أكد عدد من الصحفيين والمحللين أن قناة الجزيرة القطرية منذ نشأتها تمارس أدوارا تحريضية في نشر الفتن والكراهية والتخريب من أجل تقسيم المنطقة.. جاء ذلك خلال «برنامج خاص» بثه تلفزيون البحرين تحت عنوان «الجزيرة القطرية قناة تدليس الحقائق واختلاف الأكاذيب». وصف الكاتب الصحفي محميد المحميد ما تقوم به قناة الجزيرة القطرية بأنه نوع من أنواع الخداع، لافتا إلى أن هذه القناة منذ تأسيسها حتى هذه اللحظة هي تمارس دور التحريض ونشر الفتن والكراهية والعنصرية، مشيرًا إلى أن لها أسلوبا انتقائيا فيما تريد فرضه على الاخرين، وتستغل شعار الحرية والعدالة الاجتماعية ولكنها تأخذ هذه الشعارات لهدف تقسيم الدول ولضرب الرموز في حين لا تتوانى في انها تبرز وتمجد في القيادات الإرهابية. وشدد المحميد على أن قناة الجزيرة أو السلطات القطرية لم تتوقف عن ممارسة النهج الذي تمضي فيه، موضحًا أنها تحاول ان تبين للرأي العام العربي انها وقعت على بيان العلا والتزمت به ولكن في الحقيقة قامت بما ينافي ذلك وقبل ان يجف حبر اتفاق العلا تتفنن وتتقصد التطاول والإساءة إلى المؤسسات السيادية في الدول خصوصا في الدول الخليجية. ولفت إلى أن هذه القناة حاولت الإساءة للمنظومة الامنية في البحرين من خلال اختلاق المعلومات المفبركة وتقوم بجلب تصريحات ضد مملكة البحرين عن الامور الصحية في السجون وهي غير صحيحة وتنكشف بكل سهولة، مشددا على أن الشعب البحريني شعب واع متحضر متعلم، كما أن البحرينيين هم من علموا هذه الدولة التطور والحضارة والتقدم والتاريخ يشهد أن تماسك الشعب البحريني ووعيه أفسد كل المخططات التي قامت بها قطر. وأكد أن أهداف وغايات هذه القناة أصبحت مكشوفة والناس بات لديهم حصانة ومناعة من اكاذيب هذه القناة، مشيرًا إلى أن السلطات القطرية تنفق بسخاء على الجماعات الإرهابية والمنظمات الحقوقية التي تدعمها وتروج لها كي تهاجم الدول بمعلومات مغلوطة لتحقيق ما تريده قناة الجزيرة وتمارسه من تحريض وتقسيم في المنطقة وشعوبها والتشكيك الدائم في إنجازات وأعمال المؤسسات للدول. وذكر المحميد أن المواطن القطري يعاني من مجموعة من التناقضات في ظل وجود قناة تتكلم وتتحدث عن حريات في حين لا يستطيع ان يمارس المواطن القطري حريته وهناك الكثير من القيود ويوجد غياب للضمانات التشريعية في قطر، وهناك ادانات كثيرة من منظمات حقوقية عديدة لما تمارسه قطر في قمع الحريات وما تصدره من قوانين شكلت عبئا على المواطن القطري وأساءت إلى سمعة قطر ولا تنقله قناة الجزيرة. من جانبه قال الدكتور فهد الشليمي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في مداخلة عبر السكايب: اعتقد أن أداء قناة الجزيرة يعتبر نوعا من التدخل في الشؤون الداخلية للدول والدليل على ذلك ان الكثير من الدول قدمت احتجاجات إلى الخارجية القطرية من ممارسات هذه القناة، واعتقد الجزيرة فقدت جمهورها في الخليج ومصر، لأنها تقوم على الفبركة والمبالغة في التعليق والتهويل. وأشاد الشليمي بالشعوب الخليجية وخاصة في مملكة البحرين التي تتعرض لاستهداف كبير من قبل هذه القناة لكن الشعب البحريني لديه ثقافة اعلامية ولديه وعي امني واعلامي لمثل هذه الامور، واعتقد أن البحرين من الدول المثقفة والمنيعة والمحصنة اعلاميا من الاعلام الأصفر. ولفت إلى أن الجزيرة تخالف قانون الاعلام الإلكتروني وتخالف المادة الثانية من ميثاق الامم المتحدة الذي هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشددا على أن ما تمارسه الجزيرة ليس عملا إعلاميا بل هو عمل تحريضي، وهناك اختلاف لما يقدم من برامج على قناة الجزيرة الانجليزية وبرامج قناة