وعلى مدار أكثر من سبعين عاماً وهو يضج بنشاط فكري وسياسي لا يهدأ ولا يستكين في ثقافة اليسار ومن اجل تقويم اليسار والانتصار لليسار في حزبه الشيوعي اللبناني وخارج حزبه وهو لم يُغرّد يشهد الله الا في سرب اليسار (!) كريم مروه حركة فكرية دؤوبة تضج ثقافة وأدبا وسياسة وفكرا في (بيانٍ) له من اجل يسار لبناني جديد وحركة شعبية حاملة مشروعا للتغيير في جريدة النهار اللبنانية يبدأ قائلا على لسان (عمر فاخوري): نريد وطناً حقيقياً لا طيف وطن بهذه الكلمات المندفعة من اعماق الوجدان الوطني حدد عمر فاخوري أديب الحقيقة اللبنانية وأحد رموز اليسار في الفكر والادب ان جوهر المهمات الوطنية كما يرى عمر فاخوري وما يؤكده كريم مروّه ان على القوى الوطنية والديمقراطية اللبنانية وفي مقدمتها اليسار ان تعتمدها برنامجا وطنيا ديمقراطيا علمانيا لها بدءاً من تلك اللحظة التاريخية التأسيسية التي كان لبنان ينتقل فيها من مرحلة الانتداب الفرنسي الى رحاب الحرية والاستقلال، كانت لحظة تاريخية مفصلية بامتياز لكنها صعبة وحافلة بالخلاف والاختلاف المُضمّر منها والمعلن حول الصيغة الجامعة التي كان يراد لها ان تحدد طبيعة لبنان السيد الحر المستقل والقائمة على التوازن الضروري باسم العيش المشترك بين المكونات اللبنانية المتعددة والمتنوعة. لقد اختصرت القوى السياسية المقررة من أبطال الاستقلال تلك المكونات بالطائفية منها تحديدا وحصراً في حين انها كانت ولا تزال أوسع وأشمل وأكثر صحة وغنى وتعبيرا عن الشخصية اللبنانية ذات السمات المتعددة والمكونة عبر تاريخ لبنان القديم والحديث، ان اعتماد برنامج وطني ديمقراطي علماني من المهمات الاساسية في أن يشق اليسار طريقه في الحياة السياسية اللبنانية ويرى كريم مروّه صيغة خاطئة للاستقلال بما يعرف (بالصيغة اللبنانية) والتي بنيت على المحاصصة الطائفية والتي فرضها انتداب الاستعمار الفرنسي وهو ما حوّل تاريخ لبنان بعد الاستقلال الى تاريخ صراعات وانقسامات على أساس طائفي ومذهبي، يتحسّر كريم مروه في معاناة العذاب والخوف والقلق مما يواجهه لبنان من أخطار تهدده من داخله ومن خارج حدوده ومن تلك الدلالات التي اطلقها عمر فاخوري، واتساءل يقول كريم مروه بصدق وايمان كبيرين ألم يحن الوقت بعد هذا الخراب العظيم كله لكي ننهض نحن اللبنانيين مما نحن فيه من عبث متواصل بوطننا ونستعيد وعينا الوطني ونكف عن صراعاتنا ومشاريعنا الوهمية وعن استقوائنا بالخارج من كل الجهات والاتجاهات (!) كريم مروّه كله كرمٌ ومروءة وطنية كله انسانية كله يسارية كله صدق متفجر، فيما يكتب ويقول وقد أفنى ثمرة حياته وعلى مدار ما فوق السبعين عاماً نشاطاً صادقا أمميا في اليسار ومن اجل اليسار وانتصار اليسار ومنذ سنوات وهو خارج حزب اليسار (...) إلا انه ما زال ناشطاً أمميا وانسانيا رائعاً من أجل اليسار وله العشرات من الكتب والمؤلفات والدراسات والمقالات والبيانات، كلها تصب يساراً واثقا من اجل اليسار، وكان السؤال يأتي جارحاً متفجراً لماذا لا يتشكل عضوا في قلب اليسار وعلى رأس اليسار وهو في هذه الهمّة والنشاط الخلاق في اليسار ومن اجل اليسار (!) أهو مأخذ فيه ام مأخذ في اليسار الذي يوصد الابواب دونه وكان في الصفوف الامامية في اليسار وقد اعطى كل حياته لليسار وهو الآن خارج اليسار (!) ان ما ينطبق على كريم مروه ينطبق على كثيرين من زملاء له افنوا حياتهم وتاريخهم في اليسار وهم قادة اوفياء خلص لليسار إلا ان شأنهم شأن كريم مروّه خارج اليسار (!) وهي ظاهرة غير محصورة في اليسار اللبناني بقدر ما هي متعثرة عاثرة في كل احزاب اليسار العربية وغير العربية... أين يأتي الوجع... وجع اليساري الذي يتوجع مطرودا خارج حزبه وهو يعيش وجدانيا في حزبه ويأبى وطنياً ان يغرّد خارج سرب اليسار (...) من المسؤول في هذا الجُرح الذي ما برح ينزف دماً يساريا في سرب اليسار وخارج سرب اليسار (!) من المسؤول عن هذه الجريمة البشعة التي تدفع باليساري عنوة واغتصابا خارج حزب اليسار، واذا كان له رأي سياسي يخالف رأي الآخر علينا ان نواجهه بسياسة الاحتواء وليس بسياسة الرفض والطرد والاقصاء، فالقوّة في سياسة الاحتواء والضعف