تطلق قناة «العربية» برنامجها الوثائقي «على خطى العرب» في جولته الثانية الجمعة المقبل، بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول في إعادة استحضار التاريخ المغرق في القدم عبر سلسلة وثائقية تحاكي الجغرافيا والتاريخ معاً. وبحسب بيان صدر عن القناة فإن الجولة الثانية من البرنامج تشمل تاريخ جزيرة العرب من النواحي الجيولوجية، والإنسانية، والحضارية، والاقتصادية منذ العصور الحجرية الأولى ما قبل التاريخ، ثم ما بعد التاريخ، وصولاً إلى أقدم المستوطنات البشرية، والممالك الحضرية، وطرق البخور، وطرق الحرير وأسواق العرب، وبعض أهم أيام العرب، وقصة مكة، وقصة الفيل، وبعض مغازي الرسول الفاصلة. وتتميز الجولة الجديدة من برنامج على «خطى العرب» بخطّ سير الرحلة وبمواضيع الحلقات الذي يعده ويقدمه الدكتور عيد اليحيى بحسب تجاه السير، إذ ينطلق عبر ثاني أقدم استيطان بشري في آسيا في عصور ما قبل التاريخ «الحجري»، فتنطلق القافلة من الرياض جنوباً باتجاه الخرج للوقوف على أول المستوطنات البشرية في موقع القصيعة وموقع الدم وموقع عيني فرزان. ويكمل البرنامج قصة المنطقة لعصور ما بعد التاريخ، باحثاً في الحملات العسكرية حينها، واندفاع الحِمْيَريين، وبلوغهم مناطق اليمامة والبحرين، وتدخل ملوك اليمن في الخرج، وكذلك حملات ملوك اليمن وتُبّع؛ للسيطرة على نواحي نجد، وفي المنطقة ذاتها يصور البرنامج عين السيح الجافة في الخرج، عبر إنزال طائرة من دون طيار إلى أسفل فوهة الحفرة العظيمة؛ ليقدم البرنامج صوراً تُعد الأولى من نوعها. وينتقل البرنامج إلى الممالك القديمة، وصولاً إلى غزة في فلسطين، وفي نجران يقف البرنامج على الأخدود، متطرقاً إلى القصة الكاملة عن محرقة مسيحيين. ويتوقف البرنامج عند جميع الأسواق الواقعة بين الطائف ومكة والمدينة التي كانت تقام في مواسم الحج، وكان طريق البخور، كما ينتقل إلى مكة المكرمة متوقفاً في المشاعر المقدسة وسبب تسميتها بأسماء مثل عرفة، مزدلفة، منى. كما يتطرق البرنامج إلى قصة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أهل الطائف حين ذهب لدعوتهم إلى الإسلام، ومن ثم لجوئه إلى بستان عتبة بن ربيعة بعدما طرده أهلها، فرجوعه إلى مكة ومَبيته في وادي نخلة، مع توثيق لقصة المبيت. وفي وادي حنين -وعلى طريقة الدراما الوثائقية- يقدم «على خطى العرب» معركة حنين، وكيف حصلت المباغتة من هوازن لجيش المسلمين، قبل انقلاب الهزيمة إلى نصر. ثم تسجيل حادثة أول خارجي في الإسلام، وتنبؤ الرسول بخروجهم على فترات من التاريخ. ويكمل البرنامج مسيرته عبر الجزيرة العربية، مقدماً الهوية العربية قبل وما بعد الإسلام. أما في حلقات أهم أيام العرب، يجول البرنامج من الجوف إلى مدينة طريف على طريق القريات، موثّقاً موقعة يوم ذي قار. ويوضح معد ومقدم برنامج «على خطى العرب» الدكتور عيد اليحيى أن تاريخ العرب وجزيرتهم أُهملا، وقُلِّل من شأنهما، وعُزِلا عن إطارهما الصحيحين، وطمست أبعادهما، وشوهت حقائقهما، وحذفت أجزاء مهمة منهما من المستشرقين ومن سار على دربهم من الكتاب العرب، وكذلك فعل الشعوبوين من قبلهم بمئات السنيين. ويضيف: «في البرنامج لن نرضى بالاستمرار على هذا النهج، فكل من يتمتعون بمستوى محترم من الثقافة في الغرب أو غيره، وتهمهم الموضوعية، ولو قليلاً، يعلمون علم اليقين أن تاريخ العرب والجزيرة العربية ليس وليد الأمس القريب ولم يبدأ مع عهد النفط الحالي. وهل من حاجة إلى التذكير بأن العرب كانوا لفترات طويلة جداً من الزمن على صلات وثيقة أحياناً مع جميع الحضارات الكبيرة والقديمة التي ازدهرت في الشرق الأدنى؟ فبلاد سومر ووادي النيل وأرض العقاديين وبابل والشام أيام الأموريين والكنعانيين، ثم الآراميين، وفارس أيام الميديين والأخمينيين أقامت كلها علاقات تجارية وثيقة مع الجزيرة العربية، لكن لم تتمكن أية من الدول التي تتابعت على رأس هذه البلاد من احتلال الجزيرة تماماً ولا من السيطرة عليها بصفة دائمة ولو جزئياً». ويؤكد أن الجزيرة العربية ليست فقط الموقع الإستراتيجي ولا الجيولوجيا الفريدة ولا المعادن التي تحتويها أرضها، بل هي أرض اللغات الأولى، التي ما زالت باقية على الواجهات الصخرية والتي تعتبر وهذه معلومة نجهلها ويراد منا كذلك، أنها من أكثر الكتابات على مستوى العالم.
مشاركة :