باريس - يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة في باريس لمناقشة عملية إخراج المرتزقة وانسحاب القوات الأجنبية بهدف تحقيق الاستقرار في ليبيا، كما أعلن قصر الإليزيه الاثنين. وستجدد فرنسا في هذه المناسبة مطالبتها بسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا فضلا عن دعمها تنظيم انتخابات، بحسب الرئاسة الفرنسية. تحاول ليبيا الخروج من عقد من الفوضى والاقتتال بعد سقوط نظام معمر القذافي. وتم تكليف إدارة رئيس الوزراء المؤقت بتوحيد المؤسسات الليبية والتحضير لانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول القادم بموجب عملية أطلقتها الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ويعتبر انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة أمرا محوريا في هذه العملية إذ تسببت القوى الخارجية وخاصة منها القوى التركية إلى حد كبير بتأجيج الصراع الليبي. وأفادت الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول بأن ثمة 20 ألف مرتزقة ومقاتل أجنبي في ليبيا. وهم يتوزعون على مجموعات عدة ومن جنسيات مختلفة بينهم روس وتشاديون وسودانيون وسوريون بينهم مقاتلون من تنظيم داعش الإرهابي... لكن هناك أيضا مئات عدة من الجنود الأتراك الذين يتواجدون في ليبيا بموجب اتفاق ثنائي أبرم مع الحكومة السابقة في طرابلس. وبفضل هذا الاتفاق، دعمت أنقرة عسكريا الحكومة في طرابلس في صد هجوم نفذّه المشير خليفة حفتر، رجل الشرق القوي الذي استفاد في الماضي من دعم روسيا والإمارات العربية المتحدة وفرنسا أيضا. وقام الدبيبة بزيارة للجزائر يومي السبت والأحد ودرس البلدان اللذان يشتركان في نحو ألف كيلومتر من الحدود، استئناف الروابط البرية والبحرية بينهما. والتقى الاثنين رئيس الوزراء الليبي رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي في أول زيارة له إلى روما. وخلال لقاء جمع الدبيبة برئيس الوزراء الإيطالي أعلن الطرفان أن ليبيا وإيطاليا ستتعاونان في مشاريع جديدة في قطاع الطاقة والهجرة والأمن. وتأكيدا للأهمية الإستراتيجية لليبيا بالنسبة لإيطاليا، شكل اللقاء ثاني اجتماع وجها لوجه بين الجانبين منذ أبريل/نيسان، حين قام دراغي بأولى رحلاته الخارجية إلى ليبيا، المستعمرة الإيطالية السابقة، بعد توليه منصبه كرئيس للوزراء. وقال دراغي إنّ التعاون في قطاع النفط بين البلدين سيتوسع بدون أن يقدم تفاصيل محددة. وصرّح بعد الاجتماع "الإمكانيات كبيرة وشركاتنا مستعدة للقيام بمشاريع"، مضيفا "في أساس كل هذه المشاريع هناك حاجة. الحاجة إلى حماية كل الذين سيضعون هذه المشاريع موضع التنفيذ". وتسعى ليبيا التي تعتبرها إيطاليا بلدا مهما لمصالحها الاقتصادية والخارجية، لوضع حد لفوضى مدمرة مستمرة منذ عقد في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي، وذلك بموجب عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة. وتريد إيطاليا حماية مصالحها الوطنية في البلد الغني بالنفط، حيث يعد عملاق الطاقة الإيطالي إيني فاعلا أجنبيا بارزا.
مشاركة :