أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة نور دبي في 3 من سبتمبر/أيلول 2008 للعمل في مجال مكافحة العمى والإعاقة البصرية على مستوى العالم، في إطار سلسلة المبادرات التي يطلقها سموه في شهر رمضان الخير والعطاء، وتستهدف المبادرة التي أطلق عليها نور دبي ونجحت في عامها الأول في الوصول إلى أكثر من 5.8 مليون شخص حول العالم، إنارة دروب ملايين البشر المحرومين من نعمة أنعمها الله على المبصرين. طبقا للإحصاءات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية حول العمى وأمراض العيون، ثبت أن الإعاقة البصرية في تزايد مستمر والمقلق في الأمر أن شخصاً واحداً في العالم يصاب بالعمى كل خمس ثوان. وبناءً على هذه الإحصاءات المقلقة، كان رد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله تأسيس نور دبي برؤية واضحة، وتعني عالماً خالياً من مسببات العمى والإعاقة البصرية، فقامت بتوفير برامج علاجية ووقائية وتعليمية للعلاج والوقاية من العمى وضعف البصر في البلدان النامية على المستويين الإقليمي والعالمي. وأصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مرسوماً بتحويل نور دبي من مبادرة إلى مؤسسة غير حكومية، غير ربحية تهدف إلى القضاء على مسببات العمى والإعاقة البصرية على مستوى العالم، استطاعت وقاية وعلاج أكثر من 23 مليون مصاب بالإعاقة البصرية في العالم، وتتمثل خطة المؤسسة التالية بمضاعفة هذه الأعداد. مخيمات كشفية وتقول الدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي الخيرية: مهما بذلنا من جهود هائلة تبقى نيتنا بسيطة وهي: مساعدة من هم في أمس الحاجة لتفادي فقدان نعمة البصر ومنعهم من الغرق في دوامة الظلام الدامس وعناء الحياة البائسة، فنحن نعمل لمنح الأمل لهؤلاء ولكي يطرد هذا الظلام الدامس نور يعيد للحياة فيضها البهيج. وأشارت إلى أن المؤسسة أطلقت خمسة مخيمات كشفية عام 2015 بالتعاون مع بعض المؤسسات المحلية والعالمية. قصص نجاح غادرت الطفلتان نور وزينة دبي إلى بغداد لتشهدا معالمها لأول مرة في مطلع 2011 فقد عانتا ضعف النظر والإعاقة البصرية منذ ولادتهما لكن نور دبي منحتهما الأمل من جديد بعد أن وفرت لهما العلاج وبتوفيق من الله تعالى أعادت لهما نعمة البصر. وتروي والدتا الطفلتين معاناتهما في إيجاد الحل لهذه المشكلة المعيقة، تقول رسمية طعمة والدة الطفلة نور هلال (8 أعوام): ولدت ابنتي لنكتشف أنا ووالدها أنها تعاني انفصال العدستين داخل العين ما جعل قدرتها على الرؤية محدودة جداً. نور الشقيقة الصغرى لثلاثة أطفال، جميعهم مصابون بالمرض نفسه، كما أن والدها متقاعد أجبر على ذلك بعد أن أقعده المرض. وتكمل الوالدة أدخلنا طفلاً من أبنائي إلى مستشفى في بغداد وأجرى له الأطباء جراحة معقدة لكنها لم تنجح وبدلاً من أن يتحسن نظره بات لا يرى شيئاً. فقدنا الأمل في العلاج واعتبرنا أن مصير نور أن تعيش في الظلام مدى الحياة، لكن جاءت نور دبي لتجدد فينا الأمل. وبعد إجراء العملية أثبتت الفحوص الأولية نجاح العملية وبنسبة كبيرة وأن ابنتي استعادت بصرها الذي حرمت منه منذ الولادة. وتقول والدة الطفلة زينة أثير أن طفلتها ولدت بمرض يسمى (تهطل الجفن) وحوَل في العينين ما أدى إلى ضعف شديد في بصرها، وأوضحت لم نترك مستشفى أو عيادة في العراق إلا وعرضنا عليها زينة ولكن لم نجد الحل بسبب شح الإمكانات، وبعد جهد كبير وافق أحد المستشفيات على إجراء العملية مقابل 200 ألف دينار عراقي وعلى الرغم من أن دخل زوجي بسيط وهو سائق تاكسي اقترضنا المبلغ من جيراننا وأجريت لها العملية ولكن لم يكتب لها النجاح. وأضافت: ساءت حالتنا النفسية، لكن جاءت نور دبي لتعيد لنا الأمل من جديد فقد وفرت لزينة العملية وشفيت.
مشاركة :