الصندوق السيادي الروسي يتخلص من الدولارات بعد تلويح واشنطن بالعقوبات

  • 6/4/2021
  • 22:38
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن أنطون سيلوانوف وزير المال الروسي أن الصندوق السيادي الوطني الروسي سيقوم بتصفية كل أصوله من الدولار خلال شهر، على خلفية تهديد بمواجهة عقوبات أمريكية جديدة. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن سيلوانوف خلال المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرج، "قررنا على غرار البنك المركزي تقليص استثمارات الصندوق السيادي الوطني بالدولار". وأشار إلى أن الدولار يشكل 35 في المائة من أصول هذا الصندوق السيادي الذي تودع فيه خصوصا عائدات بيع النفط في الخارج، واليورو 35 في المائة. وقال وزير المال "إنه سيتم تبديل أصول الدولار باليورو والذهب "للمرة الأولى" واليوان الصيني بسرعة، خلال شهر". وفي نهاية المطاف سيمتلك الصندوق أصولا، 40 في المائة منها باليورو و30 في المائة باليوان و20 في المائة، بالذهب و5 في المائة، بالجنيه الاسترليني و5 في المائة، بالين الياباني. ويعمل الكرملين منذ أعوام على فصل الاقتصاد الروسي عن العملة الأمريكية التي لا غنى عنها للتجارة الدولية، لكنها تجعل روسيا أضعف في مواجهة العقوبات الأمريكية. من جهته، قال أندريه بيلوسوف النائب الأول لرئيس الوزراء "إنه قرار حكيم ويرتبط بأمور عدة بينها التهديدات بفرض عقوبات التي تلقيناها من المسؤولين الأمريكيين"، مؤكدا أن ذلك لن يكون له أي تأثير في سعر الصرف. ويأتي هذا الإعلان قبل القمة الأولى بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين التي من المقرر أن تعقد في 16 حزيران (يونيو) على خلفية توتر شديد بين الدولتين. وأفادت مذكرة نشرها مصرف "آي ان جي" بأن هذا القرار يعني بيع نحو 40 مليار دولار لهذا الصندوق الذي تبلغ قيمته الإجمالية نحو 186 مليار دولار. وأوضحت المذكرة أن "ذلك سيتم داخليا بين الحكومة والبنك المركزي"، مشيرة إلى أن "تراكم العملات الأجنبية سيتواصل في المستقبل". وتابع أن "هذا الإعلان أقرب إلى أن يكون سياسيا". وقال تيموثي آش الخبير الاقتصادي في تغريدة على "تويتر"، "أعتقد أنها حيلة دعائية أو ضربة وقائية في إطار فرضية عقوبات أمريكية جديدة مقبلة". بدوره أوضح أندريه كوستين الرئيس التنفيذي لمجموعة "في.تي.بي" المصرفية الروسية أن روسيا مضطرة "للأسف" لتقليل استخدام الدولار الأمريكي في اقتصادها بسبب العقوبات الأمريكية. وأضاف كوستين في مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرج" أن روسيا "ليست ضد الدولار ولا ضد أمريكا"، لكنها تخضع لعقوبات أمريكية، والولايات المتحدة تستخدم الدولار كسلاح ضد القطاع المالي الروسي وضد القطاع الصناعي الروسي". وقال كوستين "إن الدولار يلعب دورا مهما على الصعيد العالمي ومن المستحيل الحياة بدون دولار". مضيفا "إن التوقعات إيجابية لكنها طفيفة بالنسبة إلى القمة المقبلة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين". وقال المصرفي الروسي "لا نتوقع كثيرا من هذا الاجتماع، لكن الحقيقة هي أن أي قمة أمر إيجابي"، مشيرا إلى أن هناك أملا في تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وعن العملة الرقمية بيتكوين قال كوستين "أنا لا أحب البيتكوين، إنها تشبه تزييف النقود". وكانت قد أعربت الشركات الألمانية العاملة في روسيا عن أملها في وضع حد قريبا لدوامة العقوبات في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وقال راينر زيله، رئيس غرفة التجارة الخارجية الألمانية الروسية، في بيان سابق، "إن نداء الغرفة الذي يهدف إلى الاعتماد على الحوار الجاد من أجل حل الخلافات، موجه إلى الساسة في روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية". ويتزامن ذلك مع انطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادي الدولي في مدينة سان بطرسبرج الروسية، في الفترة من 2 إلى 5 حزيران (يونيو) الجاري، ويشهد المنتدى تمثيلا قويا للشركات الألمانية. وأعرب زيله عن اعتقاده أن "الحكومة الألمانية والحكومات الأوروبية مطلوب منها أن تعمل على استعادة الأرض المفقودة مرة أخرى من خلال مبادرات جديدة"، وذلك في إشارة إلى الحضور القوي لبعض الدول الآسيوية ومنها الصين على سبيل المثال. وأضاف أن "تمثيل ألمانيا في المنتدى من خلال رؤساء تنفيذيين لشركات، وساسة رفيعي المستوى، يوضح مدى أهمية روسيا بالنسبة إلى الاقتصاد الألماني والعكس صحيح، حيث يوضح أيضا مدى أهمية ألمانيا بالنسبة إلى روسيا". وبحسب بيانات الغرفة، تعد العقوبات المتبادلة بين روسيا والاتحاد الأوروبي من أكبر التحديات في العلاقات الاقتصادية. ونوهت الغرفة بحدوث انتعاش مرة أخرى في الاستثمارات المباشرة خلال العام الجاري، وذلك بعد تجمدها العام الماضي، رغم المشكلات السياسية وجائحة كورونا. وأشارت إلى أن الشركات الألمانية استثمرت، استنادا إلى مسح للبنك المركزي الألماني، نحو 1.1 مليار يورو في روسيا في الربع الأول من العام الحالي.  

مشاركة :