أفادت مصادر محلية في العاصمة صنعاء بأن الجماعة الحوثية الموالية لإيران كثفت على مدى الأسابيع القليلة الماضية من حجم اعتداءاتها بحق كبرى المراكز التجارية، وفي مقدمها تلك التي تعود ملكيتها لرجال أعمال غير موالين للجماعة. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الاعتداءات الحوثية الأخيرة بحق المراكز التجارية في صنعاء العاصمة المختطفة بيد الانقلابيين تنوعت ما بين حملات الدهم وفرض الإتاوات، والهدم، والاعتداء الإغلاق والتحويل إلى ثكنات عسكرية. وفي سياق استمرار حملات الاستهداف الحوثية، أفاد مواطنون وشهود عيان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن الجماعة قامت قبل أيام بالاستيلاء على مركز «سما مول» التجاري بشارع الخمسين جنوب العاصمة ومن ثم تحويله إلى ثكنة عسكرية. وقال الشهود إن المسلحين الحوثيين اقتحموا بعدة عربات عسكرية المركز التجاري وقاموا باعتقال مدير المركز، وعدد من الموظفين، قبل أن تطرد جميع المُتسوقين. وتكرارا لما تتعرض له تلك المراكز وغيرها من اعتداءات، كشفت مصادر يمنية عن إقدام عناصر حوثية الشهر الماضي على هدم أحد أبرز المراكز التجارية بمنطقة الخمسين جنوب صنعاء، وذلك في إطار حربها العبثية بحق ما تبقى من العاملين في القطاع الخاص بمناطق سيطرتها. وتداول ناشطون محليون حينها على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة تظهر قيام جرافات حوثية بهدم مركز «مول العرب التجاري» المصنف ضمن أكبر المولات التجارية في صنعاء. وطبقا لما أفادت به المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط»، فقد بررت الجماعة جريمة هدم المركز بوجود خلافات على أرضية البناء، إلا أن مصادر أخرى قريبة من دائرة الحكم الحوثية كشفت عن أن الميليشيات وبعد أن فشلت في ابتزاز مالك المركز التجاري، لجأت إلى حيلة الانتقام منه من خلال هدمه بحجة وجود صراع على أرضية البناء. وأشارت المصادر إلى أن مالك المركز كان يتخذ من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن مركزا لاستثماراته، غير أنه تلقى عرضا من الانقلابيين بالحصول على تسهيلات خاصة مقابل استثمار أمواله بإنشاء «مول تجاري» في العاصمة المختطفة صنعاء، لينتهي به الأمر إلى هدم مركزه. ومع مواصلة تكثيف الانقلابيين، وكلاء طهران في اليمن، لعمليات الاعتداء والتدمير والمصادرة والإغلاق بحق ما تبقى من القطاعات الاقتصادية بمناطق سيطرتهم، يؤكد خبراء اقتصاد في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن تلك السلسلة الجديدة من الاستهدافات وغيرها تندرج في إطار النهج الحوثي المنظم والواسع لمصادرة الشركات وكل القطاعات الاقتصادية والحيوية. وسبق للميليشيات أن شنت قبل نحو شهر حملات استهداف وابتزاز مماثلة طالت ما يزيد على 800 سوق ومركز ومحل تجاري في صنعاء، منها على سبيل المثال لا الحصر، مصنع ضخم لتعبئة المياه المعدنية، وسوق مركزية لبيع الملابس، وشركة إعلامية خاصة للبث الفضائي عبر الأقمار الصناعية وغيرها. وفي 29 أبريل (نيسان) الماضي، اقتحمت عناصر الجماعة، في سياق حملة منظمة طالت حينها شريحة واسعة من منتسبي القطاع التجاري، مركز «سيتي ماكس» أكبر مراكز صنعاء لبيع الملابس، وباشروا طرد المتسوقين ممن صادف وجودهم فيه لحظة المداهمة ثم إغلاقه لساعات ومنع مالكيه من إعادة فتحه، إلا بعد دفع مبالغ مالية ضخمة. وتحدث حينها عاملون بالمركز لـ«الشرق الأوسط» عن اعتداءات وتهديدات تعرضوا لها على يد مسلحي الجماعة لحظة المداهمة، مشيرين إلى تدمير الجماعة المتعمد أثناء الاقتحام لشاشات وكاميرات المراقبة بصورة وصفوها بـ«الهمجية». وأشار العاملون إلى أنه سبق لتلك الجماعة أن اقتحمت المركز عدة مرات، بينها عملية الاقتحام الكبير التي تعرض لها العام الماضي وشملها تعيين الجماعة لحارس قضائي ومصادرة حسابات المركز الموجودة في البنوك التجارية، إلى جانب استحواذها على عمليات البيع والشراء وتعيين محاسبين جدد وإدارة مالية، وأمناء للمخازن والمستودعات.
مشاركة :