أرجنتيني يفضح خداع إيران النووي

  • 6/3/2021
  • 20:50
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت مجلة نيوزويك الأمريكية أن المدير العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأرجنتيني رافاييل جروسي، بات من أهم الشخصيات في العالم القادرة على كشف الخداع النووي الإيراني، وفضح المؤامرات التي تحيكها حكومة الملالي في السر.واهتم المحللان في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات جايكوب نايجل، ومارك دوبوفيتز بدور جروسي في مراقبة نشاطات إيران النووية، خاصة أن مهمته تنسجم مع نزعة لدى إدارة بايدن لتقديم التنازلات المتلاحقة لصالح نظام الملالي.. وفقا لتقرير نقله موقع (24) الإماراتي. وكتب الأكاديميان في مجلة «نيوزويك»، أن جروسي نفد صبره من الخداع النووي الإيراني، فهاجم نظامه الإرهابي في الأيام الماضية، بعد إخفائها عددا من المواقع السرية، وفشلها في تفسير آثار اليورانيوم التي عثر عليها في موقعين على الأقل، إبان زيارة المفتشين الأمميين لإيران، وقال إن الأمر «مشكلة كبرى» تضر بصدقية إيران.عودة الماردوطالب جروسي في تقرير للوكالة قبل أيام السلطات الإيرانية بشفافية كاملة لتتمكن الوكالة من إعطاء الضمانات حول الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.وأشار التقرير إلى أن تصريح جروسي وبيان الوكالة الدولية للطاقة النووية صدرا في توقيت حساس، بالتزامن مع التفاوض بين إدارة بايدن وطهران على العودة إلى الاتفاق النووي، في فيينا، ولكن عندما روج الأمريكيون لضرورة العودة إليه، أوضح مدير الوكالة الأممية أن الاتفاق عفا عليه الزمن. فالاتفاق لا يعالج زيادة الخبرة النووية لدى إيران، ولا تطويرها أجهزة الطرد المركزية، ولا نشاطاتها النووية العسكرية. وبعبارة جروسي «لا يمكن إعادة المارد إلى القمقم».ابتزاز وتهديدويؤكد الكاتبان أن استراتيجية إيران في مفاوضات فيينا بسيطة، وتتمثل في التهديد بالتصعيد النووي لابتزاز عشرات مليارات الدولارات وتخفيف العقوبات، ولانتزاع السماح الضمني لها بالمضي قدما في البحث والتطوير النوويين.وبموجب الاتفاق النووي الذي يمكن أن يعاد العمل به، سيسمح لنظام رجال الدين بتفعيل أجهزة طرد مركزي متطورة بشكل قانوني، وببناء إمكاناته التخصيبية ثم انتظار بنود الغروب، ورفع القيود في السنوات القليلة المقبلة، بين 2 و9 أعوام.وبعد 2030، سترفع كل القيود المفروضة على قدرة إيران على تخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم إلى درجة نقاء تستخدم في السلاح النووي. لكن المشكلة أبعد من تخصيب المواد الانشطارية للأسلحة النووية، فقط.عسكرة النووييؤكد تقرير «نيوزويك» أن المشكلة تصل إلى عسكرة النشاط النووي الإيراني، ففي السابق وبدفع من وزير الخارجية الأسبق جون كيري، أغلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها في الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني.وهذه النشاطات العسكرية النووية معروفة الآن بعد إفصاح جهاز الموساد الإسرائيلي في تهريب الأرشيف النووي الإيراني إلى خارج البلاد في 2018. وكشف الأرشيف أن إيران كانت أقرب إلى عسكرة النشاط النووي، مما اعتقده العالم سابقا، ويكرر التاريخ نفسه اليوم مع رغبة مفاوضي بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي دون إصرار على كشف إيران لنشاطاتها النووية العسكرية، بشكل نزيه.إنهاء التحقيقاتولفت التقرير إلى أنه بضغط من طهران والوفد الأمريكي في فيينا، فشلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقديم تقارير عما وجدته من مواد نووية لم تصرح بها إيران.ولفت الكاتبان إلى إشاعات تسري في فيينا، عن طلب الإيرانيين من الوكالة الأممية إغلاق جميع التحقيقات الجارية، والتراجع عن خلاصاتها السابقة، وإغفال أي دليل من الأرشيف النووي الإيراني.ويعني ذلك استمرار ختم التحقيقات في النشاطات العسكرية النووية لنظام الملالي، وإنهاء التحقيقات التي تقودها الوكالة الأممية. سيبرهن الاستسلام لهذه المطالب، مجددا، على أن التسويق البارز لأوباما عن «الرقابة والتحقق غير المسبوقين» اللذين ضمنهما الاتفاق النووي، خال من أي معنى. دبلوماسي أرجنتيني مخضرم مواليد 29 يناير 1961م المدير العام السادس للوكالة الدولية للطاقة الذرية أول دبلوماسي من أمريكا الجنوبية يتولى هذا المنصب شغل منصب سفير الأرجنتين لدى النمسا من 2013 إلى 2019م عين نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في يناير 2020م حاصل على ماجستير ودكتوراه في العلاقات الدولية والتاريخ والسياسة من سويسرا شغل منصب كبير الموظفين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية من 2002 إلى 2007مفاجأة جروسيوفاجأ جروسي الجميع بالقوة التي ظهرت عليها الوكالة الدولية، عندما أكد أن «مسؤوليته هي مصداقية، ونزاهة نظام حظر الانتشار»، وأضاف الصمت على رفض إيران الامتثال لواجباتها سيكون «تقصيرا في أدائنا للواجب»، وأضاف أيضا «وجدنا آثار يورانيوم، خضعت لمعالجة صناعية، في أماكن مختلفة لم تعلنها إيران. هذه مشكلة كبرى».وجاءت تحذيرات جروسي بعد عودة نائبه من إيران بلا أجوبة عن أسئلة الوكالة. لكن التعنت الإيراني ليس مفاجئا.ويتساءل الكاتبان، في نهاية المطاف، لماذا سيتعاون نظام الملالي مع الوكالة إذا توقع الحصول على تنازلات دون مقابل؟ وفي حين يبدو كبير المفاوضين الأمريكيين روبرت مالي مستعدا للاستسلام أمام مطالب إيران، فإن الوكالة الأممية تحتاج للتحرك بناء على الأدلة المفصلة في الأرشيف والضغط لمواصلة تحقيقاتها المفتوحة.اتفاق معيبعلل المحللان نايجل ودوبوفيتز أن الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون مهما، إذ على جميع الدول الأعضاء المطالبة باستمرار التحقيقات الأممية بصرف النظر عن محادثات فيينا.وطالبا جروسي والوكالة التي يديرها بالثبات على موقفيهما، مؤكدين أن مصداقية وفاعلية هذه الوكالة واستمرار النظام العالمي لحظر الانتشار، على المحك، وختم التقرير: «للوكالة فرصة الإصرار على شفافية كاملة من إيران، لكن جهودها قد تنهار بفعل مسارعة أمريكية إلى اتفاق معيب بشكل قاتل، ومع مواصلة الأمريكيين قبول التنازل تلو الآخر، فإن جروسي هو الوحيد المناسب للتشديد على المراقبة والتحقق المملين لنظام الملالي لمنعه من تطوير أسلحة نووية».

مشاركة :