أكّد الفنان الأوبرالي، محمد خيران الزهراني، أن المملكة العربية السعودية تشهد في الفترة الأخيرة اهتماماً كبيراً بالفنون والأجيال الجديدة، مشيراً إلى أن الشباب لديه الطموح والقدرة على النهوض بوطنه. وكشف الزهراني، في حواره مع «الإمارات اليوم»، أن دخوله هذا الفن الراقي لم يكن سهلاً، إذ يعدّ جديداً على المجتمع الخليجي، مشيراً إلى أن أبرز الصعوبات في البداية كانت نظرة البعض إلى الغناء الأوبرالي، وهو ما دفع بعض أفراد عائلته إلى مهاجمته بسبب تخيره هذا اللون، كما تعرّض للتنمر من بعض الأصدقاء، لكنه عزم على إكمال طريقه، معرباً عن أمله في أن يتمكن من وطنه والخليج في دور الأوبرا العالمية. واعتبر أن جائحة «كوفيد-19»، كما كان لها تأثير سلبي تمثل في توقف معظم الأنشطة والفعاليات حول العالم، كان لها كذلك جانب إيجابي، إذ قربت الناس من ذواتهم، على حد تعبيره. وتابع أن «رؤية 2030 للمملكة ضمّت جوانب مهمة كثيرة، منها الجانبان الفني والموسيقي، وخلال هذه السنة كان هناك تطوّر ملحوظ في هذا الجانب، إذ صدرت التصاريح للمدارس الموسيقية، وتكونت هيئات ثقافية موسيقية خلال فترة وجيزة. وتوقع الزهراني - الذي يُعدّ أول فنان سعودي ينضم إلى جوقة إيطالية في روما، وواحداً من أبرز المواهب السعودية الشابة في الغناء الأوبرالي - أن تشهد الفترة المقبلة افتتاح مدارس ومعاهد ودور موسيقية تضم الموهوبين بالمملكة لنشر الموسيقى، معرباً عن أمله أن يتم افتتاح دار اوبرا أو أكاديمية متخصصة في هذا المجال. وأوضح الفنان السعودي: «ركزت المملكة في الفترة الأخيرة على الفنانين والفنانات وصنّاع المحتوى في جميع المجالات، وأطلقت بعثة الثقافة لتدريبهم بشكل احترافي وعودتهم لنفع أبناء وطنهم، وتسهيل طرق التعليم على الموهوبين. وبالنسبة للشباب والشابات السعوديين هنا أقتبس رد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: (لديهم همة.. همتنا مثل جبل طويق.. وطموحنا عنان السماء)». صعوبات منذ البداية عن بداية توجهه لمجال الغناء الأوبرالي، رغم أنه غير مألوف في السعودية، قال الزهراني: «كنت أغني الأوبرا قبل أن أعرف أن هنالك أوبرا أساساً، فأنا أغني منذ نعومه أظافري، لكن لم آخذ الموضوع بجدية، إلى أن غنيت أمام زملائي بالمدرسة فأعجبهم ذلك، ومن هنا بدأت أقدم لهم أغانيهم المفضلة بناءً على طلباتهم بطريقة أوبرالية دون أن أعلم أنها كذلك، وبمحض المصادفة شاهدت مغني أوبرا على التلفاز وانصدمت بأوجه التشابه بين صوتي وصوته، ومن هنا تعرفت إلى هذا الفن». وأشار الزهراني إلى أن دخوله هذا المجال لم يكن سهلاً، بحكم أنه فن جديد على المجتمع الخليجي، ولم تكن هناك معاهد للتعليم الأكاديمي، ولا مدربين يقدمون له تدريباً محترفاً، فلجأ إلى تعليم نفسه بنفسه وهو أمر كان صعباً جداً: «إضافة إلى الصعوبات السابقة، كانت هناك عقبات المجتمع وهي الأسوأ، فقد حوربت من عائلتي لاختياري هذا المجال، كما تعرّضت للتنمر من أصدقائي بسبب أنه أمر مخالف للعادات والتقاليد». نحو العالمية ذكر الزهراني أن «الصعوبات التي واجهها لم تتوقف حتى بعد انتقاله إلى روما لتعلم الغناء الأوبرالي، إذ كانت العقبات كثيرة، سواء من ناحية الدعم المعنوي، أو المالي، أو العوامل النفسية كشاب انتقل للحياة في دولة لا يتكلم لغتها ولا يعرف فيها أحداً ليرشده للطريق السهل: «كنت أخوض مشكلاتي وعقباتي بمفردي، لكني لم أكن بمفردي فعلياً، فقد كان معي توفيق الله في كل خطوة، وحققت ما لم أكن أحلم به». وقال: «إنه لا يؤمن بالمصادفة، إذ يرى أن الحياة تسير وفق قدرة القادر، كما في قصة انضمامه إلى جوقة (كورو بولوفونيكو موزيكا كرييتور)، إذ كان في محطة القطار ينتظر موعد رحلته، وكان هناك رجل مسن يعزف على البيانو، فاتجه إليه وغنى مجموعة من الأعمال الفنية معه، وبعد الانتهاء من الغناء وجد سيدة تحدثه وتطلب منه أن يزورها في الكنيسة ليقابل مديرة الفرقة»، لافتاً إلى أنه قام خلال هذا اللقاء بعمل اختبار موسيقي، وتمكن من اجتيازه وإقناع القائمين على الفرقة بموهبته وأصبحت عضواً في الفرقة. تأثير «كورونا» عن تأثير جائحة «كوفيد-19» عليه، سواء بشكل شخصي أو مهني، أوضح محمد الزهراني أن «الجائحة كان لها آثار إيجابية، وأخرى سلبية في الوقت نفسه، إذ تسببت في توقف دراسته بروما، وفي إلغاء أكثر من حفل فني له، وأيضاً توقف الحفلات عموماً، لكن كان هناك جانب آخر مهم لهذه الجائحة، فقد جعلتنا نعرف أنفسنا أكثر ونتعمق في ذواتنا بشكل غير مسبوق لكثيرين، واكتشفنا أن فيروس لا يرى الا بالمجهر يمكن أن يؤثر في العالم كله»، منوّهاً إلى أنه لم يتوقف بشكل كامل عن نشاطه، فشارك، بفضل التكنولوجيا الحديثة في مجال الاتصالات، مع الجوقة الإيطالية في فعاليات غنائية عبر الإنترنت. «أثير».. في مهرجان أبوظبي أعرب محمد الزهراني عن سعادته بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، إذ شارك في فعاليات مهرجان أبوظبي 2021، بعمل خاص بعنوان «أثير»، ضمن سلسلة أمسيات المهرجان الرمضانية، التي بثت عبر المنصّات الرقمية للمهرجان، احتفاءً بالشهر الفضيل والقيم الروحانية الإنسانية التي يحملها. وأضاف أنه «في مرحلة تدريب وتطوير ودراسة أكاديمية تحت سقف مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وتحت إشراف ومتابعة أكاديمية من الفنانة، هبة القواس». كذلك عبّر عن سعادته بكل التجارب المحلية والعالمية، التي شارك فيها خلال الفترة الماضية. محمد الزهراني: • «المملكة تشهد في الفترة الأخيرة اهتماماً كبيراً بالفنون والأجيال الجديدة». • «أغني هذا اللون منذ نعومه أظافري، ولكن لم آخذ الموضوع بجدية إلا بعد فترة». • أول فنان سعودي ينضم إلى جوقة إيطالية في روما. • دخوله هذا المجال لم يكن سهلاً، بحكم أنه فن جديد على المجتمع. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :