القاهرة 3 يونيو 2021 (شينخوا) تظهر مجموعة من الأبراج تحت الإنشاء شامخة على بعد حوالي 50 كيلومتر شرق العاصمة المصرية القاهرة، حيث تواصل شركة صينية حاليا بناء منطقة أعمال ضخمة في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر وسط تحديات وباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19). ويسابق العمال والمهندسون بالشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) الزمن والوباء لتنفيذ مشروع منطقة الأعمال المركزية المكون من 20 برجا. ويقوم مدير أمن المشروع ليو جينغ كون يوميا بجولة في موقع البناء، الذي بدا وكأنه خلية نحل، ثم يتفقد لاحقا مرافق سكن العمال داخل المشروع للتأكد من أن كل شيء على ما يرام وأن جميع العمال ملتزمون بالإجراءات الاحترازية لمكافحة مرض فيروس كورونا. وقال المدير الصيني البالغ من العمر (39 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لابد أن نستمر في العمل بجد ومسؤولية كل يوم"، مشيرا إلى أنه جاء من مقاطعة شاندونغ الصينية للانضمام إلى موظفي شركة (CSCEC) بمصر في عام 2019. وتتضمن مسؤوليات ليو اليومية عقد اجتماعات صباحية مع موظفي الأمن بالمشروع لتوجيههم وإرشادهم بشأن الإجراءات اللازمة لضمان سلامة العمال والتحقق من الأعداد المتزايدة من المركبات، التي تتردد على الموقع بشكل يومي. وأضاف ليو، "على الرغم من أنها مسؤوليات متعبة إلى حد ما، إلا أنها تجعلنا أكثر راحة وأمانا في النهاية". وتشمل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة البرج الأيقوني المقرر أن يبلغ ارتفاعه 385 مترا ويتكون من 80 طابقا، ومن المتوقع أن يكون أطول ناطحة سحاب في مصر وإفريقيا عند اكتماله. ويعد البرج الأيقوني أكثر ما يلفت النظر ويجذب الانتباه داخل منطقة الأعمال المركزية، بحسب وي جيان شيون ، مدير مشروع البرج الأيقوني. وقال وي، "لقد وصل البرج الأيقوني حاليا إلى 74 طابقا بارتفاع 360.6 مترا، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من قمة الهيكل الرئيسي للمبنى في شهر يونيو من هذا العام". وتعد العاصمة الإدارية الجديدة من أكبر المشروعات القومية في مصر، والتي تأمل الدولة من خلالها إحداث نقلة نوعية نحو التنمية والحداثة. وقد تفقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، موقع مشروع منطقة الأعمال المركزية عدة مرات خلال العامين الماضيين. ووصف مدبولي في أحد زيارته السابقة المشروع بأنه "بكل المقاييس الهندسية يعد معجزة، ويعبر عن مصر الحديثة"، مضيفا أن الشركة الصينية التي تنفذ المشروع تعتبر أكبر شركة إنشاءات في العالم، وهي تتعاون مع عدد من الشركات المصرية لبناء أطول برج في إفريقيا. ويضم مشروع منطقة الأعمال المركزية أكثر من 9000 عامل صيني ومصري في أوقات ذروة العمل، وهم يعيشون ويعملون يدا بيد لإنجاز هذا المشروع الضخم. وأشاد وليد صلاح، وهو مهندس مصري في الثلاثينات من عمره، بالتقنيات الصينية في بناء ناطحات السحاب، واعتبر مشاركته في مشروع منطقة الأعمال المركزية فرصة عظيمة لتبادل الخبرات والتعلم من نظرائه الصينيين. وقال المهندس المصري "يعجبني التزام الصينيين بالمواعيد وتفانيهم في اتقان العمل"، مشيرا إلى أنه يحترم ويحافظ على الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا التي تطبقها شركة (CSCEC) في موقع البناء. وفي الموقع اجتمعت المهندسة الصينية جيا فينغ لينغ ، التي تعمل في قسم التصميم بالمشروع، مع عدد من المهندسين المصريين لتوضيح معايير البناء الصينية والتأكد من اتباعهم لها. من جانبه، قال تشانغ وي تساى ، المدير العام لشركة (CSCEC) في مصر، إن تحديات كوفيد-19 لم تمنع الشركة وموظفيها من المضي قدما في تنفيذ المشروع الكبير. وأضاف مدير الشركة الصينية لـ((شينخوا)) "بفضل إصرارنا، تمكنا من مواصلة أعمال البناء على الرغم من تحديات فيروس كورونا، وسوف يواصل موظفونا العمل لإنجاز مهمتنا، ونتطلع إلى رؤية أفق مصر الجميل في المستقبل".
مشاركة :