بحث المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الإفريقي جيفري فيلتمان اليوم (الأربعاء) مع مسئولين قطريين بالدوحة التطورات في القرن الأفريقي والتعاون للمساهمة في استقرار المنطقة، وذلك في إطار جولة تستهدف إيجاد حل للنزاع على سد النهضة الإثيوبي. وأفاد المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية القطرية في إيجاز صحفي اليوم، بأن المبعوث الخاص لوزير الخارجية للشؤون الإقليمية علي بن فهد الهاجري اجتمع بالمبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان، الذي يزور البلاد حاليا في أول محطة من جولته بالمنطقة. وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية وآخر التطورات في منطقة القرن الإفريقي. كما بحث الجانبان سبل التعاون بين دولة قطر والولايات المتحدة في القرن الإفريقي، للمساهمة في استقرار وتنمية وازدهار المنطقة. واجتمع فيلتمان أيضا مع المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات مطلق بن ماجد القحطاني، وبحث معه تطورات الأوضاع في القرن الأفريقي، بحسب المصدر نفسه. وتأتي زيارة فيلتمان لقطر في إطار جولة تشمل أيضا السعودية والإمارات إضافة إلى كينيا، وتستمر في الفترة من 31 مايو إلى 6 يونيو الجاري، على ما ذكرت الخارجية الأمريكية في بيان. وطبقا للبيان، سيلتقي المبعوث مع كبار المسؤولين في هذه الدول لمناقشة سبل التعاون لدعم منطقة القرن الأفريقي لتكون منطقة مستقرة ومزدهرة، بما في ذلك إيجاد حل للنزاع على سد النهضة الإثيوبي الكبير، يكون مقبولا من جميع الأطراف. وسبق أن قام فيلتمان بجولة في 4 مايو الماضي استمرت 10 أيام زار خلالها مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا. وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإثيوبي رضوان حسين قد زار قطر في 26 مايو الماضي، وبحث مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تطورات الأوضاع في القرن الإفريقي، وأهمية حل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية، وفق بيان للخارجية القطرية حينها. وجاءت تلك المباحثات، بعد زيارة قام بها وزير الخارجية القطري إلى كل من السودان ومصر، وفي ظل التوترات في منطقة القرن الأفريقي بسبب أزمة ملف سد النهضة بين إثيوبيا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى. وفي إطار الزيارتين، بحث الشيخ محمد مع نظيريه المصري سامح شكري والسودانية مريم الصادق تطورات ملف سد النهضة، ومعالجة الإشكالات عبر الطرق السلمية والدبلوماسية، تبعا لبيانات رسمية. وعقدت مصر والسودان وإثيوبيا مفاوضات ماراثونية على مدار سنوات حول سد النهضة دون جدوى، كان آخرها جولة المفاوضات التي جرت مطلع أبريل الماضي في الكونغو الديمقراطية، التي تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي. وأعلنت أديس أبابا أنها ستمضي قدما في عملية الملء الثاني لبحيرة السد في يوليو المقبل، موضحة أن العملية ستتم بمقدار 13.5 مليار متر مكعب، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف العملية الأولى المنفذة العام الماضي بمقدار 4.9 مليار متر مكعب. لكن مصر والسودان حذرتا من أن تنفيذ المرحلة الثانية من ملء السد بشكل أحادي سيشكل تهديدا مباشرا للأمن المائي للبلدين، خاصة فيما يتصل بتشغيل السدود وتهديد حياة 20 مليون مواطن في السودان، والمخاوف من تأثير السد على الحصة السنوية المائية لمصر التي تعاني من "الفقر المائي".
مشاركة :