الجزيرة العربية، حيث تتبنى خطابين متناقضين. كما تطرق إلى أن استضافة هذه القناة للشخصيات المثيرة للجدل واستضافة مجموعات إرهابية مثل جماعة النصرة والقاعدة، كما تتبني الخطاب الاعلامي الإرهابي حيث وفروا بوقا اعلاميا للإرهابيين وهذا يتعارض مع القانون الدولي لكن كل هذا يمارس تحت ستار حرية الاعلام. واستبعد الشليمي أن تسلط قناة الجزيرة الضوء على مشاكل أو سلبيات قطر لأنه جزء من الهيكل الاعلامي القطري، معربا عن استغرابه لاستهداف دول الخليج والبحرين والامارات، موضحًا أن قناة الجزيرة صممت للتخريب العام ودعم مشروع التغيير والفوضى الخلاقة في المنطقة. من جانبه قال الصحفي الفرنسي من باريس جورج مالبرنوت رئيس قسم الشرق الاوسط في صحيفة لو فيغارو الفرنسية: اثناء التحقيق في فرنسا والعديد من الدول الاوروبية وجدنا تمويلا واضحا من قبل ما يسمى جمعية قطر الخيرية لجهات متطرفة ومشبوهة في أوروبا، وهناك حوالي 150 جهة ممولة من قبل قطر الخيرية وعلى وجه الخصوص هناك حوالي 50 مشروعا في ايطاليا وحوالي 20 مشروعا في فرنسا هناك ايضا تمويل في ألمانيا بريطانيا وإسبانيا وحتى في دول بعيدة بعض الشيء مثل الدول الاسكندنافية. وأضاف أن هذا يعني ان هذه المنظمة غير الحكومية والمقربة جدا من السلطات القطرية مستعدة للعب دور في السوق الأوروبية عقب التأثير في منظمات غير حكومية في أوروبا وأيضا دعم المتطرفين وخصوصا المنتمين للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين الإرهابية. وتابع: إنه لا شك أن الجزء الاكبر من الجمعيات في أوروبا التي استفادت من اموال ما يسمى بقطر الخيرية تنتمي إلى تنظيم الاخوان المسلمين هنا في فرنسا وايطاليا وألمانيا، واذا كانت هناك ارادة لتعزيز ايدلوجية متطرفة تتبنى الإسلام دافعا للفوضى والإرهاب. وكشف عن أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فور انتخابه حذر السلطات القطرية تحذيرا شديد اللهجة بأن فرنسا لا تريد تمويلا اجنبيا من قبل قطر ثم اتخذت فرنسا قرارات مؤخرا لتصد المتطرفين، ولهذا كانت هناك رغبة من جانب فرنسا في قطع التمويل الاجنبي عن جمعياتها الإسلامية حيث تم مراقبة البنوك بشكل أكبر. وأوضح أنه في ألمانيا كانت السلطات يقظة من خلال اجهزة المخابرات المتحالفة مع ألمانيا للتأكد من عدم وجود تحالف بين تركيا وقطر لتعزيز حركة التنظيمات المتطرفة في البلاد، والنمسا اتخذت قرارات قوية جدا ضد جماعة الاخوان المسلمين وضد الاموال التي قد تأتي من الخارج، لافتا إلى أن هناك جسورا بين الاخوان والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية بشكل عام، الآن هناك يقظة متزايدة من جانب الدول الاوروبية حول هذا الفكر المتطرف. وشدد على أن هناك ضغطا قويا نسبيا من المجتمع الدولي لضمان عدم تقديم الدعم والتمويل من افراد ينتمون للسلطات القطرية إلى التنظيمات والجماعات الإرهابية. وبالنسبة لقناة الجزيرة قال إن هذه القناة ينظر اليها منذ فترة طويلة على انها قناة تقدم منبرين للقاعدة وكذلك للجماعات المتطرفة والإرهابية في سوريا وغيرها من الدول، من الناحية الفرنسية غالبا ما يكون لدى قناة الجزيرة رغبة في انتقاد كل شيء، وقد عبر الرئيس الفرنسي ماكرون سابقا عن استيائه من هذا الهجوم الواضح ضد فرنسا وهو ما يؤكد ان الجزيرة لا تزال تلعب لعبة خطيرة حين تشير إلى ان فرنسا معادية للإسلام وأن فرنسا لا تحترم المسلمين وما إلى ذلك، نعلم جميعا ان الخطاب السابق لقناة الجزيرة هو إظهار كل ما هو خاطئ حول العالم، يجب بذل المزيد من الجهود للوصول إلى رؤية اكثر شمولية حيال سياسات هذه القناة الخاطئة في كثير من الاحيان.
مشاركة :