أصدرت «مبادرة بيرل»، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية تعمل على تحسين المساءلة والشفافية المؤسسية في منطقة الخليج العربي، تقريراً حول أهمية الإشراف المؤسسي في دول مجلس التعاون الخليجي. ويحمل التقرير عنوان «تقرير عن آراء الرؤساء التنفيذيين: الإشراف المؤسسي في أوقات الأزمات»، ويتضمن أفكار وتصورات 35 من قادة الأعمال والشخصيات الريادية في 14 قطاعاً، من بينهم 8 سيدات يشغلن مناصب تنفيذية عُليا. ويناقش التقرير تأثير الإشراف المؤسسي، مشيراً إلى تداعيات جائحة «كوفيد 19» وأثرها على الإدارة المؤسسية ومُستقبلها في دول الخليج العربي. وتعّرف «مبادرة بيرل» الإشراف المؤسسي بأنه مبدأ يقوم على تحقيق قيم مشتركة في الشركة على جميع المستويات، بما يصب في خدمة الأفراد والبيئة وتعزيز الربحية. جاء إصدار التقرير خلال لقاء طاولة مستديرة عُقد افتراضياً وأدارته رانيا سعداوي، المديرة التنفيذية لـ «مبادرة بيرل»، بمشاركة مجموعة من الشخصيات البارزة في قطاع الأعمال، من بينهم جمال فخرو، الشريك الإداري لشركة كي بي إم جي في البحرين؛ وأيمن تمر، رئيس مجلس إدارة وشريك إداري في مجموعة تمر؛ وزهراء مالك، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة جروفنر كابيتال؛ إلى جانب عدد من مسؤولي «مبادرة بيرل» وممثلي وسائل الإعلام. وأوضح التقرير أن 62% من الرؤساء التنفيذيين في دول مجلس التعاون الخليجي يعتبرون الإشراف المؤسسي من مكونات مبادرات المسؤولية الاجتماعية المؤسسية والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. وقال بدر جعفر، مؤسّس «مبادرة بيرل» والرئيس التنفيذي لـ «شركة الهلال للمشاريع»: «يجب ألا نتعامل مع معايير البيئة والاستدامة والحوكمة كل منها على حدة، فهي في الحقيقة مكونات مترابطة ومتداخلة. كما أن الأهداف البيئية والاجتماعية وجهان لعملة واحدة، والحوكمة هي برأيي الرابط الوثيق فيما بينها. تُعد الحوكمة من عدة نواحٍ الجانبَ الأهم لأجندة جهود البيئة والاستدامة والحوكمة، كيف لا والحوكمة المؤسسية المتينة هي الأساس الراسخ الذي تقوم عليه أهداف الشركة ومساعيها». وأشار التقرير إلى أنَّ أغلبية الشركات والمؤسسات المشاركة تعتبر تطبيق الإشراف المؤسسي على جميع مستويات الهيكل التنظيمي ضرورة مُلحة، بدءاً من الإدارة العُليا وصولاً إلى جميع الموظفين. وأكد 76% من الرؤساء التنفيذيين المشمولين في التقرير أنهم يعتبرون اعتماد المؤسسات لأعلى المعايير في عملية رفع التقارير أمراً ضرورياً لتعزيز العمليات المؤسسية، وأن المواءمة بين هذه المعايير والمبادرة العالمية للتقارير (GRI) ستزيد كفاءة الإشراف المؤسسي. وقال أيمن تمر: نعتقد بأن اعتماد الشركات لأطر إشراف متينة تراعي الاحتياجات المستقبلية هو ما سيحدد مستقبل النجاح الاقتصادي لمنطقة الخليج العربي مواكبةً للاتجاهات السائدة في مناطق أخرى من العالم. كما أشار التقرير إلى ضرورة تقييم الشركات للتأثير طويل الأمد لجائحة «كوفيد 19» في جميع أنحاء المنطقة، من منظور اقتصادي وجيوسياسي، وفهم كيفية تأقلم مُختلف الصناعات والقطاعات مع هذا الواقع، إذ تعتبر هذه الأمور بالغة الأهمية لتطوير الأعمال في المستقبل. وأكد جمال فخرو أهمية إشراك الشباب الذين يشكلون القوة العاملة المستقبلية وتثقيفهم، مشيراً إلى أن البيئة المؤسسية تتصف حالياً بتطوراتها المتسارعة وسياساتها المتغيرة باستمرار. ويشكل الشباب أكثر من نصف تعداد سكان دول مجلس التعاون الخليج، ولديهم دورٌ كبير في تعزيز الوعي حيال العديد من القضايا ذات الأهمية في زمننا الحالي، الأمر الذي يشكل حافزاً للتغيير الإيجابي في عالمنا الحافل بالتحديات. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :