قال وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي بأن خطة كادر المعلمين التطويرية ستشمل في المرحلة المقبلة التمكين الرقمي للمعلمين وأن الخطة التطويرية لهم ستضم عددا من الأمور التي من شانها أن تصب في خدمة التطوير المهني للمعلمين على كافة الأصعدة، مؤكدا على أن كادر المعلمين جاء بهدف تطوير المعلم وتمهينه. ووجه الوزير كلمة للمعلمين بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين والذي يصادف اليوم الإثنين (5 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، على هامش افتتاحه المؤتمر التربوي السنوي الثامن والعشرين، والذي انطلق يوم أمس (الأحد)، تحت شعار (نحو التمكين الرقمي في التعليم)، إذ قال: «الوزارة تنظر إلى المعلم كشريك في التطوير وعامل أساسي، فلا يمكن تطوير التعليم من دون معلم ذي كفاءة». وقد افتتح الوزير المؤتمر بحضور 400 مشارك من مديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات والاختصاصيين والاختصاصيات المعنيين، على أن يستمر حتى اليوم (الإثنين)، فيما تضمن 8 ورش عمل ومعرضا مصاحبا لاطلاع المجتمع التربوي على أبرز مستلزمات التعليم الرقمي. وألقى الوزير كلمة قال فيها: «إن المقصد الرئيس لأجندة التعليم لما بعد العام 2015 هو المقصد المتمثّل في «ضمان التعليم النوعي المنصف الشامل والتعلّم مدى الحياة للجميع بحلول العام 2030»، والمنتظر أن تسهم التكنولوجيا الرقمية إسهاما كبيرا في تحقيقه». وذكر الوزير بأن المؤتمر من المؤمل أن يركز على أمور مهمة تتعلق بالتمكين الرقمي في مملكة البحرين، من ضمنها، تأثير التمكين الرقمي على المناهج والكتب الدراسية من حيث الشكل والمضمون، كيف تستفيد المدارس وقطاعات الوزارة من هذه المنظومة الالكترونية الحديثة، ما هو التدريب الذي ستحتاجه الوزارة والمدارس لكي تستفيد من تطبيق التمكين الرقمي بشكل أكبر وانعكاس التمكين الرقمي على إجراءات الوزارة والمدارس بما في ذلك العمل اليومي، دور الأنشطة الطلابية ومركز رعاية الموهوبين في إبراز إبداعات الطلبة في مجال التمكين الرقمي، التوسع في الاستفادة من إنجازات المعلمين في مجال التمكين الرقمي وتعميمها على الميدان التربوي في إطار سياسة نقل الخبرة والاستفادة من الأعمال المتميزة والجامعات العريقة في العالم تشجع على ريادة الأعمال على صعيد الطلبة، وبالتالي يبرز دور المدارس في رعاية هذه الإبداعات الطلابية في المراحل العمرية المبكرة. وبين الوزير بأن العصر يمتاز بثورة معلوماتيّة تكنولوجية رقميّة وتغيّرات كبيرة في عالم الاقتصاد والأسواق والمال وتطوّرات نوعيّة في مجالات المعارف والعلوم وتحوّلات اجتماعيّة إنسانية عميقة. وقال: «إن النتاجات التي يجب أن يستهدفها التعليم في القرن الحادي والعشرين تشمل بناء المعارف العلمية الأصيلة والمعاصرة، تنمية مهارات التواصل والتفاهم والحوار اللغوي والتكنولوجي، تعزيز الهوية الثقافية وترسيخ قيم المواطنة والتشارك والتعاون، تجويد عمليات التفكير، إلى جانب إطلاق آليات الإبداع والابتكار». التمكين الرقمي سيحسن الانضباط المدرسي ورأى بأن مرحلة التمكين الرقمي سوف تعزز من طريقة التعلم من خلال الأجهزة الرقمية بما يراعي الفروق الفردية والسرعة الذاتية للمتعلم بتوظيف عناصر الصوت والصورة والحركة، ورفع مستوى تحصيل الطالب وتوفير التكلفة على المدى البعيد وجعل العملية التعليمية أكثر جاذبية بما يحسن الانضباط والحضور المدرسيين، ويعزز الدافعية نحو التعلم ويدعم هذه العملية لجميع فئات الطلبة سيما الذين يعانون من صعوبات او تعثر. وبين بأن أهمية التمكين الرقمي في التعليم يأتي من خلال كونه أحد متطلبات تحقيق مجتمع المعرفة ودفع عجلة التحوّل من استهلاكها إلى إنتاجها، سدّ الفجوة الرقمية بين فئات المجتمع الواحد، وبين مجتمعات دول العالم، مواكبة تطوّرات العصر ومواجهة تحديات المستقبل وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة فضلا عن إسهامه في تزكية رأس المال البشري، وفي بناء مجتمع التعلّم المستمر مدى الحياة. ومن جانبها، ألقت الوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي، رئيسة اللجنة العامة للمؤتمر نورة أحمد الغتم كلمةً أكدت فيها أن التكنولوجيا تحظى بازدياد ملحوظ في العملية التربوية، من خلال تطبيق العديد من المشاريع التي توظف الأدوات الرقمية في المواقف التعليمية، مبديةً تطلع الوزارة إلى بلوغ مستويات متقدمة في استثمار التكنولوجيا عبر الأنشطة التفاعلية لتجويد السياسات والخدمات التربوية، وتوفير بيئة تعلم رقمي محفزة للإبداع. وأملت بأن يسترشد المعلمون بالتوصيات الناتجة عن هذا المؤتمر في عملية التطوير، وأن تسهم العروض وورش العمل في وضع لبنات أجندة وطنية رقمية في سبيل التنمية المستدامة. هذا وتم عرض فيلم حول مدارس الوزارة والجهود المبذولة لإيجاد بيئة تعلم جاذبة للطلبة، وفيلم آخر حول آراء عدد من منتسبي الهيئات الإدارية والتعليمية والطلبة وأولياء الأمور حول التمكين الرقمي في المدارس المطبقة للمشروع، بعدها قام وزير التربية والتعليم بتكريم المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر، إلى جانب تكريم المعلمين الذين أنهوا أعلى ساعات تدريبية في الدورات الخاصة بالتمكين الرقمي في التعليم من أكاديمية مايكروسوفت، ثم افتتح الوزير المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يعرض منتجات عدد من الشركات المتخصصة في مجال تقنية المعلومات والاتصال، إلى جانب عرض نماذج متميزة من الممارسات التربوية في مجال التعليم والتعلم داخل الصفوف في جميع المراحل التعليمية ومختلف المواد الدراسية.
مشاركة :