هام – الرياض : أكد المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء أن وضع مصباح فوق منارة المسجد لبيان أن الصلاة مقامة بدعة، مشيرًا إلى أن من كان حريصًا على الصلاة سيأتي مع الأذان. وقال سماحة المفتي ردًا على سؤال حول هذا الأمر: اعلم وفقك الله لطريق الحق، أن المساجد بيوت الله، وهي خير بقاع الأرض، أذن الله تعالى أن ترفع ويذكر فيها اسمه جل وعلا قال تعالى : {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال}، ويتعلم الناس فيها شؤون دينهم، ويتم إرشادهم إلى ما فيه سعادتهم، وصلاحهم في الدنيا والآخرة، فواجب على المسلمين أن يقوموا بتطهيرها من البدع والخرافات، وقد راعى النبي ذلك، وبيّنه لأمته ليسلكوا منهجه ويهتدوا بهديه، وقد سار على ذلك الخلفاء الراشدون وسلف الأمة إلى عصرنا هذا. وتابع المفتي: وقد يحرص الإنسان على الخير ولكن يسلك طريقًا يدخله في الابتداع في الدين، وهو لا يشعر، خرج ابن مسعود رضي الله عنه على حلقة في المسجد فقال: «ما هذا الذي أراكم تصنعون؟» قالوا: «يا أبا عبد الرحمن، حصى نعدّ به التكبير والتهليل والتسبيح.»، قال: «فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء.. ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة؟ » قالوا والله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير»، قال: « وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم »، فقال عمرو بن سلمة : (رأينا عامة أولئك الخلق يطاعنونا يوم القيروان مع الخوارج). سنن الدارمي. وتابع فضيلته أن وضع مثل هذا المصباح على منارة المسجد، لبيان أن الصلاة قد أقيمت لا أصل له في الشرع، ونعلم أن نية صاحبه إرادة الحق، ولكن (كم من مريد للخير لن يصيبه)، وهذا من البدع، فمن كان حريصًا على الصلاة سيأتي مع الأذان، أو أقل أحواله عند سماع الإقامة، وأما وضع المصباح بدعة في دين الله، وعلى من وضعه إزالته حتى لا يلحقه إثمه وإثم من عمل به.
مشاركة :