يسعى هاري كين نجم المنتخب الإنجليزي الإفادة من مشاركته مع بلاده في نهائيات كأس أوروبا من أجل تقديم أوراق اعتماده والحصول على صفقة مع نادٍ أوروبي كبير، وذلك بعدما أبدى بوضوح رغبته في إنهاء مغامرته مع فريقه الحالي توتنهام. وقبل أن يسدل الستار على منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز الذي أنهاه توتنهام سابعاً وفشل بالتالي في حجز مقعده الى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، أبدى كين رغبته بالبحث عن فريق يلبي طموحاته كهداف من الطراز الرفيع. ويتبقى لقائد منتخب انجلترا الذي يبلغ عامه الـ28 في يوليو المقبل، ثلاثة أعوام حتى انتهاء عقده مع توتنهام، في حين أكد النادي مرارًا أن لاعبه ليس للبيع ما قد يشكل عائقًا امام طموح الهداف الفتاك. وارتبط قطبا مانشستر وتشيلسي بالتعاقد مع اللاعب الذي توج هدافاً للدوري الممتاز (23 هدفاً) والذي أبدى رغبة بالحديث مع رئيس النادي دانيال ليفي بشأن مستقبله. وقال في حديث مع قناة "ذي أوفرلاب" على موقع يوتيوب الخاصة بجاري نيفيل لاعب مانشستر يونايتد السابق "أشاهد الامور الرائعة التي تقوم بها الاندية الانجليزية هذا الموسم في دوري الابطال (توج تشيلسي بطلاً على حساب مانشستر سيتي). هذه هي المباريات التي أريد أن اكون جزءًا منها. أريد أن أشارك في تلك المباريات". وأردف "لذا، بالطبع، إنها لحظة في حياتي المهنية حيث يتعين علي أن أفكر جيدًا وأقيّم موقعي وأن أجري محادثة جيدة وصادقة مع الرئيس. آمل أن نتمكن من إجراء تلك المحادثة". وتابع "أنا متأكد أنه سيرغب في وضع خطة لما يراه مناسبًا، لكن في النهاية سيكون الأمر متروكًا لي وما أشعر به وما هو الأفضل بالنسبة لي ولمسيرتي". سيغيب توتنهام عن دوري الابطال للموسم الثاني تواليًا وهو سيكتفي بالمشاركة في المسابقة القارية الجديدة "يوروبا كونفرنس ليج" اعتباراً من الدور الفاصل، وهو أمر لا يرتقي بطبيعة الحال الى مستوى طموحات كاين الذي توج هدافاً للدوري الممتاز للمرة الثالثة في مسيرته. ورغم انه سجل 221 هدفًا لتوتنهام، إلا ان كين لم يتوج بأي لقب في مسيرته حتى الآن. وتبقى أفضل نتيجة له مع الفريق بلوغ المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا عام 2019 عندما خسر أمام مواطنه ليفربول صفر-2، ومباراتين نهائيين لمسابقة كأس الرابطة عامي 2015 (خسر أمام تشيلسي صفر-2) وهذا العام (خسر أمام مانشستر سيتي صفر-1)، فضلا عن وصافة الدوري عام 2017. وأكد كين انه لا يريد أن ينهي مسيرته وهو نادمٌ "أريد أن أصل الى أفضل مستوياتي.. لا زلت أشعر وكأنه لدي مسيرة أخرى. لا زلت أملك سبع او ثماني سنوات أخرى". والآن، سيحاول كاين الإفادة من نهائيات كأس أوروبا التي أرجئت من الصيف الماضي بسبب تداعيات فيروس كورونا، من أجل محاولة تعزيز موقعه التفاوضي في سوق الانتقالات، لاسيما في حال نجاحه بقيادة "الأسود الثلاثة" الى لقبهم الأول على الإطلاق منذ تتويجهم العالمي الوحيد عام 1966 على أرضهم. - هل يرحل من اعتبره سبيرز "واحداً مناً"؟ - واحتفالاً بالذكرى الستين لانطلاق كأس أوروبا، سيحظى كين ورفاقه في المنتخب الإنجليزي فرصة اللعب على أرضهم في "ويمبلي" خلال دور المجموعات، كما يحتضن الملعب مباراة إنجلترا في ربع النهائي في حال تصدرها للمجموعة الرابعة التي تضم كرواتيا وصيفة بطلة العالم والجارة اسكتلندا والتشيك. كما ستحظى إنجلترا في حال الذهاب حتى النهاية بفرصة اللعب على الملعب ذاته في نصف نهائي البطولة القارية الموزعة مبارياتها على 11 مدينة أوروبية، والمباراة النهائية. وحتى في حال فشل الإنجليز ومدربهم جاريث ساوثجيت في تحقيق الإنجاز والفوز باللقب القاري الأول لمنتخب "الأسود الثلاثة"، يبدو مستبعداً جداً أن يبقى كاين في الفريق الذي اعتبره "واحداً منا" حين ضمه الى فرقه العمرية عام 2004. ولد كاين بعد أقل من عشرة كيلومترات من ملعب "وايت هارت لاين"، وبعدما تخلى عنه الجار اللندني أرسنال في سنوات البداية الكروية لاعتباره أنه ليس قويا بما يكفي ولا يتمتع بالسرعة المطلوبة، انتقل كاين الى توتنهام وشق طريقه تدريجياً حتى وصل الى الفريق الأول في 2009. وقال أحد كشافي توتنهام، ديفيد بريكنيل، لوكالة فرانس برس "كان يمكنكم ان تلاحظوا حتى وهو في سن صغيرة، انه قادر على ركل الكرة بطريقة جيدة". درب بريكنيل كاين وهو لا يزال في السادسة من العمر في نادي ريدجواي روفرز للناشئين، حيث خطا نجم انجليزي آخر هو ديفيد بيكهام، خطواته الأولى في كرة القدم. وأوضح عشية مونديال 2018 "أقوم بالأمر نفسه منذ أكثر من 20 عاما، ولربما برز لاعبان أو ثلاثة بهذا الشكل (طوال هذه المدة)". وكشف بريكنيل في 2018 الى أن كاين بقي في النادي لموسمين "سجل خلالها العديد من الأهداف لنا (...) انضم الى أرسنال في وقت مبكر جدا. حركيته هي التي سببت له معاناة مع النادي على ما يبدو". بعد أرسنال، انتقل الى واتفورد على سبيل التجربة لستة أسابيع، الا ان ما أقنع توتنهام بضمه كانت "ثلاثية" سجلها في مرمى سبيرز. صحيحٌ أنه لا يرتقي من حيث النجومية الى مرتبة البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الارجنتيني ليونيل ميسي، إلا أن ما لم يفتقده كان الايمان بنفسه والتصميم الذي أوصله في نهاية المطاف ليكون أحد أفضل الهدافين في تاريخ النادي اللندني والى قيادة المنتخب الإنجليزي، والآن الى أن يكون هدفاً لأندية الكبرى في القارة العجوز.
مشاركة :