أكدت الحكومة في بوركينا فاسو أن إرهابيين قتلوا 114 مدنياً في ساعات قليلة، خلال هجومين في شمال البلاد، خلّف أحدهما حوالي مئة قتيل، وهو الأكثر دموية في هذا البلد منذ بدء أعمال العنف الإرهابية عام 2015. وقع الهجومان في المنطقة المسماة «المثلث الحدودي» بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر، التي تشهد هجمات دامية مستمرة ينفذها متطرفون مرتبطون بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» ضد مدنيين وعسكريين. وأوضحت الحكومة، في بيان، أن الهجوم الأول وقع في وقت متأخر مساء أمس الأول، وأسفر عن مقتل مئة من سكان قرية صلحان الواقعة في إقليم ياجا المتاخم للنيجر. وقالت: إنهم أحرقوا أيضاً المنازل والسوق. ووصفت الحكومة المهاجمين بأنهم إرهابيون، لكن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها. ومنذ بداية العام الماضي زادت بشدة هجمات المتطرفين في منطقة الساحل في غرب أفريقيا، خاصة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، وأغلب الضحايا من المدنيين. وأعلنت الحكومة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام. وأسفر العنف في بوركينا فاسو عن نزوح أكثر من 1.14 مليون شخص عن ديارهم خلال ما يزيد قليلا على عامين، في حين تستضيف الدولة الفقيرة القاحلة أيضاً نحو 20 ألف لاجئ من مالي المجاورة، الذين يلتمسون الأمان من هجمات المتطرفين. وقال مصدر أمني: إنّ حصيلة الضحايا لا تزال مؤقتة، وتشير إلى مئة قتيل، رجال ونساء، مشيراً إلى أن الضحايا كانوا «مدنيين قتلوا من دون تمييز على أيدي الإرهابيين»، وأنه تم «حرق عدة منازل وسوق» في قرية صلحان. وذكر بيان الحكومة: «إثر المأساة التي تسببت بها قوى الظلام، تقرر إعلان حداد وطني لمدة 72 ساعة، من منتصف ليل 5 يونيو إلى الاثنين 7 يونيو الساعة 11:59 مساء». كما أكد أن «قوات الجيش والأمن تعمل على قدم وساق لتحييد هؤلاء الإرهابيين، وإحلال الهدوء لدى السكان». وفي رسالة تعزية لعائلات الضحايا، ندد رئيس بوركينا روش مارك كريستيان كابوري بـ«الهجوم الهمجي» و«الشائن». وأضاف: «يجب أن نظل متماسكين، ومتحدين ضد القوى الظلامية». وبحسب مصدر محلي، فإن «الهجوم الذي تم الإبلاغ عنه قرابة الساعة الثانية فجراً، بالتوقيتين المحلي والعالمي، استهدف أولاً موقع ميليشيا» داعمة للجيش، ثم «استهدف المعتدون المنازل، ونفذوا عمليات إعدام». وكان وزير الدفاع شريف سي توجه برفقة قادة عسكريين، إلى المكان في 14 مايو، حيث أكدوا أن الوضع عاد إلى طبيعته، إثر عمليات عسكرية عديدة. وجاء هجوم صلحان في أعقاب هجوم آخر في وقت متأخر مساء الجمعة، استهدف قرية «تدريات» الواقعة في المنطقة نفسها، وقُتل خلاله ما لا يقل عن 14 شخصاً بينهم مدني من المجموعات المسلحة الداعمة للجيش. ويأتي الهجومان بعد أسبوع من هجومين آخرين في المنطقة نفسها، أوديا بأربعة أشخاص بينهم اثنان من عناصر ميليشيا «متطوعون للدفاع عن الوطن». وأنشئت «متطوعون للدفاع عن الوطن» في ديسمبر 2019، وهي تخوض عمليات إلى جانب الجيش وتؤدي مهام مراقبة واستعلام وحماية، ويتلقى عناصرها تدريباً عسكرياً أساسياً لأسبوعين. كما أنهم يتعقبون آثار المتطرفين، وغالباً ما يقاتلون مع الجيش، وقد تكبدوا خسائر فادحة تجاوزت الـ 200 قتيل منذ عام 2020. وبين 17 و18 مايو، قُتل 15 قروياً وعسكرياً في هجومين على قرية ودورية في شمال شرق البلاد، بحسب حاكم منطقة الساحل البوركينية. ومنذ 5 مايو، تصاعد عدد الهجمات المتطرفة، وشنّت القوات المسلحة عملية واسعة النطاق في منطقتي الشمال والساحل. ورغم الإعلان عن كثير من العمليات المماثلة، فإن القوات الأمنية تواجه صعوبات من أجل وقف دوامة العنف الإرهابي، الذي أودى بأكثر من 1400 شخص منذ عام 2015.
مشاركة :