قصة أشهر زفاف في اليونان على شرف يورو 2004

  • 6/2/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وقتما كانت اليونان تستعد لمشاركة أولى في بطولة كبرى بعد غياب 10 سنوات، كانت فتاة لطيفة تدعى كريستينا، من أثينا، تتفق مع خطيبها تاكيس فيزاس على موعد زفافهما. الموعد تحدد فعلا، وسيكون في 9 يوليو لعام 2004. بعد البطولة بـ 4 أيام فقط، وعلى شاطيء فولياجميني الهادئ، في حضور 300 فردا من العائلة والأصدقاء. "لا تقلقي. سأكون معكي قبل الموعد بفترة كافية. سأشاهد قبل نهائي ونهائي البطولة رفقة أصدقائي، وأستعد تماما ليوم الزفاف". هكذا تحدث فيزاس لـ كريستينا. تاكيف فيزاس لم يفِ بوعده، ولم يستطع مشاهدة نهائي البطولة رفقة أصدقائه، والسبب أنه كان جزء أساسيا في الحدث مع منتخب اليونان. عام 2004، كانت اليونان تسجل مشاركتها الثانية تاريخيا في أمم أوروبا، ويعودوا لها بعد غياب 24 عاما. أمل أوتو ريهاجل صانع معجزة اليونان، كان فقط عبور الدور الأول من مجموعة تضم بجانبهم، البرتغال، وإسبانيا، وروسيا. منتخب اليونان سافر للبرتغال. تأهل عن مجموعته وتدرب في البطولة، إلى أن رفع الكأس، وأسماء مثل خريستياس، وكاراجونيس، وكوستاس كاتسورانيس، أصبحوا الأشهر عالميا. _ _ _ في 2004 كانت قمة الأحداث. لكن للقصة بدايات منذ 2001. وقت كرة دافيد بيكام الثابتة التاريخية بالدقيقة الـ92 على مرمى أولد ترافورد. بيكام وضع الكرة على بعد 45 ياردة من المرمى، والهدف كان إدراك التعادل لإنجلترا أمام اليونان في الدقيقة الأخيرة من الجولة الأخيرة لتصفيات كأس العالم 2002. اليونان وقتها لم تكن منافسا على التأهل، لكن فوزها على إنجلترا كان سيحول التأهل المباشر لـ ألمانيا على حساب إنجلترا. هدف بيكام في الدقيقة التسعين وتعادل ألمانيا مع فنلندا في الجهة الأخرى، كانا كفيلين بتأهيل جيل دافيد بيكام، وبول سكولز، ومايكل أوين لكأس العالم مباشرة، وتحول ألمانيا إلى الملحق. هكذا تناول العالم هدف بيكام ومن تلك الزاوية، لكن للهدف زاوية أخرى. تلك اللحظة كانت بداية تكوين جيل اليونان التاريخي. أبناء أوتو ريهاجل يكتسبون الخبرة، فاحذروا. "نحن بلد نحب كرة القدم. ربما لا نظهر عالميا كثيرا، لكننا حين نظهر، نعرف كيف نكوم مؤثرين". هكذا تحدث تاكيس فيزاس بعد سنوات من زواجه لـ كريستينا. تاكيس يحكي عن تجربة جيله، فيقول "أول شيء علمه لنا أوتو ريهاجل، إن المنتخب يأتي أولا. أي تضارب في المصلحة بين أي حد منا وبين المنتخب، ستكون كفة المجموعة هي الأرجح". "لم نكن منتخب بمعنى الكلمة، لكننا كنا عائلة واحدة متماسكة. المنتخبات قد يصل قوامها إلى خمسين لاعبا، لكننا كنا نتكون من 20 لاعبا فقط، ويضاف عليهم ثلاثة أسماء أو أربعة". بعد عام من إرهاق إنجلترا، كانت اليونان على موعد مع تصفيات جديدة، والهدف هذه المرة هو التأهل ليورو 2004 عن مجموعة تضم إسبانيا، وأوكرانيا، وأرمينيا، وآيرلندا الشمالية، وبدأت الملحمة . 8 انتصارات كانوا كفيلين بتصدر المجموعة والتأهل لليورو مباشرة، وحين بلغوا البطولة، كان رجال أوتو ريهاجل قد أكملوا فعلا 15 مباراة متتالية دون خسارة. "الهدف كان مجرد تحقيق فوز واحد". كما أوضح فاسيليوس. وكلامه واقعي جدا لمنتخب، تاريخ مشاركاته قبل البطولة هو مرة واحدة في اليورو، ومرة واحدة بكأس العالم، وفي المشاركتين لم يحققوا أي فوز، بل لم يسجلوا أساسا أي هدف. وجاء الوقت. ليلة 12 يونيو 2004، لم ينم أيا من أفراد المنتخب اليوناني، وجميعهم يفكرون فقط في الافتتاح، وقد شاء القدر أن يكونوا طرفا فيه أمام البرتغال صاحبة الأرض، والمدججة بنجومها لويس فيجو، وباوليتا، ونونو جوميش، وريكاردو، والنجم الصاعد، كريستيانو رونالدو. في اليوم التالي، كانت قذيفة كاراجونيس تعلن تواجد اليونان، وبداية المشوار الملحمي بفوز تاريخي على البرتغال في الافتتاح. ورغم وصافة المجموعة خلف البرتغال، لكن ذلك كان كفيلا للإغريق كي يبدأوا مشوار رائع، عبروا فيه فرنسا بهدف خريستياس، والتشيك بهدف ديلاس، وبلغوا النهائي. تاكيس فيزاس كان يتخيل إن نهاية رحلة بلاده في البطولة ستكون في الدور الثانية على الأكثر. سيخرج يوم 25 يونيو. في اليوم التالي سيكون في أثينا يشاهد باقي البطولة ويحضر لزفافه، لكن أتت الرياح بما تشتهي السٌفن هذه المرة. يوم 4 يوليو كان تاكيس، وكافة أعضاء المنتخب اليوناني مازالوا في لشبونة، والحدث هو مواجهة البرتغال في نهائي البطولة، وفي تكرار للافتتاح. رأسية من خريستياس، ودفاع ديلاس وتاكيس أمام نيكوبولوديس، كانوا كفيلين بتأمين الانتصار الأهم في تاريخ اليونان. فوز كتب المجد الحقيقي، لمنتخب ذهب بهدف تحقيق انتصار واحد، فعادوا ومعهم كأس البطولة. في اليوم التالي، عادت طائرة اليونان إلى أثينا. تاكيس فيزاس نزل في ركب حاشد من آلاف المنتظرين. أخذ الكأس واتجه إلى فولياجميني مباشرة. وبعد أيام على شاطئ فولياجميني كما خططت كريستينا، كان زفافها على تاكيس فيزاس ينعقد. أحضر الكأس ووضعه أمامه. الشاطئ الهادئ أصبح صاخبا. الزفاف الذي خُطط لأن يكون بحضور 300 فرجا، أصبح في حضور آلاف المحتفلين ببطلهم القومي. video:1

مشاركة :