اتسع نطاق الاحتجاجات في أغلب المدن الإيرانية ضد ما يسميه أغلب الشعب الإيراني «مهزلة الانتخابات» المقررة في 18 الجاري، وينظم العمال للأسبوع الثاني على التوالي مسيرات غاضبة ضد نظام الملالي، مطالبين بوقف نهب حقوقهم، رافضين استمرار رموز النظام القمعي في السلطة، بحسب ما أكدت المعارضة الإيرانية.وقالت المعارضة إن من بين المحتجين بشدة، المخدوعين في بورصة الأوراق المالية وسائقي الحافلات والموظفين والمعلمين وغيرهم، وتفيد تقارير واردة من معاقل الانتفاضة والمجالس الشعبية الموالية لمجاهدي خلق من مدن مختلفة، أن مسيرات وتجمعات واحتجاجات انطلقت في طهران ضد القضاء الموصوم بالفساد.مهزلة أو خدعةمن جانبها قالت الكاتبة الإيرانية فريدة غودرزي: الانتخابات الرئاسية بعيدة كل البعد عن كونها حرة أو نزيهة. وهي عبارة عن مهزلة أو خدعة. أعرف ذلك لأن لدي معرفة سابقة بالقتلة الذين يشاركون فيها.وأضافت غودرزي: كل أولئك المتراكضين ارتكبوا جرائم ضد الشعب الإيراني في العقود الأربعة الماضية. شارك بعضهم في عمليات القمع والتعذيب والإعدام، والبعض الآخر في الإرهاب واحتجاز الرهائن. وأرغب في سرد تجربتي الشخصية مع أحدهم وهو إبراهيم رئيسي.وتابعت الكاتبة الإيرانية: الصفة الأساسية لرئيسي هي ببساطة أنه «قاتل»، مباشرة بعد أن تسلق الملالي على ثورة 1979، بدأ رئيسي في صنع اسم لنفسه بفضل ميوله التي لا مثيل لها لارتكاب أعمال وحشية ضد معارضي ديكتاتورية الملالي. وأصبح المدعي العام للمحكمة الثورية لمدينة كرج عندما كان عمره 20 عامًا فقط. وقبل عامين، أصبح رئيس القضاء. وكان رئيسي في عام 1988، بصفته نائبا للمدعي العام في طهران، أحد الأفراد الأربعة الذين عينهم الخميني لتنفيذ فتواه المشينة بقتل النشطاء المعتقلين المنتمين إلى المعارضة الديمقراطية الرئيسة منظمة مجاهدي خلق. وخلال تلك المجزرة، تم إعدام 30 ألف سجين سياسي، معظمهم من منظمة مجاهدي خلق.وأوضحت أنه في صيف عام 2016 بعد 28 عامًا، ظهر شريط صوتي لحسين علي منتظري، خليفة الخميني المعين، يتحدث مع «لجنة الموت» في طهران بينهم رئيسي. في ذلك الاجتماع استجوبهم منتظري عن إعدام نساء حوامل وفتيات يبلغن 15 عامًا. كان رئيسي هو أكثر أعضاء اللجنة نشاطًا وقسوة.قاتل متوحشوقالت الكاتبة الإيرانية فريدة غودرزي: حتى قبل أن يصبح رئيسي أحد أكثر قتلة الملالي وحشية، فقد شارك في تعذيب واستجواب نشطاء الديمقراطية. ولقد جربت شخصيا وحشيته. اعتقلني نظام الملالي 1983 وأرسلني على الفور إلى حجرة التعذيب. رغم أنني كنت حاملا في الشهر التاسع في ذلك الوقت، وكان المحققون يعرفون ذلك، فإنهم شرعوا في جلدي بالكابلات الكهربائية.وأمر رئيسي بشنق جميع السجناء السياسيين بين عامي 1982 و1987 في محافظة همدان. ولدي معرفة شخصية ببعض الضحايا.يذكر أن خامنئي عين رئيسي رئيسًا للقضاء في مارس 2019. ومنذ ذلك الحين، ولأن أحدا في المجتمع الدولي لم يحاسب النظام على جرائمه ضد الإنسانية في عام 1988، وواصل رئيسي إرثه في المذابح ضد نشطاء الديمقراطية بمزيد من الانتقام. وأشرف رئيسي على إعدام 251 شخصًا في عام 2019، و267 شخصًا في عام 2020، والعشرات في عام 2021.وذكرت منظمة العفو الدولية أن «عقوبة الإعدام كانت تستخدم بشكل متزايد كسلاح للقمع السياسي ضد المتظاهرين المعارضين وأفراد الأقليات العرقية»، خلال فترة رئيسي. وكانت إحدى القضايا البارزة التي أثارت احتجاجات دولية هي الإعدام الوحشي لبطل المصارعة نويد أفكاري.
مشاركة :