بغداد - اتفق العراق والولايات المتحدة، السبت، على خطة لإعادة انتشار قوات التحالف الدولي خارج البلاد، وذلك بعد أشهر من إعلان انسحابها من الأراضي العراقية، في خطوة تشير إلى أن التهديدات التي تشكلها ميليشيات إيران وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية لا تزال حاضرة في المنطقة. جاء ذلك عقب انعقاد أول اجتماع للجنة العراقية الأميركية العسكرية، المعنية بتنفيذ مخرجات الحوار الاستراتيجي، في بغداد، وفق بيان لوزارة الدفاع العراقية. وأفاد البيان بـ"الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، على خطة لإعادة انتشار قوات التحالف الدولي خارج العراق، على أن يتم وضع الجدول الزمني لها خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين"، دون تفاصيل أكثر حول هذه الخطة. وأوضح أن "الجانب الأميركي جدد تأكيد احترام السيادة العراقية، وأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة موجود في العراق، لتقديم المشورة والدعم لإلحاق الهزيمة الكاملة بعصابات داعش الإرهابية". وأضافت وزارة الدفاع العراقية أن "الجانبين اتفقا على إطار عمل للجلسات المقبلة، لمناقشة العلاقة الأمنية على المدى الطويل بين بلدين يتمتعان بالسيادة الكاملة"، حسب البيان ذاته. وفي وقت سابق السبت عقدت اللجنة العراقية الأميركية العسكرية، المعنية بتنفيذ مخرجات الحوار الاستراتيجي، أولى اجتماعاتها في بغداد، بهدف وضع آليات ومواعيد تمهد الانسحاب الكامل للقوات القتالية الأجنبية من العراق. وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت واشنطن وبغداد، الاتفاق على تحول دور القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق من "القتالي" إلى "استشاري تدريبي". ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة "داعش"، الذي استحوذ على ثلث مساحة العراق آنذاك، حيث ينتشر بالعراق نحو 3000 جندي للتحالف، بينهم 2500 أميركي. وفي 5 يناير/كانون الثاني 2020، صوت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية، بما فيها الأميركية، من البلاد. جاء ذلك بعد ضغوط بالشارع العراقي الذي طالب بنأي الأراضي العراقية التي تعاني حربا بالوكالة بين طهران وواشنطن، عن التدخلات الأجنبية. ولكل من الولايات المتحدة وإيران حضور عسكري في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة داعش. من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار مؤسسات الدولة العراقية. وكثفت الفصال العراقية الموالية لإيران هجمات على القوات الأميركية والتحالف تسببت في أكثر من مرة بمقتل عشرات المدنيين. وتأججت العداوة بين إيران وميليشياتها الشيعية من جهة والولايات المتحدة الأميركية، منذ مقتل قائد فيلق القدس الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني والقيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة أميركية على طريق مطار بغداد في الثالث من يناير/كانون الأول 2020.
مشاركة :