برلين - من المتعارف عليه ان دراسات علمية عريقة ولها مصداقية كبيرة كبيرة تثمن اهمية النظام الغذائي النباتي وتعتبر انه يقطع الطريق امام الاصابة بامراض مزمنة وخطيرة مثل النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، والسرطان، والسكري.  كما كشفت البحوث أن النباتيين يتمتعون بمستوى جيد من ضغط الدم ولا يعانون عادةً من السمنة أو زيادة الوزن، غير ان دراسة حديثة أحدثت مفاجأة بتأكيدها على مضار الغذاء النباتي على صحة الاطفال. ويعرّف النظامُ الغذائي النباتي على أنَّه النظام الذي يعتمد على المصادر النباتية للغذاء، ويؤيّد معظم الأطباء وخبراء التغذية اتباع نظام غذائي قليل الدهون وغنيّ بالفاكهة والخضروات والمكسرات ويعتبرون انه صديق الصحة والحريص على المحافظة عليها. يشمل النظام الغذائي النباتي مزيجاً متنوعاً من الأطعمة النباتية وهي: الفواكه، والخضروات، والحبوب، والدهون الصحية، والبروتينات، وإضافة إلى هذه الأطعمة يُنصح عادةً بإدراج مجموعة متنوعة من المواذ الغذائية الغنية بالبروتين لتعويض البروتين الذي توفّره اللحوم في النظام الغذائي النباتي مثل المكسرات، والبذور، والبقوليات. الا ان دراسة حديثة افادت أن اتباع الأطفال نظاما غذائيا نباتيا يجعل قاماتهم أقصر، ويجعل عظامهم أضعف، وفقا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية. وأفادت نتائج الدراسة بأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس إلى عشر سنوات والذين يتناولون حمية نباتية قاماتهم أقصر بمعدل ثلاثة سنتيمترات بالمقارنة مع أولئك الذين يتناولون اللحوم. كما كشفت النتائج أن عظام الأطفال النباتيين أصغر حجمًا وأقل قوة، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالكسور أو هشاشة العظام في المستقبل. ونصحت الدراسة الاطفال من هواة النظام النباتي بتناول مكملات فيتامين بي 12 وفيتامين دي لتقليل العواقب الصحية المحتملة على المدى الطويل. ويختلف الخبراء حول فوائد النظام الغذائي النباتي على الاطفال.  ووضعت جمعية النباتيين الاتحادية الألمانية تصورا عن النظام الغذائي النباتي المكتمل بشكل عام، واعتبرت انه مخصص للبالغين وليس للأطفال.  وافادت الرابطة المهنية لأطباء الأطفال والفتيان في منطقة بريمن ان الأطفال يختلفون عن الرجال والنساء، وهم يحتاجون في مراحل النمو الجسماني إلى متطلبات غذائية خاصة جدا تغطي حاجتهم من السعرات الحرارية والفيتامينات والعناصر الغذائية. وحذرت الدكتورة فيوترل المشاركة في الدراسة  الجديدة من خطورة الاصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة جدا وتواصلها في فترة المراهقة والنضج واستفحالها مع التقدم في العمر عند الاطفال النباتيين، الا انها اعتبرت ان الجانب الوحيد المشرق المرتبط باتباع انظمة غذائية تركز على الخضروات والغلال وتقاطع اللحوم تتمثل في انخفاض مستويات الكوليسترول الضار والدهون لديهم وهو ما يبعد عنهم شبح الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث أن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من أسباب الوفيات الأخرى. وأفادت المنظمة أن نحو 17.3 مليون شخص يقضون نحبهم جرّاء أمراض القلب سنويا، ما يمثل 30% من مجموع الوفيات التي تقع في العالم كل عام، وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنويًا.