واشنطن – جنيف - (وكالات الأنباء): حضّ المستشار الصحي للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي الصين على نشر السجّلات الطبية لتسعة أشخاص أصيبوا بمرض يشبه كوفيد قبل تفشيه، مشيرا إلى أن ذلك قد يساعد في تحديد إن كان الوباء نتيجة تسرّب مخبري. وتحظى فرضية «التسرّب المخبري» بمزيد من الزخم، بينما تعززها تقارير تفيد بأن ستة عمال مناجم مرضوا عام 2012 بينما مرض ثلاثة باحثين من «معهد ووهان لعلم الفيروسات» سنة 2019 بعدما زاروا كهفا للخفافيش في مقاطعة يونّان (جنوب غرب الصين). وفي جنيف، قال مستشار كبير في منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة إن هناك حاجة إلى أن تتبرع الدول الغنية بمزيد من لقاحات كوفيد-19 وأن تحذو حذو الولايات المتحدة التي قدمت جرعات من دون إبطاء لسد فجوة 200 مليون جرعة تسبب فيها تعطل الإمدادات الهندية وتأخر التصنيع. وتحث منظمة الصحة العالمية الدول الغنية على التبرع بفائض الجرعات لديها للدول الفقيرة بدلا من إعطائها للمجموعات الأقل عرضة للخطر مثل الأطفال. وتبرعت الدول الغنية حتى الآن بمئة وخمسين مليون جرعة عبر برنامج كوفاكس لتقديم اللقاحات للدول الفقيرة. وفي نيودلهي، دعت الهند إلى تحرك عالمي لاحتواء سلالة من كورونا أسرع انتشارا، وذكرت لجنة علماء بالحكومة الهندية في تقرير نشر أمس الجمعة أن سلالة فيروس كورونا التي اكتشفت أول مرة في الهند سلالة شديدة العدوى وقد يتأثر بها من سبق له الإصابة بالمرض أو من لم يتلق جرعة التطعيم كاملة. وقال باحثون باتحاد علم الوراثة (سارس-كوف-2) والمركز الوطني لمكافحة الأمراض إن السلالة التي أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية (سلالة دلتا) تنقل العدوى بنسبة تزيد 50 بالمئة عما تنقله سلالة كورونا المكتشفة في بريطانيا. وحذروا من أن «الإصابات السابقة... والتطعيمات الجزئية لا تشكل عقبات كافية في انتشارها كما حدث في دلهي وهناك حاجة إلى تحرك قوي فيما يخص الصحة العامة على مستوى العالم لاحتوائها». وفي مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» الخميس الماضي، قال المستشار الصحي للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي إن السجّلات قد توفر إجابات عن أسئلة مهمة بشأن مصدر كوفيد-19 المختلف عليه في ووهان، حيث ظهر الوباء الذي أودى بأكثر من 3.6 ملايين شخص حول العالم. وقال فاوتشي «أرغب بالاطلاع على السجّلات الطبية للأشخاص الثلاثة الذين أشار تقرير إلى أنهم مرضوا في 2019. هل مرضوا حقّا، وإن كان كذلك، ما هو المرض الذي أصابهم؟». وسأل «كما هي الحال بالنسبة إلى عمال المناجم الذين مرضوا قبل سنوات.. ماذا تقول سجّلاتهم الطبية؟». وتابع «من المفهوم تماما أن مصدر سارس-كوف-2 كان في هذا الكهف وإما بدأ بالانتشار بشكل طبيعي أو عبر المختبر». وسبق لفاوتشي أن أشار إلى أنه يعتقد بأن كوفيد-19 ظهر بشكل طبيعي رغم إقراره بأنه غير متأكد «100 في المئة». ورفضت الصين تماما فرضية التسرّب المخبري واتّهمت الولايات المتحدة بإثارة مؤامرات وتسييس الوباء لصرف الأنظار عن معدّلات الوفيات المرتفع لديها. وتشير نظرية المصدر الطبيعي للفيروس، التي اعتبرها فريق خبراء منظمة الصحة العالمية الذي زار الصين العام الماضي الأكثر ترجيحا، إلى أن الفيروس ظهر لدى الخفافيش ومن ثم انتقل إلى البشر عبر حيوان وسيط. وأشارت وزارة الخارجية الصينية أمس الجمعة إلى استنتاجات هذه الزيارة في معرض رفضها تصريحات فاوتشي، متحدثة عن ظهور الفيروس لأول مرة في مركز للأبحاث البيولوجية في الولايات المتحدة. وتحدّثت عن بيان لـ«معهد ووهان لعلم الفيروسات» يعود تاريخه إلى مارس لدى السؤال بشأن إن كانت بكين مستعدة لمشاركة السجّلات الطبية. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين «نأمل أن يجد الأشخاص الذين لا يؤمنون بنظريات المؤامرة ويحترمون الحقائق والحقيقة الإجابات المرتبطة بالوقائع في هذا البيان». وأمر الرئيس الأمريكي جو بايدن وكالات الاستخبارات الأمريكية بإفادته في غضون ثلاثة أشهر بشأن إن كان كوفيد-19 ظهر في الصين من مصدر حيواني أم من حادث مخبري. وقالت منظمة الصحة العالمية «ليس لدينا كميات كافية مؤكدة من عدد كاف من الدول في وقت مبكر بالقدر المطلوب لوضع العالم على مسار الخروج من هذا.. مالنا إلى الفشل إذا لم نحصل على جرعات في وقت مبكر». وأشاد بخطة أمريكية تم الكشف عنها أمس الخميس للتبرع بسرعة بخمسة وعشرين مليون جرعة وحث الدول الغنية الأخرى على أن تحذو حذوها. وأضافت أن تعطل تصدير اللقاحات الهندية والتأخير في الحصول على لقاحات أخرى يعني أن برنامج كوفاكس العالمي لتقديم اللقاحات يعاني من نقص يبلغ حوالي 200 مليون جرعة. وفي سان بطرسبورج، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الروس أمس الجمعة إلى تلقي اللقاح ضد فيروس كورونا وأكد أن بلاده على استعداد للسماح للأجانب بدخول روسيا بهدف التطعيم. وقال في منتدى اقتصادي في سان بطرسبورج إن «لدى كل مواطن روسي فرصة لتلقي اللقاح بشكل كامل ومجانا.. أطلب من مواطنينا انتهاز هذه الفرصة وحماية أنفسهم»، مضيفا أن بإمكان روسيا «توفير فرصة» للأجانب لتلقي اللقاح. وأكد أن «اللقاح الروسي معترف به بأنه الأكثر أمانًا»، موضحًا أن 10% فقط من سكان العالم تلقوا اللقاح حتى الآن بينما «مئات الملايين من الناس لا يحصلون على اللقاحات».
مشاركة :