رأى خبراء مصريون، أن بلادهم أصبحت مقصدا للبطولات الرياضة العالمية، في ظل تمتعها ببنية أساسية ورياضية ممتازة، واستقرار سياسي وأمني، ووجود رغبة مصرية في استضافة هذه البطولات، لنقل صورة البلاد الحضارية للعالم. ونظمت مصر منذ مطلع العالم الحالي مونديال كرة اليد، وبطولتي العالم لسلاح السيف والرماية، كما تنظم حاليا بطولة العالم للجمباز. ومن المقرر أن تستضيف مصر اعتبارا من غد بطولة العالم للكبار للخماسي الحديث. ويأتي تنظيم هذه البطولات على الرغم من تحدي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وفي هذا الصدد، قال الناقد الرياضي رضوان الزياتي، إنه "في الحقيقة، أنا سعيد بنجاح مصر في استضافة هذه البطولات العالمية، وفي الماضي كنت اتمنى أن تستضيف مصر هذه البطولات، وبالفعل مصر في الفترة الأخيرة اتخذت هذه الاتجاه، ونجحت بشكل كبير جدا ونالت إشادة دول العالم". وأضاف الزياتي، وهو رئيس رابطة النقاد الرياضيين السابق، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "مصر لديها بنية تحتية رياضية على أعلى مستوى، تضاهي الدول الأوروبية، وهذا أمر رائع، يمكنها من تنظيم البطولات، وحاليا لا يمر شهر إلا وتنظم مصر بطولة دولية". ورأى أن هذا الأمر "ذكاء سياسي ورياضي يؤكد أن الحكومة المصرية تؤمن بأهمية الأحداث الرياضية". وأوضح أن "الأمر لا يتعلق فقط بالطفرة الكبيرة التي حدثت في البنية الرياضية في مصر، بل أيضا في البنية الأساسية من طرق وكباري واتصالات وفنادق، وكل هذا يشجع العالم على منح مصر استضافة البطولات الدولية". وتابع أن "استضافة مصر لهذه البطولات له مردود سياسي واقتصادي وسياحي، وإن ينقصها شيء واحد هو حضور الجمهور، ولو حضور رمزي". وأردف "اتابع بطولة العالم للجمباز حاليا، والتي تشهد مستويات رائعة، لكن للأسف الصالات دون جمهور، واتمنى من المسؤولين أن يسمحوا بحضور عدد رمزي خصوصا أن الملاعب الأوروبية أعلنت عودة الجمهور اعتبارا من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم". وطالب بحضور الأشخاص التي اخذوا اللقاح المضاد لمرض فيروس كورونا فعاليات البطولات التي تنظمها مصر. ورأى أن تنظيم البطولات أثناء تفشي مرض فيروس كورونا لا يمثل خطرا، في ظل تطبيق مصر "نظام الفقاعة الطبية"، الذي حقق نجاحا كبيرا، مشيرا إلى أن السلطات المصرية تنفذ إجراءات احترازية مشددة جدا لإنجاح هذه البطولات. وأشار إلى "المردود السياسي والاقتصادي لاستضافة هذه البطولات، إذ أنها ترفع من مكانة مصر أمام دول العالم، وتعكس الصورة الحضارية والبنية الأساسية والاستقرار السياسي والأمني في مصر، فضلا عن كونها ترفع الروح المعنوية للشعب المصري". وشاطره الرأي الدكتور محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، بالقول إن مصر أصبحت مقصدا للبطولات الرياضية الدولية. وأضاف حسين لـ (شينخوا)، أن "مصر تستضيف بطولات عالمية دورية رغم وجود كورونا، وهذا إعجاز"، مشيرا إلى أنه "كان هناك أكثر من اتحاد يريد أن يؤجل بطولاته لكن عندما ظهر نجاح مصر في تنظيم كأس العالم لكرة اليد بدأت الاتحادات الدولية تختار مصر، التي أصبحت قبلة البطولات المختلفة". وأوضح أن مصر استضافت من بداية العام الحالي بطولات العالم لكرة اليد، والسلاح، والجمباز، و"هذا يدل على قوة التنظيم والتحكم في مخاطر الوباء". ومن أسباب النجاح في استضافة هذه البطولات أن "مصر اتبعت الأساليب العلمية، ونفذت كل الإجراءات الاحترازية، وطبقت قواعد حاكمة على الجميع دون استثناء، حتى لو رئيس اتحاد ما ارتكب خطأ يصدر ضده قرار بالإيقاف أو الاستبعاد"، بحسب البرلماني المصري. وأشار إلى أن مصر طبقت بنجاح نظام "الفقاعة الطبية" في البطولات التي نظمتها، لمنع إصابة اللاعبين بمرض فيروس كورونا، ونوه بأن اليابان تعرفت على النموذج المصري الخاص بالفقاعة من أجل تطبيقه في الأولمبياد. ووفقا لنظام الفقاعة الطبية، يتم قصر حركة جميع المشاركين في البطولة، من لاعبين وإداريين ومنظمين، على أماكن محددة فقط دون الخروج منها مثل أماكن الإقامة، وملاعب التدريب، وملاعب المباراة فقط، بما يحد من اختلاط أفراد المنتخبات المشاركة مع أشخاص من خارج المنظومة. ومن بين أسباب النجاح كذلك "البنية الأساسية والرياضية الجيدة جدا، التي تعطي مصر قدرة تنظيمية عالية جدا، فضلا عن توفير كل الإمكانيات لنجاح البطولات". وختم أن "الرياضة هي اللغة الأولى على مستوى العالم، ونحن ننقل للعالم أجمع من خلال هذه البطولات صورة مصر الحقيقية، بما يدعم الاستثمار والسياحة في مصر". بدوره، قال المحلل الرياضي محمد الراعي إن "استضافة البطولات العالمية جزء من خطة مصر للنهوض بالرياضة والرقي بالفكر الإداري والفني لمختلف الألعاب". وتابع أن "مصر نجحت خلال الفترة الماضية في أن تنال ثقة العالم في تنظيم البطولات العالمية، في ظل الدعم الكبير من القيادة السياسية لإنجاح هذه البطولات". وأوضح أن "مصر أصبحت قبلة البطولات العالمية، وهذا يدل على مدى نجاح الدولة المصرية في تنظيم هذه الأحداث العالمية".
مشاركة :