والخوف في سياسة الرفض والاقصاء، أليس الاختلاف او الخلاف في الرأي يُغني ويثري الرأي الآخر (...) لماذا أقصيه اذا كان لديه رأي يُغني ويثري رأيي لتتقاتل ولتتذابح الآراء في حرّية مسؤولية حزبية سلمية رفاقية من اجل بناء خارطة طريق تدفع الى بناء خارطة طريق لليسار (...) واحسب ان هناك علّة كامنة في شروط العضوية لحزب اليسار بما يُلزم العضو الحزبي في حزب اليسار من القمة الى القاعدة بالمادة الثالثة من شروط عضوية حزب اليسار (...) فشروط العضوية في دفع الاشتراك والانتماء الى احد خلايا حزب اليسار ويأتي الإشكال في المادة الثالثة في الالتزام سياسياً بالبرنامج السياسي لحزب اليسار وهي مادة يمكن تحسينها في عدم الالتزام بها، فمن المستحيل وضع الرؤى السياسية للاعضاء في سلة واحدة (...) وفي ذلك ما يؤدي الى كيدّية الطرد والاقصاء التعسفي للاعضاء الذين يحملون آراء مغايرة في مواقفهم السياسية تجاه الرؤية السياسية في برنامج الحزب وتشدد قيادة الحزب تطبيقه بحذافيره (...) ان الانانية الذاتية والنرجسية الفجة التي تأخذ واقع وجدانيتها الذاتية لدى البعض في قيادة الحزب تدفع بشرط الإخلال بالمادة السياسية في برنامج الحزب في طرد وإقصاء خيرة أعضاء ومفكري اليسار خارج الحزب كونهم يخالفون سياسة الحزب في بعض المواقف السياسية (!) ان حزب اليسار هو ملك للطبقة العاملة وليس ملكاً لا للأمين العام ولا للمتزلفين والمحابين والذاتيين الذين يتنادون في قيادة الحزب لطرد هذا وإقصاء ذاك باساليب تعسفية تُضعف الحزب وتسيء الى كوادره من المخلصين الذين يقدمون حياتهم الغالية رخيصة من اجل النهوض باليسار وحزب اليسار، ان حزب اليسار هو الحزب التاريخي للطبقة العاملة وليس لأحد غيرها (...) وان كل من ينخرط في صفوفه يكتسب شرف وضمير الوطن وليس لأحد الحق في إقصاء أحد من اعضائه طالما ان هذا العضو يُكرس حياته في حزب الطبقة العاملة ويناضل من اجل انتصار قضيتها (!) ان الخلاف والاختلاف في الآراء والمواقف السياسية حق سياسي وفكري لاعضاء حزب الطبقة العاملة مهما اختلفت وتعددت آراؤهم ومواقفهم وليس لاحد كائن من كان في قيادة حزب الطبقة العاملة في إقصاء احد بسبب آرائه ومواقفه السياسية التي يطرحها داخل وخارج الحزب يساراً من اجل قضية الطبقة العاملة ليسود الخلاف الفكري والسياسي بين اعضاء حزب اليسار، طالما هذا الخلاف يستهدف الانتصار الانساني والوطني والطبقي من اجل الحرية والديمقراطية والعلمانية على طريق رفع اعلام الطبقة العاملة (!) لنرفع الشرط الثالث من عضوية الحزب اليساري للطبقة العاملة وليعد كل المبعدين الرائعين في مواقفهم النبيلة والمخلصة من اهل اليسار الى حزب اليسار ولينتظم الجميع في الاسهام الوطني داخل حزب اليسار من اجل انتصار قضية الطبقة العاملة التي هي قضية الجميع (!) وأرى ان النشاط الادبي والفكري والسياسي للاستاذ كريم مروّه داخل حزب اليسار اللبناني له اكثر اهمية وايجابية. ويختم الاستاذ كريم مروه بيانه في جريدة النهار اللبنانية قائلا: لقد قلت في هذا البيان ما اعتبرت انه واجب عليَّ قوله وانا في هذه القمة من عمري التي تتقلص فيها المسافة بين ما أنا فيه وما سأكون عليه وبين نهاية العمر، قلت ما قلت باسم الاعوام السبعين من عمري اليساري وباسمي كيساري معاصر وباسم الحلم الذي سيظل يُرافقني حتى آخر العمر، الحلم بالتغيير الديمقراطي الذي لا بديل لنا عنه: أعلن لأهل اليسار الجديد انني في انتظار ولادة هذا اليسار، سأتابع ما انا منخرط فيه منذ عقود من جهد فكري قدر استطاعتي واستناداً الى تجربتي الطويلة وذلك في الاتجاه الذي يسرّع ولادة هذا اليسار، عندما أصل بيروت أتلمس بطرف أصابعي رقم هاتفه، يقول ها وصلت نلتقي عا الروشة في مقهى (الرّوضة) أتلمس شيئا من البحر في عينيه يُقاربني منه، ويقول والدك شيخ عالم دين وانا والدي شيخ عالم دين أنت تخب في الثمانين وأنا اخب في الثمانين، يضحك وكأن كركرته مبللة بماء البحر، يقول وهو يكركر أيضا: انت شطيرة مني وانا شطيرة منك أقول كلنا في الثمانين على ابواب الرحيل يكركر ويقول إياك.. إياك ان ترحل قبلي (!) كريم مروّه عمر مديد ونشاط لا يكل ولا يهدأ (!)
مشاركة :