أطلق حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أمس، أكبر مناورة عسكرية له منذ أكثر من عشر سنوات، بهدف اختبار قدرة التحالف على الاستجابة، في وقت يشهد فيه توترات حادة مع روسيا. وقال ينس شتولتنبرج، الأمين العام للحلف، قبل أيام إن «الغرض من المناورة هو تدريب قواتنا وزيادة استعدادهم للتأكد من أن حلفاءنا باستطاعتهم العمل بسلاسة معًا». فيما أوضح الجنرال الألماني هتنز لوثر دومروس، قائد المناورة، أن «النتيجة المرجوة ستظهر أن الناتو قادر، وأنه يتميز بالحيوية ومستعد لأي تحد». لكن مسؤولين آخرين أوضحوا أن المناورة، التي أطلق عليها اسم «منعطف ترايدنت»، ليست موجهة ضد روسيا، على الرغم من وصول العلاقات بين موسكو والغرب إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الأزمة في أوكرانيا، إذ قال اللفتنانت جنرال الألماني ريتشارد روسمانيث، إنه «من الناحية النظرية كان بإمكاننا أن ننقل هذه العملية إلى شرق أوروبا إذا كنا نريد أن نصعد الوضع مع روسيا. نحن لم نفعل ذلك». ومن المقرر أن يعقد الجزء الحي من المناورات في الفترة الممتدة من 21 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي حتى 6 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في إيطاليا والبرتغال وإسبانيا، وفي البحر المتوسط والمحيط الأطلسي. وسيسبق هذا الجزء تدريب لقادة الأركان. ومن المتوقع أن يشارك في «منعطف ترايدنت» 36 ألف جندي ومدني، بالإضافة إلى 130 طائرة و16 مروحية و60 سفينة وغواصة، ليكون بذلك أكبر مناورة يجريها حلف شمال الأطلسي منذ عام 2002. وإلى جانب الدول الأعضاء في الحلف، فإنه من المتوقع أن يشارك في المناورة 14 من الدول الشريكة والمراقبة. وأوضح اللفتنانت جنرال فيل جونز أن هذه المناورة، التي يجري التخطيط لها منذ أكثر من عامين، سيكون مركزها مكانًا وهميًا يسمى «سوروتان»، وهو ضحية «لتوترات داخلية وأخطار طبيعية وعدوان من أحد الجيران». كما ستركز التدريبات على التعامل مع مشكلات مثل الإرهاب والحرب الكيميائية، والهجمات الإلكترونية، ومنافسات قبلية وزعماء مستبدين. وسيشارك الجيش الألماني في التمرين بـ3 آلاف جندي.
مشاركة :