يتهاون الكثيرون في حزام الأمان رغم أهميته، يغترّ بكثرة المرات التي يقود فيها السيارة ولا يحصل له حادث، فيعتقد أن احتمال الحادث ضئيل بشكل عام، وأنه شخص حذر في القيادة لذلك احتمال الحادث معدوم، ولا يدري من يفكر هذه الطريقة أن هذا ليس نوعاً من التفاؤل المحمود بل هذا يسمى التفاؤل المفرط وهو خاطئ، نوع من المغالطات التفكيرية، فيتفاءل بشكلٍ مبالغ فيه، مثل أن يبدأ التدخين ظاناً أن غيره من الناس هم الذين يصابون بسرطان الرئة لكن هو سيَسلَم، أو أن يظن شخص في مدينة كبيرة أنه في مأمن تام من الجرائم التي يسمع ويقرأ عنها؛ لأنها تحصل للغير فقط. يُعرّف علماء التفاؤل المفرط أنه الاعتقاد الباطل بأن احتمالات حصول الأحداث السلبية للشخص أقل له وأكثر لغيره، وغني عن القول إن هذا الاعتقاد قد قتل وما زال يقتل الكثير من الناس حول العالم كما في الأمثلة المذكورة بالأعلى، ولكن هذا الاعتقاد شائع جداً لدى السائقين في بلدنا، فلا يزال الكثير من الناس يرفض ربط حزام الأمان ويتذرع أنه مزعج وأنه غير ضروري، ولا أدري ماذا يظن هذا الشخص، فهل يعتقد أنه سيعلم عن حصول حادث لسيارته قبلها بساعات فيربط الحزام ليكون جاهزاً؟ إن الحوادث تحصل في أجزاء من الثانية وحينها لن يكون هناك وقت لربط الحزام، فإما أن تربطه وتنجو من الموت ومن إصابات خطيرة بإذن الله، وإما أن لا تكون قد ربطته، حينها فإن ارتطام الرأس بالمقود أو بالزجاج كارثة، فإما أن يموت الشخص فوراً، وإما أن تتحطم بعض أجزاء جمجمته ورقبته فيصبح مشلولاً أو معوقاً. احذر هذا الفخ، التفاؤل المفرط وهمٌ مريح، لكنه يظل وهما.
مشاركة :