تُعد الوظائف في الشركات الناشئة من أكثر الوظائف المرغوبة داخل سوق العمل اليوم، فالعمل في شركة ناشئة مجزٍ ومرضٍ؛ إذ يمكن أن تؤثر بشكل جذري في المجتمع وحياة الناس للأفضل. ونظرًا لأننا نغرق باستمرار في القصص التي تدور حول احتفال الموظفين الأوائل في الشركات الناشئة بالنجاحات والثروات، فإن احتمالية العمل في شركة ناشئة غالبًا ما تكون مثالية، ويتمتع الموظفون المبتدئون أيضًا ببعض المزايا الأكثر تميزًا في سوق العمل، مثل خيارات الأسهم (حتى يتمكن الموظفون من الحصول على شريحة من الفطيرة في الثروات)، وبدل عطلة غير محدود، وطاولات تنس الطاولة.. وما إلى ذلك، إذًا ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث للموظفين الذين يعملون في شركة ناشئة؟ في هذه المقالة نلقي الضوء على واقع العمل في شركة ناشئة كأحد الموظفين المؤسسين الأوائل، قبل تحقيق أي نوع من أنواع المجد. ونكشف التحديات المشتركة التي واجهها الموظفون الأوائل في الشركات الناشئة: سوف تحتاج إلى أن تكون مستعدًا للتعامل مع كل المشاكل البدائية في الواقع تفشل حوالي 89% من الشركات الناشئة في أوروبا، وعادةً ما يكون الطريق طويلًا لتحقيق النجاح مع العديد من الحواجز والمطبات. في يوم من الأيام قد تجد عملاءك الأوائل، وتعثر على أبطال متحمسين لما تقوم ببنائه، وتجند أعضاء جددًا في الفريق، وتؤمّن مصدر التمويل. وبعد ذلك يمكنك أن تجد عملاءك يتخبطون وزملاءك يغادرون؛ لذا يجب أن تكون مستعدًا للتعرض لجميع هذه المشاكل. تعمل لعدد مهول من الساعات من المحتمل ألا تكون ساعات العمل من 9 إلى 5 ساعات. إنها نوع من أنواع قواعد الشركات الناشئة غير المعلنة التي يقد يكون عليك العمل فيها بما يتجاوز ما هو متوقع، ستبذل أنت وزملاؤك قصارى جهدكم لجعل الأفكار الطموحة تنبض بالحياة لمساعدة الشركة في النجاح. وعلى الرغم من أن غالبية الشركات الناشئة تشجع موظفيها على الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة (وهو أمر مهم حقًا!)، يجب أن تتوقع ساعات عمل غير عادية وأيام عمل أطول. إذا كنت مبتدئًا أو متوسط المستوى فقد تعتقد أنه نظرًا لأنك لا تدير الآخرين فأنت أقل أهمية بالنسبة لنجاح الشركة بشكل عام، لكن عملك _مهما كانت مهمتك صغيرة_ سيكون له تأثير جوهري في نجاح الشركة. سيُطلب منك تولي مهام خارج مسؤولياتك وقدراتك من المحتمل أن يكون لدى الشركات الناشئة في المراحل المبكرة فريق تأسيسي صغير يغطي المتطلبات الأساسية لأعمالهم لمساعدتهم في الانطلاق بالمجالات الرئيسية، مثل: المبيعات والتسويق والعمليات والهندسة. بين هذا الفريق الأساسي ستكون هناك فجوات في المهارات والمعرفة. يمكن أن يتغير دورك أيضًا بناءً على ما هو مطلوب من العمل؛ لذا يجب أن تكون مرتاحًا لتولي مهام خارج الوصف الوظيفي الخاص بك. قد يتم تكليفك بشيء ترى أنك “غير مؤهل” للقيام به، مثل أن تكون مديرًا أو توظف فريقًا أو تتحدث إلى مستثمرين. غالبًا ما يؤدي القيام بمهمة خارج نطاق عملك إلى الشعور بعدم اليقين والارتباك. ولكن سيُطلب منك تعلم هذه المهام بسرعة لتتمكن من تعلم كيفية التعامل مع هذه المسؤوليات. من ناحية أخرى قد يُطلب منك أيضًا القيام بالمهام التي تكون مؤهلًا لها. وفي بعض الأحيان يُطلب من الجميع المشاركة ومساعدة الأمور بسلاسة. على سبيل المثال: ما نراه بشكل شائع في الأيام الأولى للشركات الناشئة هو أن كل فرد في الشركة بما في ذلك الرئيس التنفيذي ومطوري البرامج يساعدون في الرد على استفسارات دعم العملاء. ستواجه مشلكة نقص القدرة والوقت لتحقيق الكمال في البداية تواجه الشركات الناشئة خلال مراحلها الأولى نقصًا في القدرة والوقت لتحقيق الكمال؛ حيث تتحرك باقي الشركات بسرعة كبيرة؛ نتيجة لذلك من المعروف أن الشركات الناشئة غير منظمة. ما يعنيه هذا هو أنه ربما لن تكون هناك عمليات وإجراءات موثقة رسميًا، بينما لا تزال ثقافة الشركة وسلوكها قيد التطوير. لن يكون لدى معظم الشركات الناشئة أيضًا قسم مالي أو موارد بشرية أو رواتب بدوام كامل. من المحتمل أن يتم التعامل مع استفسارات الموارد البشرية أو كشوف الرواتب أو الاستفسارات الإدارية من قِبل مؤسس يتولى هذه المسؤوليات بالإضافة إلى جدول أعماله المزدحم للغاية. ومن المحتمل ألا يكون لديك إعداد رسمي في يومك الأول. هناك أيضًا قدر لا بأس به من “التعلم في الوظيفة” ومن المحتمل ألا تحصل على أي جلسات تدريبية رسمية، ومن المحتمل أيضًا أن يتم تكليفك بمهام ومشاريع جديدة بأقل توجيه حول كيفية تنفيذها. تعاني الشركات الناشئة أيضًا من ضائقة مالية؛ حيث إنهم يحاولون الحفاظ على معدل إنفاقهم منخفضًا، كما سيكون لديك وصول إلى موارد أقل مما لو كنت في مؤسسة أكبر وأكثر رسوخًا. سوف تتعلم أن تكون خبيرًا في أن تكون واسع الحيلة بأقل ميزانية، وتوقع أيضًا أن يكون تعويضك أقل من سعر السوق التنافسي. يجب أن تضع طموحاتك العالية بعيدًا وتؤمن بأن البدايات عبارة عن أوقات صعبة نظرًا لأنك تقضي الكثير من الوقت في العمل وغالبًا ما يتم تعويضك براتب أقل من راتب شركة أكثر رسوخًا؛ فعليك أن تؤمن بالمهمة وبما تحاول الشركة تحقيقه. يجب أن تكون قادرًا على المثابرة والإيمان بنفسك وفريقك والشركة حتى في الأوقات الصعبة وعندما تواجه الفشل. تواجه العديد من الشركات الناشئة الناجحة الفشل قبل أن تحقق النجاح. وتشترك جميع الشركات التي نجحت في تلك السمة الواحدة، وحتى بعد أن واجهت الشركات عقبات حرجة ظل المؤسسون والموظفون في هذه الشركات ملتزمين وآمنوا بقوة بما كانوا يفعلونه وما كانوا يحاولون تحقيقه. المصدر: www.eu-startups.com اقرأ أيضًا: تعامل المدير بذكاء.. كيفية الخروج من المواقف الصعبة استخدام التحليل النفسي في إدارة الموارد البشرية فشل إدارة الموارد البشرية.. 6 علامات تحذيرية
مشاركة :