فيما تتواصل الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب اليمنية، ووصول وفد عماني رفيع إلى العاصمة اليمنية صنعاء بتشجيع أميركي، بات واضحاً أن أسباب استمرار القتال في اليمن مسؤولية الحوثيين، بحسب مصادر غربية. وتأتي خطوات التشجيع الأميركية الأخيرة بعد زيارة مبعوثها لدى اليمن منطقة الخليج 6 مرات خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، من دون قدرته على وقف التدهور الكبير في الأزمة اليمنية. ورغم الغموض الذي ما زال مخيماً على نتائج زيارة الوفد العماني إلى صنعاء ومحاولة إقناع الحوثيين بمبادرات السلام لإيقاف إطلاق النار، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، يرى مصدر غربي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مثل هذه الزيارات «مفيدة». وأضاف المصدر الذي فضل - عدم الإفصاح عن هويته - بقوله: «زيارة العمانيين إلى صنعاء كان بطلب من تيم ليندركينغ المبعوث الأميركي لليمن، الأميركان ضغطوا على العمانيين للزيارة». وتابع: «نحن سعيدون بهذه الزيارة، ونعتقد أن هذا النوع من الزيارات مفيد». وكانت الساعات القليلة الماضية شهدت تحركاً مفاجئاً وغير مجدول، بعد وصول طائرة عمانية أول من أمس، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، وعلى متنها وفد عماني برفقة أعضاء من الجماعة الحوثية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في صفوف الحوثيين أن الوفد «يضم مسؤولين عمانيين والمتحدث (باسم الانقلابيين) محمد عبد السلام وقياديين آخرين»، مرجحاً اجتماعاً للوفد العماني مع زعيمها عبد الملك الحوثي «لحلحلة الأزمة». وأضاف: «يبدو أن زيارة الوفد العماني تأتي لإقناع (قيادة) الحوثيين بوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام». ويعلق المصدر الغربي على شروط الحوثيين للموافقة على مبادرات السلام، بقوله: «الحوثيون يريدون أولاً وقف ما يسمونه حصاراً، ثم سيفكرون في إمكانية وقف إطلاق النار، بينما الشرعية والتحالف يريدون حلاً كلياً مجموعة واحدة». وأضاف: «نعتقد أنه من المستحيل تسمية فتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة أموراً إنسانية، بينما ما يحدث في مأرب أمر آخر! هذا غير صحيح، ما يحدث في مأرب أكثر تأثيراً على الوضع الإنساني». ووفقاً للمصدر الغربي، فإن ما يفعله الحوثيون اليوم من استمرار الحرب له تأثيرات إنسانية كبيرة، لافتاً إلى أن «الجميع يريد وقف الحرب والبداية بوقف إطلاق النار». وتابع: «لا نفهم ما يقوله الحوثيون والحديث عن فتح مطار وميناء، ثم في المستقبل سيتحدثون عن وقف إطلاق النار، هذا أمر مؤسف جداً، والآن من الواضح أن استمرار القتال مسوؤلية الحوثيين». في الأثناء، سلم وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد بن مبارك نظيره العماني بدر البوسعيدي رسالة خطية من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى العاهل العماني السلطان هيثم بن طارق. وذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن الوزيرين بحثا خلال لقاء في مسقط أمس، «جهود السلام المبذولة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام»، إلى جانب تفعيل اللجان الوزارية المشتركة والحوار الاستراتيجي بين البلدين، فضلاً عن توحيد الجهود الدبلوماسية والسياسية إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ووفقاً لما أوردته وكالة «سبأ» اليمنية الرسمية، أشاد بن مبارك بالدور العماني، الذي وصفه بالإيجابي، في الدفع بالجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب وآثارها الإنسانية والجلوس على طاولة المفاوضات لإحلال السلام في اليمن، رغم تعنت الميليشيات الحوثية واستمرار مراهنتها على الخيار العسكري في مأرب، مذكراً بالمجزرة التي ارتكبها الانقلابيون في مأرب أول من أمس، علاوة على تهديدها للملاحة الدولية وعدم سماحها للفريق الفني التابع للأمم المتحدة من الوصول إلى خزان النفط العائم «صافر» لإجراء التقييم والصيانة الأولية. وقال وزير الخارجية العماني في تغريدة على حسابه بـ«تويتر»: «لليمن واليمنيين مكانة خاصة في قلوب العمانيين، وقد سرني اليوم لقاء معالي الأخ (الدكتور أحمد بن مبارك) والبحث معه حول الجهود المبذولة لوقف الحرب في #اليمن الشقيق وإحلال السلام بما يواكب تطلعات الشعب اليمني للأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والسيادة على أراضيه». وقالت وكالة الأنباء العمانية إن الجانبين أكدا «ضرورة تكثيف التعاون البناء مع مختلف الأطراف، في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار لليمن من خلال دعم جهود مبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة (إلى اليمن)».
مشاركة :