صدر عن دار ثقافة للنشر والتوزيع النسخة العربية "الصيَّاد يظهر فجأة" للكاتبة الروسية يوليا ياكوفليفا، ترجمها عن اللغة الروسية فؤاد المرعي. تنتمي الرواية للأدب البوليسي، تصور المصاعب التي واجهتها والأخطاء التي وقعت فيها السلطة في روسيا الجديدة في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي، وأولها الاستبداد سعيًا إلى القضاء على أعداء النظام الجديد، الاستبداد الذي أشاع ثقافة الخوف بين عامة الناس وقتل المبادرة الفردية، وثانيها تغوّل جهاز الأمن السياسي الذي سبب سعيه إلى فرض هيبة السلطة وهيمنتها والذي صار يرى أن كل مواطن متهم حتى تثبت براءته، وثالثها نقص الخبرة لدى المسؤولين الجدد الذي أشاع الفوضى والصراعات في الإدارات والمؤسسات الاقتصادية والثقافية والعلاقات الاجتماعية. إن رواية "الصيَّاد يظهر فجأة" تتحدث عن ذلك كله من خلال حبكة بوليسية صنَّعتها الروائية الروسية يوليا ياكوفليفا في أجواء ليالي ثورة ليننغراد البروليتارية القاسية؛ حيث السكن المشترك والمطابخ الجماعية وضجيج الشوارع وعمليات الخطف والجرائم الغامضة. ووسط هذا كله يبرز في الرواية المحقق الجنائي زايتسف وأمامه جرائم عليه كشف الرابط بينها وفيها خمس جرائم قتل، وسبعة قتلى. القتلى رجال ونساء، عازبون، وأرباب أسر، موظفون وعمال تجاوزوا سن الشباب، مثقفون، وأميون، حزبيون، وغير حزبيين، روس، وفنلندية، ويهودية. وهم، كما تُنبأ وقائع الرواية، مرتبطون فيما بينهم بشكل ما، ومن المحتمل أن يقود الخيط الرابط بينهم إلى المجرم، أو المجرمين!
مشاركة :