يشتهيه جميع اللبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية. وأعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أن البابا فرنسيس الأول استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم يرافقه وفد من ضباط المديرية، وتلى الاستقبال خلوة بين البابا واللواء إبراهيم استمرت عشر دقائق تركز البحث فيها على تطورات المنطقة عموماً والوضع المسيحي خصوصاً في ضوء التحديات الأخيرة، وأظهر البابا اهتماماً بالوضع اللبناني والمسيحي بشكل خاص فيما يتعلق برئاسة الجمهورية. وقدم اللواء إبراهيم إلى البابا فرنسيس هدية هي أيقونة تعود إلى القرن الثامن عشر. وفي سياق ذي صلة، قالت مصادر أمنية واسعة الاطلاع أن الوضع الأمني في البلاد تحت السيطرة ومعظم التحركات الشعبية، وخصوصاً تلك التي يدعو إليها الحراك الشعبي والشبابي التي يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ تدابير أمنية استثنائية بات رهناً بالمواعيد المرتبطة بحركة هيئة الحوار الوطني بعدما طوي حالياً موضوع الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، وأن أي تحرك مقبل على مستوى وسط بيروت، بات رهناً بمسلسل الدعوات إلى هيئة الحوار الوطني المقررة في 6 و7 و8 الجاري. وفي ملف آخر، أعلن أهالي العسكريين المخطوفين أنهم قرروا التحرك التصعيدي الموجع بهدف إعادة ملف العسكريين إلى أولويات البحث والحل، وذلك بعد إهمال الدولة لملف العسكريين ووضعه في الأدراج النائمة. وأشاروا إلى التحركات التصعيدية بدأت أمس من ساحة رياض الصلح، على أن يعلن عن برنامج التحركات بعد ذلك. ودعوا كل متعاطف ومؤيد وصاحب ضمير الوقوف مع ملفهم والى جانبهم وجانب العسكريين المخطوفين. أمنياً، استهدفت مدفعية الجيش اللبناني تحركات المسلحين في جرود عرسال.