لأجل البحرين ولأجل علمها شهدنا كيف توحد أبناء وبنات هذا الوطن في وقفتهم وتشجيعهم لمنتخبنا الوطني لكرة القدم خلال مباراته مع كمبوديا في إطار التصفيات المزدوجة للتأهل إلى كأس العالم والبطولة الآسيوية القارية. مشهد وطني جميل ورائع تكلل بفوز عريض مستحق لمنتخبنا الوطني بثمانية أهداف دون رد، والجميل أن الخميس الماضي وجدنا فيه متنفساً وطنياًَ يبعدنا ولو قليلاً عن أجواء القلق التي تسببت بها جائحة كورونا، وشهدنا فيه سعادة كبيرة تغمر البحرين وأبناءها، وأداء جميلاً من لاعبينا الذين أخلصوا نيتهم لأجل الوطن ولعبوا وأبدعوا لأجل هذا العلم. سمو الشيخ ناصر بن حمد له جزيل الشكر والامتنان من قبل الجميع، فهو القائد الرياضي الشبابي الذي نجده دائماً مصدراً للإلهام والحماس والتحفيز، رأيناه كيف يستنهض جهود اللاعبين ويحرك فيهم الغيرة على الوطن، رأيناه كيف حرك البحرينيين جميعاً للوقوف خلف منتخبنا الوطني، رأيناه كيف رفع علم البحرين بيده وقال سموه «لأجل هذا العلم»، وبالفعل كان يوم الخميس مفعماً بالوطنية، يوماً كلنا توحدنا فيه خلف علمنا، الراية البحرينية التي ندعو الله أن تظل إلى الأبد خفاقة عالية، وأن يحفظ ربنا بلادنا من كل شر وبلاء. القيادة والإلهام والتحفيز وتعزيز الوطنية والثقة بأبناء هذا الوطن كلها دروس قدمها لنا سمو الشيخ ناصر بن حمد، بنفسه توجه لملعب التدريبات وشارك اللاعبين استعدادهم رافعاً حماسهم ومذكراً إياهم بقدرتهم وأنه لأجل الوطن يمكن تذليل الصعاب وتحدي المستحيل، إذ لا مستحيل موجوداً مع الإرادة خاصة إن كانت تحدياً لأجل الوطن. مثلما توحدنا جميعاً خلف منتخبنا، فإننا نتطلع ليوم الاثنين حينما نواجه المنتخب الإيراني في مباراة هامة ندعو الله أن يوفق أبطالنا فيها للفوز لضمان التأهل للمرحلة القادمة، وكلنا ثقة بهم طالما «علم البحرين» نصب أعينهم، وطالما الفخر والاعتزاز بالوطن هو الذي يحركهم، فكلنا معكم يا أبطال منتخبنا، وهذا هو دورنا وواجبنا. ما حصل في هذا الجانب الرياضي ومن منطلقه الوطني هناك دروس مستفادة يمكن تعزيزها في ظل الوضع الذي نعايشه في مواجهة كورونا، إذ مثلما رفعنا شعار «لأجل هذا العلم» و«لأجل هذا الوطن»، فإن مسؤوليتنا تتعاظم وتكبر في سبيل المساهمة الفعالة مع الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة ويقوم عليها فريق البحرين للتغلب على هذه الجائحة بما يحفظ الوطن وأهله ومن يقيم فيه. لأجل البحرين لابد وأن نلتزم بالاحترازات والتعليمات، ولأجل البحرين علينا المسارعة بأخذ التطعيمات التي وفرتها لنا الحكومة أخذاً بالأسباب والتوكل على الله، ولأجل البحرين علينا أن نشكر كل الجهود والتضحيات التي يقوم بها أفراد فريق البحرين، فجهود هؤلاء الأبطال كبيرة وأدوارهم عظيمة في ظل هذه الجائحة، نحن ندين لهم بالامتنان والعرفان، ندين لهم بالتقدير والشكر، ندعو لهم بأن يحفظهم الله لعوائلهم وأبنائهم مثلما هم يجاهدون في مواقعهم ليحفظوا لنا بلادنا وسلامتنا. ما شهدناه رياضياً هو مشهد وطني يُدرس، كلنا وقفنا خلف علمنا ووطننا، سمو الشيخ فجر الغيرة في القلوب وذكر بأهم كنز نمتلكه ألا وهي البحرين، ومثلما فعلنا رياضياً ندعو الله أن نمضي بنفس العزيمة والروح والإخلاص على المستوى الصحي، فلأجل البحرين لنتغلب على كورونا بتعاضدنا جميعنا وبوقوفنا خلف قيادتنا وبالتزامنا بكل الإجراءات وإقبالنا على التطعيم. حفظ الله لنا بلادنا.
مشاركة :