ابتكر علماء الكيمياء الأمريكيون غراء من الحرير يحتفظ بخصائصه في الماء. واستوحوا الفكرة من مادة تسمى (بيسوس) وهي مادة لزجة تلتصق بها بعض الرخويات بقاع السفن أو الصخور. ويشبه تركيب الغراء، حسب العلماء، تركيب جزيئات البروتين التي يستخدمها بلح البحر وبط البحر للتمسك بالصخور وجسم السفينة. بفضل ذلك يحتفظ اللاصق بخصائصه حتى في الماء. وقد نشرت مجلة Advanced Science العلمية مقالا بهذا الشأن. ويحاول العلماء منذ زمن بعيد إنتاج مواد تشبه المواد الطبيعية وتتفوق في الوقت نفسه على المواد التي يصنعها الإنسان. وعلى سبيل المثال فهناك الحرير المصنوع من شبكات العنكبوت وهو أقوى بكثير من الفولاذ. وقد وضع الأستاذ بجامعة "تافتس"، فيورينتسو أومينياتو، وزملاؤه نظيرا للمادة اللاصقة التي تلتصق بها المحارات بقاع السفن أو الصخور وأطلقوا عليها (بيسوس). ولاحظ العلماء أن بيسوس يشبه الحرير في بنية خيوط البروتين التي يتكون منها. وحاولوا إدخال تعديلات في بنية الحرير لتحويله إلى نظير بيسوس. اتضح أنه من السهل جدا تحقيق ذلك. وأعد العلماء محلولا من مكونات بروتين الحرير وخلطوه بـ(وليدوبامين) وهو نسخة بوليمر من هرمون الدوبامين. ويمكن أن تتحد جزيئاته بسهولة مع خيوط الحرير وتلتصق ببعضها البعض إذا كانت ذرات الأكسجين والكلور والحديد موجودة في المحلول. وابتكر علماء الكيمياء عدة إصدارات من هذا المركب. ومن أجل اختبار خصائصه، استخدموه لتجميع نموذج طائرة ولصقوا عدة أجزاء بلاستيكية معا في الهواء الطلق وتحت الماء. وتبين أن المادة لزجة للغاية سواء في الهواء أو في البيئة المائية. ويأمل العلماء باستخدام غرائهم عما قريب في المنازل والصناعة. المصدر: تاس تابعوا RT على
مشاركة :