كشف الرائد المتقاعد علي عائض القرني العديد من المواقف الأمنية والأحداث المعاصرة إبان توليه إدارة شرطة الأفلاج قبل ٤٠ عاماً. وعلى هامش تكريم لجنة تنمية الأفلاج خلال زياراتها له بمنزله في الرياض يوم أمس وتقديم هدايا ودرع تذكاري له، أعاد "القرني" شريط ذكريات عمله مديرًا لشرطة الأفلاج قبل أكثر من ٤٠ عاماً، فقال: "التحقت بالعمل مديراً لشرطة الأفلاج عام ١٤٠٠ هـ، وكنت ضابطاً برتبة ملازم، وكان لا يوجد في الأفلاج أي جهة أمنية أخرى، لا دوريات ولا مرور ومقر الشرطة عبارة عن منزل لأحد الأهالي". وعن أبرز ما كان يؤرق الشرطة قال: "كان أكثر ما يشغلهم الحواث المرورية فكانت المحافظة تقع على خط ذي مسار منفرد ويشهد حوادث راح ضحيتها عوائل بأكملها وكان هناك حادث عالق بذهني كان لأسرة قادمة من الجنوب باتجاه الشمال توفي الزوج والكثير من الأطفال وأحرجتني الأم بكثرة سؤالها عن حالة الزوج وكنت أطمئنها ولكن آلمني حنان المرأة ورغبتها في وجود العائل، وهو ما دفعها لمعرفة الوضع الصحي لزوجها رغم وفاة العديد من أولادها وهذا الموقف لا يزال عالقاً بذهني". وأضاف: "من المواقف التي أستذكرها كنت في جولة ليلية، وعند التعقيب على أحد الحراسات بأحد البنوك مررت على كوخ الحراسة، فوجدت العسكري نائماً، وبجانبه بندقيته، فأخذت البندقية وتركت رجل الأمن نائماً، وفي الصباح وعند تسليم العسكري الخفارة تم إبلاغي بأن بندقية العسكري مسروقة، فأمرت بتوقيفه والتحقيق معه، وبعد عدة أيام واعترافه بخطئه أخرجت البندقية، وأطلقت سراحه، وكان ذلك الموقف درساً له". وتابع: "كان هناك قضية جنائية بين عمال من جنسية عربية في إحدى المزارع، حيث قام أحدهم بضرب أحد أبناء جلدته بفأس في رأسه، وأثناء محاولة إخراج الفأس من رأسه لإكمال جريمته بقتل الآخرين، فزع زملاؤه هرباً من الموقع، وذهبوا لكفيلهم، وأبلغوه بالحادثة، وعند توقيفه وسؤاله عن الحادثة كان ينفيها جملة وتفصيلاً، وفي اليوم الثاني تم انتقال الجهات الأمنية لمسرح الجريمة، وقص أثره عن طريق مختص في تتبع الأثر، وتم العثور على الفأس مدفوناً بالمزرعة، وقد علق به دماغ زميله، وبالضغط عليه في التحقيق اعترف بجريمته، وتم تحويله للجهات ذات الاختصاص". واختتم: "يتميز أهالي الأفلاج بالكرم والشجاعة وطيبة النفس وخدمة الآخرين والفزعة والنخوة العربية، بل كانت الأفلاج أقل مشاكل من غيرها من المحافظات التي عملت بها".
مشاركة :