أسدل الستار على نهاية رحلة دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى الطويلة، التي مضت في 38 جولة امتدت لأكثر من سبعة أشهر متتالية، وشهدت أقوى مواسم السباق نحو الصعود، مع الكثير من الندية والإثارة التي شدت المتابعين حتى اللحظات الأخيرة من جولة الختام، ويكفي الحديث عن التقارب النقطي الذي جمع أربعة فرق حتى النهاية، قبل أن يحسم أمر الصعود في الأنفاس الأخيرة للبطاقة الثالثة بعد اختصار البطاقتين الأخريين على الهابطين من المحترفين؛ فيما كان مشهد الهبوط إثارة أكبر، بعد تقارب سداسي القاع في مراكزهم المتأخرة منذ منتصف الدوري قبل أن يعلن عن توديع رباعي المؤخرة، الذي شهد رقما تاريخيا جديدا بتسجيل 807 أهداف، في 380 مواجهة. الحزم أرقام قياسية اكتفى متصدر وبطل دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى الحزم وأول الصاعدين لدوري المحترفين، بالتعادل في مواجهته الأخيرة أمام وصيفه والصاعد الثاني الفيحاء في ملعب الأخير بالمجمعة، ليصل إلى النقطة 91 في رقم الأول من نوعه يسجل إضافة إلى أرقام قياسية أخرى كأكثر الفرق فوزا بـ28 مباراة ليتوج نجومه ببطولة الدوري والبطاقة الأولى رسمياً وهو الإنجاز الذي تحقق بعد موسم واحد فقط من هبوطه ليؤكد «حزم الصمود» والذي ضمن الصعود قبل ثماني جولات من الختام التالي، في إنجازات مستحقة بجدارة، جاءت ترجمة للعمل الإداري والفني المميز في الحزم، وتألق نجوم الفريق في موسم شاق وطويل، ومنافسة محتدمة حتى النهاية، قطف بعدها الحزماويين أروع الثمار، وأغلى الإنجازات في عقدهم الكروي الأخير. الفيحاء عودة قوية رفض الفيحاء ترك رفيقه بالهبوط من المحترفين حزم الصعود وحيداً ليحقق هو الآخر ذات الإنجاز ويحقق وصافة الدوري والوصول إلى النقطة 81 وكثاني أفضل الفرق تسجيلا والأقوى دفاعياً مع الحزم، مشوار الفريق نحو الصعود شابه بعض التقلبات بداية الموسم قبل أن يعود لنغمة الانتصارات والمستويات القوية التي استمرت حتى نهاية الموسم، إدارة الفيحاء نجحت في اختيار مميز للاعبين الأجانب وتدعيم صفوف الفريق بلاعبين محليين أكفاء وجهاز فني جيد فتحقق المراد وعاد سريعا لمكانه. الطائي يسعد جماهيره لم يترك لاعبو الطائي فرصة للانتظار، ومنح جاره ومنافسه الجبلين فرصة للعودة، وقتل طموحه وانتظار دام أكثر من 14 عاماً، فقرروا الحسم من ملعب عرعر بفوز صريح وبهدفين نظيفين، ويبدو أن الانتظار الذي عاشته جماهير الأشهب خلال المواسم الفارطة بعيداً عن دوري المحترفين، كان كافيا أمام لاعبي صائد الكبار، لإيقاف جميع المعاناة وسنوات الجفاء فبحثوا عن نهاية الانتظار، وتأكيد العودة القوية والحجز المؤكد، لمكانهم الطبيعي في دوري الأضواء، وهو الإنجاز الكبير لأبناء فارس الشمال هذا الموسم، الذين تجاوزوا به كل أوجاعهم السابقة، بهمة وعزيمة، قادها دعم شرفي رفيع، وإدارة حكيمة، وجهاز فني مقتدر، وتجاوزوا الصعاب فمن متذيل الترتيب في أول سبع جولات من الدوري وخمس خسائر متتالية وبداية صادمة لمنافس قوي وبعد ذلك خطف بطاقة التأهل في إنجاز جدير بالاحترام. «الأشهب» يعود بقوة للأضواء ويعيد مواقفه القوية مع الكبار. قالت الأرقام كلمتها في الختام، وانتهت حكاية الدوري المثير بصعود الثلاثي الحزم والفيحاء والطائي؛ فيما طغت الحسرة على الجبلين تحديداً وثم فرق مثل هجر والكوكب والخليج جميعهم كانوا مرشحين لخطف إحدى بطاقتي الصعود إلى الأضواء، فشاركوا الثلاثي الصاعد مشهد التحدي والندية حتى منتصف الدور الثاني؛ فبقي الجبلين رابعاً واستقر هجر وأحد والكوكب والشعلة والدرعية وجدة في المنطقة الدافئة، منذ زمن باكر من عمر الدوري، وأكد الجيل ونجران البقاء في الجولات الأخيرة قبل الدخول في دوامة الهبوط، وأفلت النهضة من المصيدة في الجولة الأخيرة. أربعة يودعون وكان الوداع المر والمنطقي لرباعي القاع النجوم وعرعر والثقبة والذين ودعوا باكرا فيما سقط البكيرية في اللحظات الأخيرة من عمر الدوري بالتعادل مع العدالة على الرغم المحاولات الأخيرة التي جاءت في الوقت الضائع من رحلة الدوري. سوء الاختيارات قتل الطموحات على الرغم من الترشيحات الباكرة لفرق مثل الكوكب والخليج وأحد بالدخول كمنافسين أقوياء في السباق الطويل إلا أنهم فشلوا في منتصف الطريق، وهذا يأتي لسوء القرارات الإدارية الارتجالية من حيث التعاقدات الأجنبية والمحلية الضعيفة وعدم الاستفادة من أخطأ الماضي وتغيير الأجهزة الفنية التي ساهمت بالتعثر والاكتفاء بالتواجد في وسط الترتيب. الدوري في أرقام الحزم الأكثر انتصارا بـ28 يليه الفيحاء بـ24 مواجهة، وعرعر الأقل بأربع مواجهات. الحزم الأقل خسارة بثلاث مواجهات والنجوم الأكثر بـ27 والعدالة الأكثر تعادلا بـ16. الحزم الأقوى هجوما برصيد 77هدفاً ثم الفيحاء بـ72 النجوم الأضعف هجوما بـ27هدفا ثم عرعر بـ28. الحزم والفيحاء والجبلين الأقوى دفاعا وحراسة باستقبال 27 هدفا ثم الطائي بـ33. سجل النجوم أضعف دفاع وحراسة باستقبال 67 هدفا ثم عرعر بـ62. 24 هدفا فقط سجلت في هذه الجولة، وبلغ إجمالي التهديف في الدوري 807 أهداف في 380 مواجهة بمعدل 2.1. تصدر قائمة الهدافين مهاجم أحد العاجي سوريا إبراهيم بـ24 هدفاً تلاه مهاجم الجبلين البرازيلي دي مورا بـ20 هدفاً ثم غيني الحزم عثمان باري بـ19 هدفاً. النهضة أفلت من الهبوط في الرمق الأخير فرحة لاعبي الطائي بالصعود
مشاركة :