مع حلول الساعة الثامنة مساء الجمعة في منطقة مونغ كوك التجارية في هونغ كونغ، أضاء عشرات الأشخاص هواتفهم المحمولة لإحياء ذكرى ضحايا تظاهرات "تيان أنمين". وواظب السكان على إحياء الذكرى بتجمعات حاشدة على ضوء الشموع في "فكتوريا بارك" على مدى العقود الثلاثة الماضية، فيما حظر العام الماضي التجمع الليلي للمرة الأولى بسبب تفشي فيروس كورونا، لكن الآلاف تحدوا الشرطة وشاركوا في التجمع. وتحظر هونغ كونغ حاليا التجمعات لأكثر من 4 أشخاص ضمن تدابير الحد من كورونا، ما يجعل من المستحيل الحصول على تصاريح لتنظيم احتجاجات، إذ تمكنت المدينة من إبقاء عدد الإصابات منخفضا، ولم تسجل أي إصابة محلية غير معروفة المصدر، منذ أكثر من شهر. وقال أحد الذين حملوا شمعة في مونغ كوك ليل الجمعة خارج مركز للتسوق لوكالة فرانس برس بعد ان عرف عن نفسه باسم بون "لست هنا للمشاركة في تجمع، انا هنا انتظر شخصا ما". أما يوين البالغة 69 عاما والتي كانت توزع الشموع على المارة فقالت "هناك أكثر من طريقة لاحياء ذكرى الرابع من يونيو"، مضيفة "أعتقد أنه ليس ثمة طريقة يمكن أن تجعل الناس ينسون تماما". ومن بين الذين اوقفتهم الشرطة وأخضعتهم للتفتيش الشابة تشان التي قالت "أنا هنا لأنني أريد مواصلة تقليد إحياء الذكرى. بخلاف الحداد على الموتى يوم 4 يونيو، نحتاج أيضا للحداد على الحريات المفقودة في هونغ كونغ". ومر رجل آخر يدعى نغ حاملا حقيبة تحتوي على الموز وهاتفين مضاءين داخلها ايضا، حيث قال "سبيلنا الوحيد أن نكون خلاقين". وحتى الشركات وجدت أيضا طرقا مبتكرة للتعبير بهدوء عن آرائها السياسية. وأعرب إلفيس تشان صاحب أحد المطاعم والبالغ 33 عاما عن اعتزامه عرض "مقاطع تاريخية وأفلام وثائقية عن واقعة 4 يونيو" على شاشات تلفزيونية. وقال لوكالة فرانس برس "نأمل أن يكون المواطنون على دراية بالتاريخ. لن ننسى ولن نستسلم". وأكدت صاحبة مطعم أخرى قالت ان اسمها الأول كاري أنها ستضيء الشموع وتعزف موسيقى أغان احتجاجية. وأضافت المرأة البالغة 31 عاما "حظرت الحكومة احياء الذكرى في فيكتوريا بارك، لكن لا يمكنها منع الناس من الحداد على الضحايا على طريقتنا الخاصة. من خلال القيام بذلك أنا لا أنتهك أي قانون". وفي حرم جامعة هونغ كونغ قام طلاب بعد ظهر الجمعة بغسل نصب يحمل اسم "عمود العار"، وهو تقليد آخر مرتبط بـ4 يونيو لم تمنعه السلطات بعد. المصدر: أ ف ب تابعوا RT على
مشاركة :