بعد التدخل العسكري الروسي على خط الازمة السورية داعما للنظام اصبح لرأس النظام صوت يتحدث من خلاله بعد فترة صمت عكست وضع قواته على الارض حيث قال بشار الأسد إن سورية وروسيا وإيران والعراق متحدة في قتال الإرهاب وستنجح على الأرجح لكنه حذر من أن الفشل سيكون مدمرا لمنطقة الشرق الأوسط. ونقل عن الأسد قوله في مقابلة مع قناة تلفزيونية إيرانية إن الدول الأربع ستحقق "نتائج فعلية" على عكس التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وأضاف أن حملة الضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة واشنطن منذ عام في سورية والعراق ضد تنظيم أدت إلى تصاعد العنف. ونقل حساب الرئاسة السورية على موقع تويتر عن الأسد قوله في المقابلة "التحالف بين سورية وروسيا وايران والعراق يجب أن يكتب له النجاح وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها." في خضم ذلك اوقفت السلطات السورية صباح امس المعارض منذر خدام المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي التي تعد جزءا من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وفق ما اعلنت الاخيرة وذلك بعد ايام على انتقاده الضربات الروسية في سورية. وقالت الهيئة في بيان اصدرته امس "كعادتها في ظل نظام الاستبداد والفساد واحتكار السلطة وقمع الحريات السياسية والإصرار على الحل الأمني، تم اعتقال الأخ الدكتور منذر خدام على حاجز الأمن العسكري في القطيفة" في ريف دمشق. وقال قيادي في الهيئة ان خدام "اتصل به لابلاغه بخبر توقيفه عند الحاجز" مضيفا "حاولت الاتصال به مرارا عبر هاتفه الخليوي لكن خطه كان مقفلا". واكدت زوجة خدام توقيفه قائلة "اتصل بي لابلاغي بتوقيفه على حاجز القطيفة" مضيفة انه اعلمها "بوجود مذكرة توقيف بحقه من فرع الامن العسكري" من دون تحديد تاريخ صدورها. وخدام (67 عاما) كاتب وسياسي واستاذ في جامعة تشرين في اللاذقية (غرب)، وهو عضو في هيئة التنسيق، ومقرها دمشق، وتضم مجموعة من الاحزاب والشخصيات السورية من معارضة الداخل المقبولة من النظام. كما يرأس المكتب الاعلامي للهيئة. واعتقل خدام في الفترة الممتدة من مايو 1982 لغاية اكتوبر 1994 بسبب مواقفه السياسية المعارضة. ويأتي توقيف خدام الاحد بعد ايام على انتقاده شن روسيا ضربات جوية في سورية. وكتب الخميس في تعليق على صفحته في موقع فيسبوك "حل الأزمة السورية ليس قاب قوسين أو أدنى كما يتصور الحالمون (...) والتدخل الروسي ربما يزيدها تعقيداً". واضاف "اذا كان لدينا نظام جاذب للارهاب بحسب الخطاب السياسي الغربي فسوف تزداد هذه الجاذبية من جراء التواجد العسكري الروسي". وهي المرة الثانية التي يتم توقيف خدام فيها منذ اندلاع النزاع السوري في منتصف مارس 2011، اذ اعتقلته السلطات الامنية على حاجز طرطوس (غرب) للأمن العسكري في ديسمبر 2013 ثم افرجت عنه بعد ساعات "اثر ضغوط روسية ودولية"، وفق ما اكد احد زملائه في وقت سابق. واعتقلت سلطات النظام عددا من قياديي الهيئة في السنوات الثلاث الماضية ابرزهم رجاء الناصر وعبد العزيز الخير اللذين لا يزالان مسجونين بدون اي معلومات عنهما. ونددت هيئة التنسيق في بيانها باعتقال خدام "لأنه ليس إرهابياً ولا يدعم الإرهاب"، مطالبة "بالإفراج الفوري عنه وعن معتقلي الهيئة وسائر المعتقلين من الرجال والنساء والاطفال". وتم توقيف الناصر في 20 نوفمبر 2013 في حي البرامكة في وسط دمشق. وقالت الهيئة ان "دورية امنية اعتقلته، وانه كان ينوي زيارة موسكو"، حليفة النظام. وتحتجز السلطات منذ سبتمبر 2012 عبد العزيز الخير الذي اوقف في دمشق لدى عودته من رحلة في الخارج، ولم يعرف عنه شيء منذ ذلك الوقت.
مشاركة :