طهران - قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الجمعة إن طهران تريد أفعالا وليس وعودا من القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وقال خامنئي في كلمة نقلها التلفزيون "أبلغت مفاوضينا أن المطلوب أفعال لا وعود لإحياء الاتفاق النووي". وتجري إيران وقوى عالمية محادثات منذ أوائل أبريل/نيسان تهدف لإعادتها هي والولايات المتحدة إلى الامتثال الكامل للاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 وأعاد فرض العقوبات على طهران. وردا على العقوبات، تعكف إيران على إعادة بناء مخزونها من اليورانيوم المخصب وعلى تخصيبه لمستويات أعلى من النقاء وتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة للإسراع بعملية الإنتاج. ويعتبر خامنئي من الاصوات المتشددة في ما يتعلق بالملف النووي وما يعتبرها حقوقا لبلاده وهو يرفض الامتثال للقرارات الدولية بشان عمليات التفتيش والتخصيب كما انه يعمد الى ممارسة ضغوط على الجانب الاميركي. ورغم أن مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق المحادثات عبّر الأربعاء عن اعتقاده في التوصل لاتفاق خلال الجولة القادمة التي تبدأ الأسبوع المقبل، قال دبلوماسيون كبار إن أصعب القرارات تقف حائلا. والاربعاء اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ التوصّل الى تفاهم مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي بحلول نهاية ولايته الرئاسية في آب/أغسطس، يحتاج الى توافر "إرادة" لا ترتبط حصراً بحكومته. وقال روحاني في كلمة تلفزيونية ألقاها خلال اجتماع الحكومة إنه "تمّ حلّ وتسوية قضايانا الرئيسية مع الأميركيين في فيينا، وهناك عدد من القضايا الفرعية ما زالت باقية". وأضاف "إذا كانت الإرادة مبنية على أن تقوم الحكومة بهذا العمل، فأنا أقول إنّ الحكومة أنجزت هذا العمل". وتنتهي ولاية روحاني في آب/أغسطس، على أن تنتقل السلطة إلى حكومة يشكّلها الفائز في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 18 و25 حزيران/يونيو الجاري. وأبدى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عزمه على العودة الى الاتفاق. ويحضر وفد أميركي في العاصمة النمسوية من دون الجلوس إلى طاولة واحدة مع الوفد الإيراني، ويتولى الأطراف الآخرون في الاتفاق التنسيق بين الجانبين. وتهدف المباحثات التي جرت أربع جولات منها حتى الآن، الى عودة واشنطن الى الاتفاق ورفع العقوبات التي أعادت فرضها على طهران، في مقابل عودة الأخيرة الى التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي تراجعت عن غالبيتها بشكل تدريجي بعد عام من الانسحاب الأميركي.
مشاركة :